ترأس صاحب الجلالة الملك محمد السادس اليوم الثلاثاء بمدينة آسا حفل التوقيع على اتفاقية تتعلق ببرنامج التهيئة الحضرية لمدينتي آسا والزاك ومراكز الإقليم للفترة ما بين2007 /2009 والذي رصد له غلاف مالي يقدر ب 180 مليون و549 ألف درهم. كما اطلع جلالة الملك ودشن بالمناسبة عددا من المشاريع تهم التأهيل الحضري والاجتماعي والتطهير السائل والبنيات التحتية الطرقية.
وسيتم بمقتضى برنامج التهيئة الحضرية إعادة تأهيل النسيج الحضري وتحسين مستوى التجهيزات الأساسية بمدينتي آسا والزاك ومراكز لبيرات وعوينة إغونام وعوينة لهناء وتويزكي والمحبس. وتهم نوعية الأشغال بالبرنامج التطهير السائل وإعداد الطرقات والأرصفة وتهيئة الساحات العمومية والفضاءات الخضراء والحفاظ على البيئة والتزود بالماء الصالح للشرب والكهربة وتقوية الإنارة العمومية والتجهيزات العمومية.
ويساهم في تنفيذ البرنامج كل من المديرية العامة للجماعات المحلية بوزارة الداخلية ووزارة التجهيز والنقل والمكتب الوطني للماء الصالح للشرب والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية والمندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر ومجلس الجهة والمجلس الإقليمي ووكالة إنعاش أقاليم الجنوب والجماعات المعنية.
إثر ذلك دشن جلالة الملك المسبح العمومي لمدينة آسا الذي أنجز بكلفة مليونين و 450 ألف درهم ممولة في إطار شراكة بين وكالة تنمية أقاليم الجنوب والمديرية العامة للجماعات المحلية ووزارة الشبيبة والرياضة والمجلس الإقليمي وبلدية آسا.
وسيشكل المسبح الذي يمتد على مساحة624 مترا مربعا فضاء للترفيه ولاستكشاف المواهب في رياضة السباحة بآسا. ويضم حوضين للسباحة ومستودعات للملابس ومقصفا ومرافق تقنية وصحية متنوعة.
كما دشن جلالة الملك الشطر الأول من مركز الاستقبال لفائدة الشباب بآسا والذي تقدر تكلفته الإجمالية بمليونين و800 ألف درهم منها مليون و300 ألف درهم خصصت لتمويل الشطر الأول. ويهدف المركز ، الذي أنجز من طرف وكالة الجنوب والمجلس الإقليمي بشراكة مع المديرية العامة للجماعات المحلية ووزارة الشبيبة والرياضة وبلدية آسا، إلى خلق فضاء للقاء والتعارف وتبادل التجارب بين شباب آسا الزاك وشباب باقي المناطق داخل المغرب وخارجه.
ويضم المركز الذي تقدر طاقته الاستيعابية ب30 سريرا ويمتد على مساحة810 مترا مربعا، قاعة متعددة الاختصاصات و15 غرفة ومطبخا وقاعة للأكل وأربع حمامات ومرافق إدارية.
كما قدمت لجلالة الملك بالمناسبة شروحات حول مشروع بناء سد تويزكي الرمز الذي ينجز على مستوى الجماعة القروية لتويزكي (40 كلم عن آسا) بكلفة30 مليون درهم.
وتقدر سعة هذا السد ب78 مليون مترا مكعبا ويهدف إلى حماية المدينة من الفيضانات وتقوية الفرشة المائية بالمنطقة وتوفير مياه الري وكذا مياه الشرب لفائدة القطعان وتأهيل المناطق الفلاحية .
ويتم تمويل بناء هذا السد من طرف وزارة الداخلية (10 ملايين و300 ألف درهم) وكتابة الدولة المكلفة بالماء (10 ملايين درهم) ووكالة تنمية أقاليم الجنوب (9 ملايين و700 ألف درهم).
وبخصوص برنامج التطهير السائل لمدينتي آسا والزاك فقد رصد له غلاف مالي إجمالي يقدر ب61 مليون درهم منها17 مليون درهم بالنسبة لمدينة الزاك و44 مليون درهم بالنسبة لآسا.
وتتضمن أشغال هذا البرنامج ، التي ستنتهي في سنة2009 ، مد شبكة للمياه العادمة وبناء محطة للتطهير وتعميم الربط بالشبكة والرفع من نسبة المعالجة .
أما بالنسبة لبرنامج إعداد الطرقات بمدينتي آسا والزاك فقد رصد له غلاف مالي يقدر ب67 مليون درهم ويتضمن بناء الطرقات وإعداد الأرصفة وبناء ممرات للراجلين وتوسيع وتقوية الطرقات وتهيئة ساحات عمومية. ويهدف البرنامج إلى إحداث طرقات جديدة رئيسية لتنظيم المجال الحضري وتحسين الظروف المعيشية للساكنة وحماية أسس البنايات من خطر تسرب الماء وتنظيم عملية سير الراجلين والسيارات وتقريب الخدمات الاجتماعية والصحية من المواطنين وخلق فرص الشغل وتشجيع الاستثمار بالمنطقة.
