و في معرض الحديث عن زوايا فيلالة
فقد كانت النشاة على التوجه الصوفي على الطريقة الناصرية التي تنتمي الى الشاذلية عن طريق جدهم الشيخ سيدي بوبكر رحمه الله لمنطقة الحكونية بعدما اكدت سبع عشرة شيخا من شيوخ ازركيين ان الحكونية للشيخ مقر سكنى له وله فيها الامن وانه من اهلها و اعطيت له ارضها كما هو معلوم لديهم وتولت ازركيين واجهة الدفاع و اعتبروا ابناء الشيخ علماء ومنارة للعلم هناك يفتون للناس في امور دينهم ودنياهم ويتوسطون في الصلح بين الناس والقبائل ووجهاء بين اهل المنطقة وعرف عنهم الكرم والتدين وكانت زواياهم محل ضيافة الناس جميعا بل كانت تعتبر خيمتهم وهم اهلها حيث هي مقصود راحتهم وموطن امانهم في ارتحالهم ومقامهمكما هو معلوم لدى قبائل الصحراء
ومن زواياهم زاوية لكطوعة الكائنة بين طانطان وكلميم وهي باراضي سلمتها قبائل ايت لحسن لشرفاء اكراما واحسانا لهم وعرفت هذه القبيلة بموالاتها لهم و الاحسان اليهم كما كانوا هم منارة علم لها ومرجعا في حالة نزاعات... حيث كان نقيب الشرفاء مولاي سيمحمد رحمه الله الذي اطلع بنفس دور اجداده رحمهم الله و الذي عرف عنه الكرم و السعي فيما يرضي الله و يصلح البلاد و العباد و تحتل الزاوية مكانة توقير واجلال في قلوب مريديها وعرف عن صاحبها التواضع و قلة الكلام وحسن الادب و الدعوة للخير و نصرة الحق و الاخلاص لله ثم الملك والوطن و المحافظة على العهد
ايضا زاوية الشيخ مولاي سيدي بوبكر ابن سيدي محمد الكائنة بطانطان الابيض قرب المسجد الكبيرحيث عرف عن صاحبها بمشاركته في المقاومة ضد الاستعمار بامواله وعدم موالاتهم للنصارى كما عرف لجدهم عند رفضه الذهاب للحاكم الفرنسي بكلميم
و عرف له قيد حياته السعي فيما كان اجداده يسعون من حسن السيرة والسعي في الاصلاح بين الناس ودابت الزاوية على تربية اتباعها على تجديد البيعة لامير المومنين الحسن الثاني رحمه الله ومن بعده خلفه الطاهر الامين سيدي محمد السادس والتعاهد على بقاء الاخلاص والوفاء بالعهد لولي عهدهم مولاي الحسن جعله الله قرة عين النبي المصطفى صلى الله عليه واله و قرة اسلافه الكرام رحمهم الله وايضا تربيتهم على الاخلاص والوفاء واحضار روح الوطنية وتتم فيها تنظيم عدة مواسم دينية رسمية وغير رسمية وداب صاحبها رحمه الله على الاحسان للضعفاء و الفقراء و اليتامى كما عرف عنه في اهل المنطقة وذلك سرا او جهرا كما لعبا دورا كبيرا و بارزا في الصلح بين القبائل و التصالح بين الناس والسعي في قضاء حوائجهم وكان سمعه رحمه الله لصغير و الكبير ولهذه الزاوية ادوار شتى ونفع كبير لاغلب اهل المنطقة و لعبت دورا توجيهيا كبير في ترسيخ المبادئ السامية لامارة المومنين والوفاء بالعهد و الوطنية و اامحافظة على وحدة التراب الوطني ضدا على المؤامرات الخارجية والداخلية و اطلعت بادوار ظاهرة وباطنة لصالح هذا الوطن وتقام فيها عدة مواسم دينية و احياء ذكرى و غير ذلك من اقامة السلكات
