Marocain-XF عضو فريق العمل
عدد الرسائل : 1913 العمر : 68 Localisation : الرباط . : اوسمة العضو (ة) : النقاط المكتسبة من طرف العضو : 8778 خاصية الشكر : 12 تاريخ التسجيل : 30/05/2009
بطاقة الشخصية royal: 1
| موضوع: النمام وهو من ينقل الحديث بين الناس السبت 24 أبريل 2010, 06:35 | |
| النمام وهو من ينقل الحديث بين الناس على جهة الإفساد بينهم هذا بيانها وأما أحكامها فهي حرام بإجماع المسلمين وقد تظاهرت على تحريمها الدلائل الشرعية من الكتاب والسنة قال الله تعالى ولا تطع كل حلاف مهين هماز مشاء بنميم وفي الصحيحين أن رسول الله قال لا يدخل الجنة نمام وفي الحديث أن رسول الله مر بقبرين قال إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير أما أنه كبير أما أحدهما فكان لا يستبرئ من بوله وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة ثم أخذ جريدة رطبة فشقها إثنتين وغرز في كل قبر واحدة وقال لعله أن يخفف عنهما ما لم ييبسا وقوله وما يعذبان في كبير أي ليس بكبير تركه عليهما أو ليس بكبير في زعمهما ولهذا قال في رواية أخرى بلى إنه كبير وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله تجدون شر الناس ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه ومن كان ذا لسانين في الدنيا فإن الله يجعل له لسانين من نار يوم القيامة ومعنى من كان ذا لسانين أي يتكلم مع هؤلاء بكلام وهؤلاء بكلام وهو بمعنى صاحب الوجهين قال الإمام أبو حامد الغزالي رحمه الله إنما تطلق في الغالب على من ينم قول الغير إلى المقول فيه بقوله فلان يقول فيك كذا وليست النميمة مخصوصة بذلك بل حدها كشف ما يكره كشفه سواء كره المنقول عنه أو المنقول إليه أو ثالث وسواء أكان الكشف بالقول أو الكتابة أو الرمز أو الإيماء أو نحوها وسواء كان من الأقوال أو الأعمال وسواء كان عيبا أو غيره فحقيقة النميمة إفشاء السر وهتك الستر عما يكره كشفه وينبغي للإنسان أن يسكت عن كل ما رآه من أحوال الناس إلا ما في حكايته فائدة للمسلمين أو دفع معصية قال وكل من حملت إليه نميمة وقيل له قال فيك فلان كذا وكذا لزمه ستة أحوال الأول أن لا يصدقه لأنه نمام فاسق وهو مردود الخبر الثاني أن ينهاه عن ذلك وينصحه ويقبح فعله الثالث أن يبغضه في الله عز وجل فإنه بغيض عند الله والبغض في الله واجب الرابع أن لا يظن في المنقول عنه السوء لقوله تعالى إجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم الخامس أن لا يحمله ما حكي له على التجسس والبحث عن تحقق ذلك قال الله سبحانه وتعالى ولا تجسسوا السادس أن لا يرضى لنفسه ما نهى النمام عنه فلا يحكي نميمته وقد جاء أن رجلا ذكر لعمر بن عبدالعزيز رجلا بشيء فقال عمر يا هذا إن شئت نظرنا في أمرك فإن كنت صادقا فأنت من أهل هذه الآية إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا وإن كنت كاذبا فأنت من أهل هذه الآية هماز مشاء بنميم وإن شئت عفونا عنك فقال العفو يا أمير المؤمنين لا أعود إليه أبدا ورفع إنسان رقعة إلى الصاحب بن عباد رحمه الله يحثه فيها على أخذ مال اليتيم وكان له مال كثير فكتب على ظهر الرقعة النميمة قبيحة وإن كانت صحيحة والميت رحمه الله واليتيم جبره الله والمال ثمره الله والساعي لعنه الله وقال الحسن البصري من نقل إليك حديثا فاعلم أنه ينقل إلى غيرك حديثك وهذا مثل قول الناس من نقل إليك نقل