أدى أمير المؤمنين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس، صلاة الجمعة بمسجد النيجر بإيفران
واستهل الخطيب خطبة الجمعة بالتأكيد على أن الإسلام جاء بشريعة سمحة، بينت الحسن والقبيح، وأقرت مبادئ سامية، تنشر بين الأنام المودة وتبث فيهم روح المحبة، وتجعل العلاقة الاجتماعية بينهم قائمة على الأخوة الصادقة، يحافظ فيها كل إنسان على حقوق غيره، ويعرف ما له وما عليه، فتطمئن النفوس وتسلم الأرواح والأموال والأعراض.
وقال الخطيب، إن من أجل وأعظم الصفات التي أكد عليها الإسلام، وأمر بغرسها بين الأمة، صفة الأمانة التي تعني في حقيقتها شعور المرء بمسؤوليته، وتبعاتها في كل أمر يوكل إليه، فيستحضر على الدوام، مراقبة ربه الذي هو مطلع عليه، وذلك بتقدير جسامة المسؤولية المنوطة به ليؤديها على الوجه الذي يرضي ربه، مستشهدا بقول الرسول الكريم (ص) "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ".
وأكد أن استشعار عبء المسؤولية والقيام بواجبها هو من الإيمان مصداقا لقوله (ص) "لا إيمان لمن لا أمانة له ولا دين لمن لا عهد له" مبينا أن الأمانة بسبب عظمتها هي من خلق الأنبياء والمرسلين، لأنهم في الذروة العليا من مكارم الأخلاق.
وأضاف أن أمر الحياة لا يستقيم إلا إذا عرف الفرد مسؤوليته، وحرص على القيام بها كحرصه على نيل ما له من حقوق، مذكرا بأن رسول الله (ص) كان في القمة من هذا الخلق الكريم، بحيث اتصف بالأمانة مع قومه حتى قبل بعثته، وهو الذي أدبه ربه فأحسن تأديبه، وقال عنه الحق سبحانه وتعالى"وإنك لعلى خلق عظيم".
وبين الخطيب أن مفهوم المسؤولية ليس مقصورا على حفظ الودائع وردها إلى أصحابها بل إنه أعم وأرحب وأشمل لأن مقتضاها أن يعرف الإنسان كل ما يكلف به، وأن يدرك قيمته ويؤمن بأنه حق عليه يجب أن يؤديه كما طلب منه، مشيرا إلى أن الإسلام ربى في أبنائه الإحساس بالقيام بالواجب، بدءا بولاة الأمور ومن ينوب عنهم، ومنهم العلماء ورثة الأنبياء، وكذلك الموظف في وظيفته، والعامل في مصنعه، والتاجر في تجارته، والمدرس في مدرسته، والطبيب في عيادته، بحيث أن المسؤولية تطوق كل مؤمن بها مهما كان مركزه، وهي تعظم بقدر حاملها.
وقال إن من صميم هذه المبادئ كل قواعد ما يعرف اليوم بالحكامة الجيدة، وفيها كل التوجيهات التي تدين كل أنواع الفساد، مشيرا إلى أنه بمراعاة هذه المبادئ والتوجيهات، يعرف كل واحد منا واجبه ويقدر مسؤوليته في موقعه على اعتبار أن الرعية بمفهوم اليوم هم الأشخاص الذين يوجدون تحت مسؤولية شخص معين، في مرتبة معينة في هذا المجتمع المنظم القائم على الترتيبات المنسجمة .
وبعد أن أكد أن المسؤولية تقتضي من المسلم أن يستجيب لما أوجبه الله عليه، قال الخطيب إن لنا في أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس أحسن قدوة في النهوض بالمسؤولية تجاه أمته وشعبه في كل ربوع المملكة، وأفضل أسوة لحمل الأمانة العظمى والمسؤولية الكبرى التي تحقق للشعب المغربي نموه وازدهاره وتمكنه من جميع حقوقه وتذكره بواجبه نحو وطنه وأمته.
وابتهل الخطيب في الختام إلى العلي القدير، بأن ينصر أمير المؤمنين نصرا عزيزا، ويسدد خطاه ويحقق مسعاه ويقر عينه بولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن ويشد أزره بصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد وسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة.
كما تضرع إلى الله عز وجل بأن يتغمد بواسع رحمته جلالة المغفور لهما محمد الخامس والحسن الثاني ويسكنهما فسيح جنانه.
وكان تقدم للسلام على جلالة الملك لدى وصوله، شكيب بن موسى، وزير الداخلية، وحسن أوريد، والي جهة مكناس تافيلالت، عامل عمالة مكناس، وكريم قسي لحلو، عامل إقليم إيفران، وسعيد شباعتو، رئيس مجلس الجهة، ورئيس الحامية العسكرية، والهيئة القضائية، ورئيس المجلس البلدي، ورئيس المجلس الإقليمي، والمنتخبون، وعدة شخصيات أخرى.
