الهداية - نقض نظرية التطور ( 19 ) أغذية فوسفاتية يتم امتصاصها بعد ذلك (44)· أما تجميع النباتات للـ A T P التي تكون خارج الخلية وجعلها صالحة للاستخدام فهي معجزة كبيرة تم اكتشافها حديثاً· وكذلك حاسة اللمس من الإدراكات الحسية التي نصادفها في النباتات بكثرة مثل حاسة التذوق· إنّ النباتات الآكلة للحم مثل Venus ( Dionaea muscipula ) تمسك الحشرة التي تحط عليها في وقت قصير· أما نبات Mimoza ( Mimosa pudica) فتتساقط أوراقه الرقيقة حتى من أخف لمسة· والنباتات المتسلقة مثل البسلة والفاصوليا تلف سيقانها حول الدعامات المتينة بفضل حاسة اللمس الحساسة· والأبحاث التي أجريت مؤخراً أظهرت وكأن جميع النباتات لها حاسة اللمس هذه (45.(إنّ النباتات تستخدم في العادة حاسة اللمس ضد الرياح التي يمكن أن تسبب ضرراً كبيراً للأوراق· فالنباتات التي تتعرض للريح تقوم بعملية رد الفعل بتخشين أنسجتها، وهكذا تنجو من الانكسار بسبب الرياح الشديدة· وما يزال الباحثون يحاولون أن يكتشفوا كيف أن حاسة اللمس تؤدي إلى إنتاج الأنسجة المدعّمة، وحسب هذه النظرية فإنّ النبات عندما يهتز تمر أيونات الكالسيوم من الغرف الواسعة التي تقوم بعمل الخزانة الكيماوية في الخلية أي من الـوكولوس إلى سائل الخلية· وتيار الكالسيوم هذا هو أول حركة تحدث عندما يتحرك النبات أو يُلمس· وهذه الحركة تتحقق بسرعة في ظرف عشر ثانية، وبعد ذلك يحرك تيار أييونات الكاليسوم الجينات المعنية بتقوية جدران الخلية فنتيجة مسار معقد للغاية يحدث تضخم في المنطقة التي تم لمسها (46.(إنّ امتلاك كل نبات لكل الخصائص التي يحتاج إليها لكي يستطيع أن يعيش بفضل نظم معقدة للغاية يكفي لأن ندرك استحالة تكون ورقة واحدة من أوراقه نتيجة المصادفات· وخلايا النبات كائنات ليس لها مخ أو يد أو عين أو شعور ولا إدراك، وهي صغيرة أيضا لدرجة أنها لا ترى بالعين المجردة· ولا تستطيع هذه الكائنات التفكير في تطوير نظام تنقذ به النبات من الرياح· والأكثر من ذلك أنه نظام قد تكوّن من الأجزاء المتداخلة التي تجعل بعضها البعض الآخر نشطاً مثل هدم بعض أحجار الدومينو لبعضها البعض· ولا تستطيع الخلايا أن تكوّن هذا النظام بعقلها وإرادتها ولا تستطيع المصادفات أيضا أن تخلق تخطيطاً وتصميماً متكاملين مثل هذا التصميم والتخطيط· وكل هذه من أدلة وجود الله تعالى القدير العليم·أشارت الأبحاث التي أجريت في مراكز مختلفة، وعلى رأسها جامعة Nort earolina wake forest إلى أنّ هناك فكرة بأن النباتات تستطيع أن تدرك موجات وهزات صوتية محددة· وعلى سبيل المثال في اختبار أجري في wake forest شوهدت زيادة في نمو بذر الفجلة التي تقدر نسبة تبرعمها العادية 20% بنسبة تصل إلى ثمانين أو تسعين في المائة تقريباً عندما تتعرض لموجة الصوت زمناً طويلاً· والباحثون يعتقدون أن الهرمون النباتي المسمى بحامض كيبريليك والذي يقوم بدور الوسيط في الإطالة والتبرعم بالنسبة إلى البذرة، ومسئول أيضا عن عملية السمع (47)· وفي هذه المرحلة هناك نقطة يجب أن لا ننساها، وهي أن النباتات ليس لها مخ أو جهاز عصبي· أي أنّ الإنسان عندما يلمس جسماً أو يراه أو