عنك فاحذره وقال ابن المبارك ولد الزنا لا يكتم الحديث أشار به إلى أن كل من لا يكتم الحديث ومشى بالنميمة دل على أنه ولد الزنا إستنباطا من قول الله تعالى عتل بعد ذلك زنيم والزنيم هو الدعي وروي أن بعض السلف الصالحين زار أخا له وذكر له عن بعض إخوانه شيئا يكرهه فقال له يا أخي أطلت الغيبة وأتيتني بثلاث جنايات بغضت إلي أخي وشغلت قلبي بسببه واتهمت نفسك الأمينة وكان بعضهم يقول من أخبرك بشتم عن أخيك فهو الشاتم لك وجاء رجل إلى علي بن الحسين رضي الله عنهما فقال إن فلانا شتمك وقال عنك كذا وكذا فقال اذهب بنا إليه فذهب معه وهو يرى أنه ينتصر لنفسه فلما وصل إليه قال يا أخي إن كان ما قلت في حقا فغفر الله لي وإن كان ما قلت في باطلا فغفر الله لك وقيل في قول الله تعالى حمالة الحطب يعني امرأة أبي لهب أنها كانت تنقل الحديث بالنميمة سمى النميمة حطبا لأنها سبب العداوة كما أن الحطب سبب لاشتعال النار ويقال عمل النمام أضر من عمل الشيطان لأن عمل الشيطان بالوسوسة وعمل النمام بالمواجهة حكاية روي أن رجلا رأى غلاما يباع وهو ينادي عليه ليس به عيب إلا أنه نمام فقط فاستخف بالعيب واشتراه فمكث عنده أياما ثم قال لزوجة سيده إن سيدي يريد أن يتزوج عليك أو يتسرى وقال أنه لا يحبك فإن أردت أن يعطف عليك ويترك ما عزم عليه فإذا نام فخذي الموسى واحلقي شعرات من تحت لحيته واتركي الشعرات معك فقالت في نفسها نعم واشتغل قلب المرأة وعزمت على ذلك إذا نام زوجها ثم جاء إلى زوجها وقال سيدي إن سيدتي زوجتك قد إتخذت لها صديقا ومحبا غيرك ومالت إليه وتريد أن تخلص منك وقد عزت على ذبحك الليلة وإن لم تصدقني فتناوم لها الليلة وانظر كيف تجيء إليك وفي يدها شيء تريد أن تذبحك به وصدقه سيده فلما كان الليل جاءت المرأة بالموسى لتحلق الشعرات من تحت لحيته والرجل يتناوم لها فقال في نفسه والله صدق الغلام بما قال فلما وضعت المرأة الموسى وأهوت إلى حلقه قام وأخذ الموسى منها وذبحها به فجاء أهلها فرأوها مقتولة فقتلوه فوقع القتال بين الفريقين بشؤم ذلك العبد المشئوم فلذلك سمى الله النمام فاسقا في قوله تعالى إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين موعظة يا من أسره الهوى فما يستطيع له فكاكا يا غافلا عن التلف وقد أدركه إدراكا يا مغرورا بسلامته وقد نصب له الموت أشراكا تفكر في إرتحالك وأنت على حالك فإن لم تبك فتباكى بكيت فما تبكي شباب صباك كفاك نذير الشيب فيك كفاك ألم تر أن الشيب قد قام ناعيا مكان الشباب الغض ثم نعاكا ألم تر يوما مر إلا كأنه بإهلاكه للهالكين عناكا ألا أيها الفاني وقد حان حينه أتطمع أن تبقى فلست هنكا ستمضي ويبقى ما تراه كما ترى فينساك ما خلفته هو ذاكا تموت كما مات الذين نسيتهم وتنسى ويهوى الحي بعد هواكا كأنك قد أقصيت بعد تقرب إليك وإن باك عليك بكاكا كأن الذي يحثو عليك من الثرى يريد بما يحثو عليك رضاكا كأن خطوب الدهر لم تجر ساعة عليك إذا الخطب الجليل أتاكا ترى الأرض كم فيها رهون دفينة غلقن فلم يقبل لهن فكاكا حكم النميمة: فهي محرمة بإجماع المسلمين وقد تظاهرت على تحريمها الأدلة الصريحة من الكتاب والسنة وإجماع الأمة وهي كبيرة من كبائر الذنوب. فإذا رأيت من نفسك إيذاء لأخيك أو أختك في الله بالغيبة أو بالسب أو بالنصيحة أو بالكذب أو غير هذا ، فاعرف أن إيمانك ناقص وأنك ضعيف الإيمان ، لو كان إيمانك مستقيما كاملا لما فعلت ما فعلت من ظلم أخيك. آثارها: التَّفرقة بين الناس، قلق القلب، عارٌ للناقل والسامع، حاملة على التجسُّس لمعرفة أخبار الناس، حاملة على القتل، وعلى قَطْع أرْزَاق النَّاس، ماذا نفعل اذا سمعنا أشخاص يسعون في النميمة؟ عدم الجلوس معهم ؛ لقول الله سبحانه وتعالى : وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ. وقوله عز وجل : وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ . وقول النبي صلى الله عليه وسلم : من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان.( خرجه الإمام مسلم في صحيحه . عقابها: جاء في الحديث: " لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ نَمَّامٌ" رواه البخاري ومسلم. قال تعالى : (وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ . هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ) (سورة القلم:10،11) النَّمَّامُ شُؤْمٌ لَا تَنْزِلُ الرَّحمة على قوم هو فيهم. النميمة من الأسباب التي توجب عذاب القبر لما روى ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بقبرين فقال إنهما يعذبان وما يعذبان في كبير ثم قال بلى كان أحدهما لا يستتر من بوله وكان الآخر يمشي بالنميمة متفق عليه . في حديث أحمد: " شِرَارُ عباد الله المشَّاءون بالنَّميمة المُفرِّقون بين الأحبَّة البَاغون للبرآء العَيْب". النمام هو إنسان ذو وجهين يقابل كل من يعاملهم بوجه، فهو كالحرباء يتلون بحسب الموقف الذي يريده وقد حذر النبي من أمثال هؤلاء فقال: ((تجد من شر الناس يوم القيامة، عند الله، ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه(( فالمسلم الصادق أيها الإخوة: له وجه واحد حيثما كان وله لسان واحد لا ينطق إلا بما يرضي ربه عز وجل. ومن أمثلة النميمة: كأن تقول: قال فلان فيك كذا وكذا وهو يكرهك ولا يحبك وسواء كان هذا الكلام بالقول أو بالكتابة أو بالرمز أو بالإيماء، إلى غير ذلك من الكلام غير الصحيح أحيانا وإن كان صحيحا لا يجوز أيضا نقله لأن هذا من النميمة ومن هتك الستر عما يكره كشفه، ومن نمّ لك نمّ عليك كما قيل. الأمور التي تساعد على النميمة: إن مما يدفع الناس إلى النميمة بواعث خفية منها: 1- جهل البعض بحرمة النميمة وأنها من كبائر الذنوب وأنها تؤدي إلى شر مستطير وتفرق بين الأحبة. 2- ما في النفس من غل وحسد. 3- مسايرة الجلساء ومجاملتهم والتقرب إليهم وإرادة إيقاع السوء على من ينم عليه. 4- أراد التصنع ومعرفة الأسرار والتفرس في أحوال الناس فينم عن فلان ويهتك ستر فلان. من صفات النمام: قال تعالى: ولا تطع كل حلاف مهين هماز مشاء بنميم مناع للخير معتد أثيم عتل بعد ذلك زنيم . الأولى: أنه حلاف كثير الحلف ولا يكثر الحلف إلا إنسان غير صادق يدرك أن الناس يكذبونه ولا يثقون به فيحلف ليداري كذبه ويستجلب ثقة الناس. الثانية: أنه مهين لا يحترم نفسه ولا يحترم الناس في قوله، وآية مهانته حاجته إلى الحلف، والمهانة صفة نفسية تلصق بالمرء ولو كان ذا مال وجاه. الثالثة: أنه هماز يهمز الناس ويعيبهم بالقول والإشارة في حضورهم أو في غيبتهم على حد سواء. الرابعة: أنه مشاء بنميم يمشي بين الناس بما يفسد قلوبهم ويقطع صلاتهم ويذهب بمودتهم وهو خلق ذميم لا يقدم عليه إلا من فسد طبعه وهانت نفسه. الخامسة: أنه مناع للخير يمنع الخير عن نفسه وعن غيره. السادس: أنه معتدٍ أي متجاوز