و مما تجدر اليه الاشارة ان ابوهم سيدي محمد ابن السييد وما عرف به من الكرام و الاحسان للضيف واكرام الناس و ما له من كرامات يعرفها جل من عاشره وقد قيل ان حالهم تلك لا يحبون ان يشهروا بها لذلك تركنا ما سمعنا عنه في عدة مواطن و من رجال مختلفين سبحان من لا تنتهي عطاياه لعباده الصالحين ومما كان يميزه انه لا ينظر في وجوه النصارى
و من ذلك الزاوية اهل محمد المصطفى ولد الشريف ولهم زوايا عدة بتلك المدينة وقد عرف جدهم الشيخ احمد الخليفة ابن سيدي بوبكر بسرعة استجابة دعاءه على ما ما كان معروفا له وكما يروى عنه وهي على نفس درب ما ذكر من ادوار لزوايا السابقة وهي الكائنة بمدينة العيون شارع السمارة و قد لعبت دورا كبيرا في زمن الاستعمار الاسباني لما عهد لصاحبها من الخير و الكرامة
ومن ذلك اهل احمد السييد سواء التي كانت بطانطان بشارع الحمراء وما عرف عنه من الكرامات والزهد في الدنيا وعدم السعي فيها وعرف ذلك عن ابنه سيدي عبد الله الذي هاجر لموريتانيا زهدا في الدنيا وهربا من التقدم الحضاري كما عرف عنه ومنها ايضا عدة زوايا لابناء السييد كالتي بالعيون لسيمحمد ابنه قرب شارع طانطان وما عرف عنه اثناء حياته من معاشرة الفقراء واكرامهم ومن حسن السيرة ونظافة التاريخ والتواضع وحب البساطة والزهد في الدنيا كما عرف عنه اخر حياته
ايضا زاوية اهل لفقيه المنتسبين للفقيه ابن الشيخ سيدي بوبكر رحمه الله سيدي محمد محمود وما عرف عنه من العلم فقد كان مشورا بفتواه من فاس الى تمبوكتوا حيث بلغت رسائله وهو عالم رباني واحدى زواياهم الكائنة بكلميم و لما عرف لصاحبها من الولاية و الكرم مولاي بوبكر رحمه الله وهي الكائنة بشارع طانطان قرب مسجد فيلالة
ولم تكن زواياهم_ التي لم نورد ذكر اسماءها كاملة ضمن هذا الموضوع وقد اكتفينا بقطف بعض الثمار وكل فيه خير و لله الحمد لا اطفا الله ذلك النور ولا ازال البركة من مكانها _ حكرا على قبيلة دون اخرى بل كانت مقصودة من جميع القبائل بالاحسان و التوقير ذات منزلة من حيث طابع الاخوة الذي جمعهم بالقبائل الصحراوية و لمحبة هذه القبائل لال بيت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ونشير الى ان فيهم من تقلد القضاء ولم يذهب الى اتجاه اجداده وهو القاضي سيدي عبد الله ابن سيدي بوبكر وما عرف من تاريخه في العدل بين الناس وعدم التهاون في ذلك وكان قاضيا بمدينة كلميم رحمه الله نسال الله ان يغفر لحيهم وميتهم و يرحم امواتهم ويصلح احولهم
و للمزيد عن هذه القبيلة و احوالها نحيل الى:
- الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى، للناصري، تحقيق جعفر الناصري ومحمد الناصري، دار الكتاب، الدار البيضاء، (7/62).
-عمر ناجيه، (مادة فيلالة)، معلمة المغرب، ملحق (ج4)، (27/514).
-كتاب قبائل الصحراء المغربية أصولها ـ جهادها ـ ثقافتها، لحمداتي شبيهنا ماء العينين، المطبعة الملكية، الرباط، 1419هـ/1998م
سبحانك اللهم بحمدك نستغفرك و نتوب اليك ان كان خطا فمني ومن الشيطان وان كان توفيقا فهو من الله و لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
و صلى الله على محمد واله وصحبه كثيرا طيبا مبارك فيه