سباق من اجل التسلح. كان الجيش المغربي منذ الاستقلال، جيشا منظما ومتدربا ومنضبطا، فيما كانت المهام المفروض إسنادها لهذا الجيش خاصة الدفاع والحفاظ على الاستقلال تتطلب عتادا جد متطور وقابلا لإقامة نظام دفاعي متماسك. والحال أن الميزانية المخصصة في بداية الاستقلال والتكلفة المرتفعة للأسلحة العصرية لم تسمح باقتناء عتاد عسكري مناسب. من البديهي أن استمرار الصراع حول السلطات على المستوى الجهوي كانت له انعكاسات سلبية على بناء «منطقة المغرب العربي مثلما ساهم في ارتفاع حجم النفقات العسكرية» ويبقى نزاع الصحراء المغربية والتسليح الجزائري المفرط أهم مصدر لتهديد المغرب. عرفت الميزانية المخصصة للقوات المسلحة المغربية تطورا ملحوظا منذ 1975 حتى أنها أصبحت اليوم تمثل نسبة 4.5 في المائة من الناتج الداخلي الخام. يصل عدد قوات الجيش المغربي إلى 250 ألف جندي. 175 ألفا منهم في القوات البرية موزعين بين منطقتين عسكريتين كبيرتين: المنطقة الشمالية التي يوجد مقرها سباق من اجل التسلحفي الرباط والتي تهتم بالدفاع على الحدود مع الجزائر (الحفاظ على الأمن الداخلي)، والمنطقة الجنوبية ومقرها بأكادير تهتم بمحاربة الانفصاليين البوليساريو. فيما يتراوح عدد القوات البحرية ما بين 7500 رجل و 10 آلاف، في الوقت الذي يبلغ عدد القوات الجوية 13500 رجل موزعين على القواعد الجوية في القنيطرة ومراكش ومكناس والرباط سلا وسيدي سليمان إضافة لقواعد متنقلة بالجنوب. تتوفر القوات الجوية على 95 طائرة حربية و 24 طائرة مروحية هجومية وعلى قدرات استخباراتية إلكترونية مهمة فيما تم الاتفاق مع شركات فرنسية مختصة في الصناعة العسكرية على تحديث وعصرنة 27 طائرة من نوع إن1 ونظاما متطورا للردار خاصا برصد حركة الطائرات إضافة لبرنامج تحديث أجهزة مراقبة الطائرات. وكان المغرب قد تسلم من فرنسا باتفاق مع دولة الإمارات العربية المتحدة طائرات من نوع ميراج 2000، غير أن التعاون المغربي الفرنسي في المجال العسكري لا يقف عند حدود السلاح الجوي بقدر ما يشمل تحديث سلاح المدفعية والمدرعات وتحديث القوات البحرية وتجهيزها بفرقاطات حربية جديدة ومطاردات قاذفات للصواريخ وسفن للدعم اللوجيستيكي بموازاة مع محاولات المغرب لاقتناء أسلحة أمريكية متطورة المفتوحة. وكان المغرب خلال الفترة المتراوحة ما بين 2000