وسيستفيد إقليم آسا الزاك ، في إطار البرنامج الوطني الثاني للطرق القروية ، من اعتمادات بقيمة200 مليون درهم ستخصص لبناء180 كلم من الطرق وتهيئة168 كلم أخرى. وسيكون للبرنامج وقع اقتصادي واجتماعي هام على الساكنة من خلال مساهمته في فك العزلة عن عدد من المراكز القروية تقدر ساكنتها بحوالي16 ألف نسمة موزعين على 5 جماعات، وربط هذه الجماعات بالمحاور الرئيسية وتحسين مؤشر الولوج الى الطرق من 33 بالمائة الى69 بالمائة في أفق سنة2012 .
وبنفس المناسبة اطلع جلالة الملك على مشروع إعادة تأهيل قصر أسا الذي يطمح إلى بث روح جديدة بهذا التراث الوطني ويمثل رافعة للنهوض بالسياحة بالمنطقة.
ويتمثل الهدف الأساسي للمشروع في دعم المبادرات الملموسة للسكان وتحفيزهم وإشراكهم من أجل خلق أنشطة تجارية وثقافية داخل القصر الذي تتضمن الأشغال به ترميم الأسوار والأبراج وأبواب القصر السبعة وإصلاح الأزقة والفضاءات العمومية وإنشاء مسار سياحي وتجاري يضم القصر وواحة نخيل أسا.
وقد تم الشروع في تنفيذ المشروع في فبراير من سنة2006 وتم حتى الآن تهيئة مسجدين عتيقين داخل القصر وثلاثة أبواب وسور بطول300 مترا. ومن شأن تنفيذ هذا البرنامج أن يساهم في رد الاعتبار لهذه المعلمة التي يعود تاريخ تأسيسها إلى القرن الحادي عشر حيث شكلت آنذاك مرفأ صحراويا ذا إشعاع عالمي ازدهرت فيه التجارة بواسطة القوافل العابرة للصحراء والمحملة بالمنتوجات الحيوانية والتوابل والنسيج.
وبهدف الارتقاء بالسياحة في المنطقة يتم أيضا تنفيذ برنامج لإنقاذ وتثمين واحة أسا الذي رصد له غلاف مالي يقدر ب11 مليون درهم بشراكة بين كل من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ووكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية لأقاليم جنوب المملكة وجهة كلميم السمارة. ويرمي البرنامج إلى حماية الواحة التي تمتد على طول 400 هكتار وإعادة تأهيلها وخلق منتوج سياحي بيئي مستدام وتحسين تربية الماشية وتنمية المنتوج المحلي والحفاظ على التنوع الايكولوجي بالمنطقة والنهوض بأوضاع المرأة القروية.
ويندرج البرنامج في إطار مخطط شمولي لإنقاذ وتنمية وتأهيل واحات أقاليم كلميم وآسا الزاك وطاطا الذي سينجز داخل أجل خمس سنوات بغرض الحفاظ على نظام استغلال بيئي دائم وإرساء نظام حيوي للفلاحة في الواحات ، وذلك ضمن مقاربة تشاركية تساهم فيها مؤسسات الدعم والجماعات القروية والحضرية والفلاحون وجمعيات المجتمع المدني والنساء والقطاع الخاص.
كما يهدف البرنامج إلى محاربة التصحر والفقر بالمناطق المستهدفة عبر إعداد مشاريع تنموية تأخذ بعين الاعتبار خصوصيات هذه المناطق وتشرك الساكنة المحلية في مختلف مراحل إنجاز المشاريع. وقد حدد هذا البرنامج الإشكاليات والإكراهات التي تعاني منها هذه الواحات والمتمثلة في ندرة المياه وما تسببه من إتلاف لمئات الهكتارات من أشجار النخيل وكذا شيخوختها بحيث لاتتجاوز نسبة الأشجار المثمرة بهذه الواحات40 في المائة، بالإضافة إلى انتشار مرض البيوض والطفيليات وتملح الأرض والانجراف وزحف الرمال مما يقلل من جودة المنتوج ويزيد في تفاقم الوضعية.
وكان جلالة الملك قد استعرض لدى وصوله تشكيلة من الحرس الملكي أدت التحية قبل أن يتقدم للسلام على جلالته السيدة نوال المتوكل وزيرة الشباب والرياضة والسادة عزيز اخنوش وزير الفلاحة والصيد البحري وعبد الكبير زهود كاتب الدولة المكلف بالماء والبيئة واحمد حجي المدير العام لوكالة تنمية أقاليم الجنوب وعلي الفاسي الفهري المدير العام للمكتب الوطني للماء الصالح للشرب والمنتخبون والأعيان وممثلو السلطات المحلية وشخصيات أخرى.
موضوع: جلالة الملك يترأس التوقيع على اتفاقية التأهيل الحضري لآسا 
الثلاثاء 04 ديسمبر 2007, 11:47
