ray عضو نشيط
عدد الرسائل : 202 العمر : 56 Localisation : es-smara النقاط المكتسبة من طرف العضو : 6288 خاصية الشكر : 0 تاريخ التسجيل : 08/07/2008
| موضوع: السمارة : الأمهات العازبات وأبناءٌ قاب قوسين أو أدنى... الأربعاء 13 يناير 2010, 18:22 | |
|
إلى عهد ليس ببعيد كان التطرق إلى مواضيع تتعلق بالطابو والمفهوم والمسكوت عنه وتحليل الظواهر الاجتماعية التي تنخر كيان المجتمع وبنيانه، يبقى حبيس صفحات محتشمة لجرائد ومجلات، وبعض المنابر الإعلامية... اليوم ليس كالأمس واليوم ليس كالغد ..الثورة المعلوماتية اكتسحت القرية الكونية، وأضحت المعلومة سهلة المنال. وبالمناسبة وبايعاز من بعض الزملاء الصحفيين، طـُلِب مني إبداء رأيي في ظاهرة تقض مضجع الكبير والصغير، وتترك في النفوس جرحا لا يندمل، لظاهرة تمس كنه براءة الطفولة، وتفرز حالات تعيش على هامش الاستقرار والطمأنينة والأمن والدفء الذي تعيشه الأسر النووية المعتدلة... موضوع جدير بالاهتمام، أهدف من إثارته استنهاض همم الغيورين والمهتمين...
*******************************************
هذه الشريحة الاجتماعية من فئة أطفال أوساط البغاء والعهارة وأبناء الأمهات العازبات، نجدها وللأسف الشديد تعيش ظروفا لا يمكن وصفها إلا بالمهتزة، لا سيما وأن اختلال الحياة اليومية لديهم يولد فيهم نوعا من الشعور بالدونية والوحشة واللاانتماء والعدوانية، وهم يتطلعون إلى أقرانهم الذين يحيون حياة عادية في أسر نووية مستقرة، تطغى فيها سلطة كلا الوالدين، وتتفاوت من حيث المسؤولية وتوزيع المهام. هؤلاء الضحايا من الأطفال هم في عرضة مستمرة للاستغلال ولجملة من الأخطار البالغة، سواء تعلق الأمر بانخراطهم السهل والسريع في مجال الانحراف على شتى ألوانه وأصنافه، أو بولوجهم مدار الجريمة، فضلا عن تعاطي معظمهم للمخدرات تعبيرا عن حالة السخط والتمرد على اليومي المعيش ، وملاذا ينسيهم ظرفيا معاناتهم وجراحهم النفسية الغائرة، ناهيك عن امتهانهم للتسول والدعارة ، وتقديم خدمات مقابل نفع مادي لمنشطي سهرات الأنس وجلسات الخمر والعربدة والليالي الحمراء وزبنائها . كل هذا يحدث في غياب مطلق لسلطة رب الأسرة الذي غيبت حضوره ظروف النسوة اللائي أنجبنهم، وجئن بهم قسرا إلى عالم يفتقر لأدنى شروط العيش الكريم، ويجهض قهرا حقوقهم كأطفال، ضدا على تيارات ما تنص عليه المواثيق الدولية لحقوق الانسان والطفل، والتي يعد المغرب من بين الدول التي وقعت على معاهداتها. ولإعادة الاعتبار لهؤلاء الأطفال ضحايا جرم لم يقترفوه، لا بد من عزيمة وإرادة قويتين وصادقتين للانكباب الفعلي والفوري على الاشتغال على موضوع أوضاعهم ، وإدماجهم في المجتمع، وذلك بالاهتمام بهم ورعايتهم عن قرب ومواكبة أنشطتهم داخل المؤسسات التعليمية وخارجها، وتسخير مساعدين اجتماعيين لتدليل الصعوبات النفسية للصغار المستهدفين الذين لا يفلحون في متابعة حصصهم التعليمية في الدرس والتحصيل، وتوفير الأمن والدفء الأسري الشبه المفقود، وفق نسق بيداغو-سوسيولوجي منتظم تـُكًرًّسُ فيه التعاليم الدينية السمحة والمرجعية الثقافية المغربية. سعيا إلى صناعة جيل معتز بإنسانيته كإنسان، وبانتمائه للأرض كمواطن له ما له وعليه ما عليه. العربي الراي/ رئيس جمعية آفاق للمقاولة والتنمية بالسمارة
| |
|