للحق والعدل إطلاقاً. السابعة: أنه أثيم يتناول المحرمات ويرتكب المعاصي حتى انطبق عليه الوصف الثابت والملازم له أثيم. الثامنة: أنه عتل وهي صفة تجمع خصال القسوة والفضاضة فهو شخصية مكروهة غير مقبولة. التاسعة: أنه زنيم وهذه خاتمة صفاته فهو شرير يحب الإيذاء ولا يسلم من شر لسانه أحد. علاج النَّميمة: يكون بتوعية النمَّام بخُطورة النميمة، بمثل ما سبق من الآيات والأحاديث والحكم، والتنفير منها بأنها صِفَة امرأة لوط، التي كانت تَدُل الفاسقين على الفجور، فعذَّبها الله كما عذَّبهم. واجب السامع عدمُ تصْديق النَّميمة؛ لأنَّ النمَّام فاسق والفاسق مردود الشهادة، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) (سورة الحجرات:6) كذلك يجب عليه أنْ يَنْصَحَهُ قِيامًا بالأمر بالمعروف والنهْي عن المنكر، وأن يَبْغضه لوجه الله؛ لأنه مبغوض من الله والناس، وألا يَظن سوءًا بمَن نَقل عنه الكلام، فالله يقول: (يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ) ( سورة الحجرات ( أن يحفظ لسانه عن جميع الكلام إلا كلاما تظهر المصلحة فيه، ومتى استوى الكلام وتركه في المصلحة، فالسنة الإمساك عنه، لأنه قد ينجر الكلام المباح إلى حرام أو مكروه، بل هذا كثير وغالب في العادة وفي الحديث المتفق على صحته قال عليه الصلاة والسلام: ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت((قال الإمام الشافعي: إذا أراد الكلام فعليه أن يفكّر قبل كلامه فإن ظهرت المصلحة تكلم وإن شك لم يتكلم حتى يظهر. ماذا يفعل الشخص اللذي به صفة النميمة والعياذ بالله ؟ وكيف يتخلص منها؟ أن يشغل لسانه ومجلسه بذكر الله وبما ينفع ويتذكر أمورا: أولا: أنه متعرض لسخط الله ومقته وعقابه. ثانيا: أن يستشعر عظيم إفساده للقلوب وخطر وشايته في تفّرق الأحبة وهدم البيوت. ثالثا: أن يتذكر الآيات والأحاديث الواردة وعليه أن يحبس لسانه. رابعا: عليه إشاعة المحبة بين المسلمين وذكر محاسنهم. خامسا: أن يعلم أنه إن حفظ لسانه كان ذلك سببا في دخوله الجنة. سادسا: أن من تتبع عورات الناس تتبع الله عورته وفضحه ولو في جوف بيته. سابعا: عليه بالرفقة الصالحة التي تدله على الخير وتكون مجالسهم مجالس خير وذكر. ثامنا: ليوقن أن من يتحدث فيهم وينمّ عنهم اليوم هم خصماؤه يوم القيامة. تاسعا: أن يتذكر الموت وقصر الدنيا وقرب الأجل وسرعة الانتقال إلى الدار الآخرة . قصة في النميمة : أن رجلا باع غلاما عنده فقال للمشتري: ليس فيه عيب إلا أنه نمام، فاستخفّه المشتري فاشتراه على ذلك العيب فمكث الغلام عنده أياما ثم قال لزوجة مولاه: إن زوجك لا يحبك وهو يريد أن يتسرى عليك، أفتريدين أن يعطف عليك؟ قالت: نعم، قال لها: خذي الموس واحلقي شعرات من باطن لحيته إذا نام، ثم جاء إلى الزوج، وقال: إن امرأتك اتخذت صاحبا وهي قاتلتك أتريد أن يتبين لك ذلك. قال: نعم، قال: فتناوم لها، فتناوم الرجل، فجاءت امرأته بالموس لتحلق الشعرات، فظن الزوج أنها تريد قتله، فأخذ منها الموس فقتلها، فجاء أولياؤها فقتلوه، وجاء أولياء الرجل ووقع القتال بين الفريقين. أرأيتم ما تصنع النميمة كيف أودت بحياة رجل وزوجته وأوقعت المقتلة بين أقاربهما هذا صنيع ذي الوجهين دائما. قال الحافظ: 10/472 وجه الجمع بين الخَصلتين أن البرزخ مُقدمة الآخرة وأول ما يُقضى فيه يوم القيامة من حقوق الله الصلاة ومن حقوق العباد الدماء. ومفتاح