يتذوقه تحدث سلسلة من الرسائل والأوامر المعينة في الدماغ و الجهاز العصبي الذي يتبعه· وبتداخل عناصر أخرى مثل الذاكرة والإدراك يتم اتخاذ القرار، وفي حين أن النباتات ليس لها مثل هذا الجهاز العصبي والدماغ والإدراك والذاكرة· ولكن رغم ذلك لها تصرفات على درجة كبيرة من الوعي· إنها تتجه نحو جهة معينة كأنها ترى وتستطيع أن تجد الأرض الأصلح، أو تستطيع أن تنتقي المواد الصالحة لها من بين المواد العديدة الموجودة في التربة وكأنما بإمكانها أن تتذوق· فالعقل الذي وراء الحركات التي تبدو كأنها تتم بوعي تام عند النظر إليها من الخارج لا يرجع أي شيء إليها البتة بل كل شيء يرجع إلى الله سبحانه وتعالى الذي خلقها بقدرته الفائقة·نظام الدفاع العقلانيتلجأ النباتات إلى الوسائل المختلفة للدفاع عن نفسها، وتستخدم أدوات مثل الشوكة والقشرة في الدفاع الميكانيكي· أما الأعداء الذين لا تؤثر فيهم هذه الأسلحة فتقوم باستخدام أساليب خاصة، فهناك أسلحة كيماوية سامة أو ذات طعم كريه تفرزها النباتات لتستخدمها في مثل هذه المواقف· وأحسن مثال على ذلك هو الدفاع الفائق الموجود في القّراص·إنّ الكيماويات المسماة بالاسيتيكولين والهستامين جمعت في أرياش الحقن بآلية دقيقة ووضعت في أماكن حساسة داخل النبات· وعندما تلمس هذه النباتات تقوم الكيماويات بحقن السائل اللاسع داخل اللامس (48)· وقد تم كشف أكثر من عشرة آلاف نوع من السم المسمى الكالويد في ثلاثمائة عائلة مختلفة للنباتات· والعديد من النباتات لا تنتج الكيماويات من مثل الألكالويد و تربن والفينول إلا إذا احتاج إليها نظراً إلى أن تخزين هذه الكيماويات بالنسبة إلى أحجامه الصغيرة ليس عملياً· والدوبامين وسروتين وأسيتلكولين من هذه الكيماويات لها تأثيرات قوية جداً ولها تشابهات تكوينية قريبة جداً من حوامل الأعصاب الموجودة في الجهاز العصبي المركزي للإنسان· ومعظم الأدوية التي تسكّن الأوجاع والآلام في الأمراض والعمليات يتم إنتاجها من هذه المواد (49)· وإنتاج مهندس كيميائي أو صيدلي الأدوية أو المواد الكيماوية المختلفة بجمع بعض الكيماويات ليس حدثاً مذهلاً أو مدهشاً للإنسان لأن الإنسان خلق مزودا بالعقل والوعي والمعرفة،ثم إنه يكون قد درس الكيمياء والصيدلة لمدة سنوات لكي يستطيع القيام بمثل هذه الأعمال، إضافة إلى ذلك فثمة معامل كيمياوية مجهزة بالعديد من الآلات الفنية· ولكن أن ينتج هذا الكائن الأخضر الذي يخرج من التربة ( وكثيراً ما لا نهتم به عندما نمر به) هذه المواد الكيماوية في داخله بإرادة وقرار من نفسه دون أي تدخل خارجي فذلك أمر غير عادي· والأكثر من ذلك أن كلّ نبات ينتج هذه الكيماويات التي تتناسب مع تكوينه واستخدامه لها في أنسب وقت وعند الحاجة فقط· ونرى في هذا التصرف النباتي العقل والوعي والإرادة واتخاذ القرار العاجل والتطبيق والمعرفة والتكنولوجيا· والنباتات تحقق ذلك منذ أزمنة طويلة لم يكن فيها وجود للإنسان ولا للكيمياء ولا للتكنولوجيا· حسناً، ما هي القوة التي تعطي هذه المهارات لنبات أو عشب يخرج من التربة مزوداً بهذه الخصائص المعجزة· فكلّ معلومة نتعلمها عن النباتات تكشف لنا عن وجود