وبمدخل المسجد تقدم للسلام على جلالة الملك، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق.
جلالة الملك يترأس بإيفران توقيع اتفاقية للتأهيل الحضري للمدينة
ترأس صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أول أمس الخميس بمدينة إيفران، مراسيم التوقيع على اتفاقية تهم البرنامج الجديد للتأهيل الحضري لمدينة إفران (2007-2009) الذي رصدت له اعتمادات بمبلغ 111 مليون درهم.
ووقع هذه الاتفاقية، توفيق احجيرة، الوزير المنتدب المكلف بالإسكان والتعمير، ونور الدين بوطيب، الوالي المدير العام للجماعات المحلية بوزارة الداخلية، وحسن أوريد، والي جهة مكناس تافيلالت عامل عمالة مكناس، وكريم قسي لحلو، عامل إقليم إيفران، وعلي الفاسي الفهري، المدير العام للمكتب الوطني للماء الصالح للشرب، وسعيد اشباعتو، رئيس مجلس الجهة، وعبد القادر العشني، رئيس بلدية إيفران.
ويتضمن برنامج التأهيل الحضري لإيفران عدة مشاريع، تهم تأهيل الأحياء الناقصة التجهيز، وتهيئة ساحة "الأسد" بوسط المدينة، وشارعي الحسن الثاني، ومحمد الخامس، وتقوية شبكة الماء الصالح للشرب، وتهيئة "عين فيتال".
كما يتضمن البرنامج تجديد شبكة الإنارة العمومية وتهيئة عدد من الفضاءات والساحات الخضراء واعتماد أنظمة حديثة للري وتقوية الشبكة الطرقية وتهيئة الأرصفة والجنبات
وسيجري تمويل البرنامج في إطار شراكة بين وزارة الداخلية (62 مليون درهم)، ومجلس الجهة (5 ملايين درهم)، والجماعة الحضرية لإيفران (4 ملايين درهم)، والوزارة المكلفة بالإسكان والتعمير (15 مليون درهم)، والمكتب الوطني للماء الصالح للشرب (20 مليون درهم)، وشركاء آخرين (5 ملايين درهم).
وقدمت لجلالة الملك بالمناسبة شروحات حول برنامج تأهيل الموقع الطبيعي »عين فيتال« الذي رصد له غلاف مالي يبلغ 30 مليون درهم، وسينجز في الفترة الممتدة من 2007 إلى 2009 .
وخصصت للشطر الأول من البرنامج، اعتمادات بقيمة11 مليون درهم، ستخصص لتأهيل الغطاء النباتي ومجالات الماء وإعادة تأهيل منتزه الضايات وموقع المنابع، وكذا موقع الشلالات.
وسيجري في مرحلة لاحقة تهيئة وتنمية الموقع عبر إحداث دار للطبيعة والماء، ومركز للخيالة، ومأوى جبلي، فضلا عن تنظيم حركة السير والجولان، عبر خلق مواقف قارة للسيارات، ومسالك خاصة بالراجلين، وأخرى للخيالة.
كما قدمت لجلالة الملك شروحات حول برنامج تأهيل وتقوية منشآت توزيع الماء الصالح للشرب بالمدينة، الذي تطلب غلافا ماليا قدر بـ 20 مليون درهم .
ويتضمن هذا البرنامج وضع قناة للجر على طول 7،4 كلم، وبناء خزانين، سعة الأول 2500 متر مكعب، وسعة الثاني 2000 متر مكعب، وإعادة تأهيل وتقوية شبكة التوزيع على طول 15 كلم بقطر، يتراوح ما بين 50 و400 ملم.
وسيمكن البرنامج من مضاعفة الطاقة الاستيعابية لخزانات الماء، وتحديث وعصرنة المنشآت المالية الحالية، كما ستكون له انعكاسات اقتصادية مهمة، من خلال المساهمة في إحداث 40 ألف يوم عمل .
وكان جلالة الملك استعرض لدى وصوله، تشكيلة من الحرس الملكي أدت التحية قبل أن يتقدم للسلام على جلالته، شكيب بنموسى، وزير الداخلية، وتوفيق احجيرة، الوزير المنتدب المكلف بالإسكان والتعمير، ونور الدين بوطيب، الوالي المدير العام للجماعات المحلية بوزارة الداخلية، وحسن أوريد، والي جهة مكناس تافيلالت عامل عمالة مكناس، وسعيد اشباعتو، رئيس مجلس الجهة، وعامل إقليم إيفران، والمدير العام للمكتب الوطني للماء الصالح للشرب، ورئيس المجلس البلدي، ورئيس المجلس الإقليمي، ورئيس جامعة الأخوين، وشخصيات أخرى.