الصلاة التطهر من الخَبَث ومفتاح الدماء الغيبة والسعي بين الناس بالنميمة بنشر الفتن التي يُسفك بسببها الدماء. هي نقل الكلام بين طرفين لغرض الإِفساد. يقول الغزالي " الإحياء ": تطلق النميمة في الأكثر على من ينم قول الغير إلى المقول فيه، كما تقول : فلان كان يتكلم فيك بكذا وكذا، وتعرَّف النميمة أيضا بكشف ما يكره كشفه سواء كرهه المنقول عنه أو المنقول إليه أو كرهه طرف ثالث وسواء كان الكشف بالقول أو الكتابة أو الرمز والإِيماء، فالنميمة إفشاء السر وكشف الستر عما يكره كشفه، وجاء في الحديث أن النبي - صلى الله عليه وسلم - مر على قبرين يعذَّبان فوضع عليهما جريدة وقال إنهما يعذبان في كبير، أما أحدهما فكان لا يستبرئ من بوله، وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة بين الناس. يقول ابن القيم: أول ما يحاسب عليه العبد الصلاة والدماء، فمن ترك الاستبراء الذي هو مقدمة الصلاة، ومن نَمَّ والنميمة أصل العداوة المريقة للدماء، فحظهما العذاب الشديد " غذاء الألباب ج " ويقول الشاعر : لي حيلة فيمن ينم وليس للكذاب حيلة * من كان يخلق ما يقول فحيلتي فيه قليلة -مظاهرها: تكون النميمة بين الحبيبين وبين الزوجين،وبين الأسرتين، وبين الدولتين، وبين الرئيس والمرءوسين. - آثارها:التفرقة بين الناس، قلق القلب، عار للناقل والسامع، حاملة على التجسس لمعرفة أخبار الناس، حاملة على القتل، وعلى قطع أرزاق الناس، جاء في الحديث " لا يبلغني أحد منكم عن أصحابي شيئا، فأنا أحب أن أخرج إليهم وأنا سليم الصدر". -صفات النمام : النمام ذليل، جاء في إحياء علوم الدين "ج 3 ص35 " أن رجلا سأل حكيما عن السماء وما أثقل منها؟ فقال : البهتان على البرىء، وعن الأرض وما أوسع منها؟ فقال : الحق، وعن الصخر وما أقسى منه؟ فقال : قلب الكافر وعن النار و أحَرَّ منها؟ فقال : الحسد، وعن الزمهرير وما أبرد منه؟ فقال : الحاجة إلى القريب إذا لم تنجح. وعن البحر وما أغنى منه؟ فقال : القلب القانع، وعن اليتيم وما أذل منه؟ فقال : النمام إذا بان أمره، النمام كذاب، غشاش، مغتاب، خائن للسر، غادر للعهد، غال حسود، منافق، مفسد يحب الشر للناس، الصدق لا يذم من أحد إلا من النمام، ذو وجهين، متجسس، فاسق. -أسبابها والغرض منها : إرادة السوء للمحكي عنه،وحب المحكي إليه والتزلف إليه، والتسلية والفضول - عقابها : جاء في الحديث " لا يدخل الجنة نمَّام "رواه البخاري ومسلم، عذابه في القبر كما مر في الحديث، حبسه في جهنم حتى يأتي بالدليل على ما قاله، وقد مر في موضوع الغيبة، هو ذو وجهين من أشد الناس عذابا يوم القيامة كما في البخاري وقال تعالى{يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم} النساء : 108 . وفى حديث أحمد " شرار عباد الله المشاءون بالنميمة المفرِّقون بين الأحبة الباغون للبرآء العيب " وفى حديث أبى داود " من كان له وجهان في الدنيا كان له لسانان من نار يوم القيامة" النميمة تحلق الدين لأنها تفسد ذات البين، كما في حديث أبى داود والترمذي وصححه، وجاء في حديث الطبراني أنه قيل لعبد الله بن عمر: إنا ندخل على أمرائنا فنقول القول، فإذا خرجنا قلنا غيره، فقال : كنا نعد ذلك نفاقا على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. ليس له قيمة أدبية كما قال الله في الوليد أو غيره {ولا تطع كل حلاف مهين. هماز مشاء بنميم} القلم : 10، 11 النمام شؤم لا تنزل الرحمة على قوم هو فيهم، فقد جاء في الإحياء "عن كعب الأحبار أن بنى إسرائيل أصيبوا بقحط، فاستسقى موسى - عليه السلام - مرات، فما سقاهم الله، فأوحى إليه أن السبب هو وجود نمَّام معكم، فقال موسى:ومن هو يا رب حتى أخرجه؟ فقال:يا موسى أنهاكم عن النميمة وأكون نماما. ....... | |
|
Marocain-XF عضو فريق العمل
عدد الرسائل : 1913 العمر : 68 Localisation : الرباط . : اوسمة العضو (ة) : النقاط المكتسبة من طرف العضو : 8778 خاصية الشكر : 12 تاريخ التسجيل : 30/05/2009
بطاقة الشخصية royal: 1
| موضوع: رد: النمام وهو من ينقل الحديث بين الناس السبت 24 أبريل 2010, 06:37 | |
| وكتب :أحمد بوتزاط عضو فريق عمل بمنتديات المغرب الملكي Karimroyal.jeun.fr
- و من أشد شر خلق الله فسادا في الأرض من يرسل إليك شخصا تعرفه أو لا تعرفه عن طرق مباشر أو غيره ليقوم له بمهمة دنسة دنيئة دميمة حسدا من عند أنفسهم ويبدأ في شتم صاحبه الذي أرسله ودمه وتقبيح أعماله وأفعاله بأدلة مشبوهة كاذبة يأتي بها لتصدق قوله ويجرك إلى قول ما تضمره اتجاهه من كره أو حقد ويجعلك تشاركه في شتمه ولعنه ويسرد عليك قصة منسوجة بكذبهما وأخيرا تتبث الحجة عليك ظلما وهذا ما يقصدانه الملعونان ويتهمانك ويكذبان عليك ويلعبان من أجله دورا قد يجرهما إلى مالا تحمد عقباه وسواء كان عملهما هذا ظاهرا أم خفيا باطنا لا يراه إلا دوي العقول النيرة وأولو الألباب .وبطرق شيطانية شتى يفرح إبليس اللعين معهما ويشربون جميعا نخب انتصار النميمة التي حرمها الله ورسوله .وبذكائهما المفرط السلبي الذي لا يرجى منه نفعا إلا الفتنة يهوى بهم جميعا في قرار جهنم . والله يراهم ويرقبهم وهم يتلاعبون بأهوائهم وبمشاعر الناس سواء كانوا يعرفونهم أولا يعرفونهم طبعهم وقصدهم التعالى ودس التفرقة والسوء والخصام بين المسلمين وإضرام نار الفتنة بينهم ويتفرجون من بعيد ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين والله رقيب عليهم ويمهلهم لأجل قريب مسمى . وأن نعلة الله عليهم ومن معهم وتبعهم . والنمام شؤم لا تنزل الرحمة ولا البركةعلى قوم هو فيهم، !!!
| |
|
hassan bouidar مشرف المنتديات العامة
عدد الرسائل : 424 العمر : 65 Localisation : roterdam holand . : اوسمة العضو (ة) : النقاط المكتسبة من طرف العضو : 6332 خاصية الشكر : 0 تاريخ التسجيل : 08/05/2009
بطاقة الشخصية royal: 1
| موضوع: رد: النمام وهو من ينقل الحديث بين الناس الثلاثاء 27 أبريل 2010, 11:26 | |
| السلام عليكم :
موضوع مفيد ونرجو منكم المزيد وأدام الله في عمرأمثالكم يا أخي أحمد والسلام .
| |
|
Marocain-XF عضو فريق العمل
عدد الرسائل : 1913 العمر : 68 Localisation : الرباط . : اوسمة العضو (ة) : النقاط المكتسبة من طرف العضو : 8778 خاصية الشكر : 12 تاريخ التسجيل : 30/05/2009
بطاقة الشخصية royal: 1
| موضوع: رد: النمام وهو من ينقل الحديث بين الناس الخميس 29 أبريل 2010, 06:12 | |
| السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته الله يحفظك ويرعاك ويسدد خطاك أخي الكريم حسن بويدار كلنا جميعا ضعفاء معرضون للخطأ قد يشتبه علينا الخطأ والصواب معا ومقولة حكمة وموعظة إن قيلت إن لم تنفعني اليوم , ستنفعني غذا سأتذكرها والذكرى تنفع المؤمنين يوم أحاسب نفسي بنفسي قبل فوات الأوان *** دمت بخير | |
|