الهداية - نقض نظريةالتطور (15) تعني الكمال الجمالي وكثيراً ما يطلق عليها ''النسبة الذهبية '' أيضا
كما ترون فإنّ عناصر المسلسل الذي حصل بهذه الطريقة على شكل تقسيم أعداد مسلسل فيبوناسي يتبع بعضها البعض الآخر· ونسب عناصر هذا المسلسل تراها كعدد اللوالب اليمنى واليسرى في هذه النباتات على النحو التالي: (8/13,5/8) في الشرانق الصنوبرية ، ( 13/8 ) في فاكهة الأناناس، (34/21) في الـفلوريت في وسط من أقحوان، (55/89,34/55,21/34) في عباد الشمس· والمنظر الذي يحدث بسبب ''النسبة الذهبية'' يكسب كمالاً جمالياً للأزهار الموجودة في الطبيعة وللأشجار والبذور وقشور البحر وللكائنات الحية الكثيرة التي لا تحصى· وكما هو معروف فإن الأوراق في النباتات تصطف حسب زاوية معينة لتمكين الحد الأقصي من الاستفادة من أشعة الشمس التي تسقط رأسياً على الورقة· وعلى سبيل المثال الزاوية بين الأوراق في النبات الذي يتم فيه التوزيع حسب نظام التشعب الورقي بدرجة 2/5 هي 31..(2x360o/5=144o) والمعجزات الرقمية التي تواجهنا في الأوراق ليست مقتصرة على ذلك فحسب، فسطوح الأوراق أيضا لها تصميمات يمكن فهمها وفقا لحسابات رياضية دقيقة· والشعيرة التي تمر بمنتصف الورقة والشعيرات التي تخرج من هذه الشعيرة الرئيسية وتنتشر على سطح الورقة، والأنسجة التي تغذيها الشعيرات الجانبية تكسب النبات شكلاً وتكويناً معينين·وتحافظ الأوراق على هذه المقاييس الحساسة رغم أن لها أشكالاً متباينة جداً· وتكوين النباتات حسب الصيغ الرياضية المعينة هو من أظهر الأدلة على أنها صمّمت بطريقة خاصة· فالمقاييس الحساسة والتوازنات التي نراها في ذرات النبات وفي الـ D N A تظهر أيضا في شكل النبات الخارجي· وهذه الصيغ هي التي تكسب النبات حسناً جمالياً بالإضافة إلى تحقيق الأهداف الحياتية مثل استفادة النبات بأقصى حد من الشمس، وعند اجتماع هذه الصيغ بالألوان التي تتكون باجتماع الجزيئات المحدودة العدد تظهر مناظر خارقة للعادة· وهذه ''النسبة الذهبية'' تمثل قاعدة جمالية يعرفها الفنانون جيداً ويطبقونها· والأعمال الفنية التي يتم إنتاجها بالتزامها بهذه القاعدة تمثل الكمال الجمال· فالنباتات والأزهار والأوراق التي صممت بهذه القاعدة التي يحاكيها الفنانون هي مثال على الإبداع الإلهيّ العظيم· وقد بين الله تعالى في القرآن الكريم أنه خلق كل شيء بقدر، يقول تعالى: وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ . الحجر: 19 قال تعالى : وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْث لاَ يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً . الطلاق: 3 ويقول أيضا: اللهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى وَمَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَار. الرعد:8وقال تعالى: وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً. النساء: 86 ما ذا يحـدث داخـل الـورقة؟إنّ الأوراق كما رأينا صورها في الأقسام الماضية ذات تصميم معجز، وقد خلقت بعلم وإبداع فائقين· ولو كبّرت أية ورقة سمكها مليمتر أو اثنين إلى حجم المصنع العادي واستطعنا التجول داخله لوقعنا في حيرة مما نراه أمامنا· فمثلاً لو دخلنا في ورقة البقدونس الصغيرة لواجهتنا شبكة الأنابيب التي هي في غاية التطور وقد انتشرت في كل مكان ومراكز الكيمياء التي تنتج أكثر من عشرين مادة كيماوية وتخزنها ومحطات الطاقة التي تحول طاقة الشمس بلا توقف والمكثفات الشمسية التي هي وراء كل هذا العمل، ومراكز الإشراف على الهواء التي تقابلنا في كل نقطة ونظام الأمن والاتصال المدهشين، والمؤسسة الكيماوية الضخمة التي تحتوي على أقسام عديدة ولا يعرف أحد إلى حد الآن فائدة هذه المؤسسة· لا يمكن إيقاف العمال الذين يعملون في هذه الأوراق والحصول على المعلومات منهم لأن العمال هم مثل الزيت والكاربون والهيدروجين ليس لهم أفواه يتكلمون بها ولا عيون يرون بها، ولا مخ يدركون به وهم لا يفهمون ما نقوله، ولا وقت أيضا عندهم للإجابة عن أسئلتنا· أما الذي يفهم من أول وهلة، بلا أدنى شك، أن هذا النظام وهؤلاء العمال العاملين فيه وجميع الأدوات والمنتجات التي يستخدمها النظام إنما هو أثر لعقل وعلم فائقين· ولا يوجد في النباتات نظام الأعصاب المركزية والعقل الذي يشرف على هذا النظام، ولذلك ينشأ كل جزء من أجزاء النبات مستقلاً عن الآخر ورغم هذا فكل جزء يظهر تعاوناً مع باقي الأجزاء يفوق إدراك الإنسان، ولم يكتشف بعد تماماً كيف أن الخلايا تتخابر في النبات ولا سبب تكوين الخلايا والأنسجة المختلفة· وأما التنسيق الذي يظهر عند تكوين هذه الأبنية المختلفة فما زال يمثل سرا من الأسرار (32)· وفي الحقيقة عندما نتحدث عن خصائص النبات وأنشطته فهذا يعني أننا نتكلم عن خصائص خلايا النبات وأنشطتها· وكذلك الخلايا هي التي تكوّن بناء النبات· وهذه الخلايا المكونة للنبات تبدأ في الوقت المناسب في تكوين الخلايا المختلفة، فالبعض يكوّن الأوراق وشعيراتها جميعاً في توقيت واحد والبعض الآخر يكوّن البناء الخشبي الذي يحفظ النبات قائماً، والبعض الآخر يكوّن الأنسجة التي تقوم بالعمليات الكيماوية· وكل نسيج له تصميم خاص به ووظيفة محددة، أما الأعضاء الجديدة التي تظهر نتيجة هذا التباين الموجود في الخلايا فتصبح أجزاء لتصميم جديد مكملة لبعضها البعض· ومسيرة تحول الخلايا نفسها إلى كيانات أخرى حسب الوظائف المختلفة التي تحدث في كل الأحياء من أهم أدلة التصميم الواعي والفائق· والأنسجة التي تكون الورقة تم تصميمها على شكل يمكن معه أن يجمع أقصى حد ممكن من ضوء الشمس ويستطيع أن يقاوم جميع أنواع المؤثرات الخارجية وأن يؤدي أكثر العمليات المطلوبة بأقل المعدات المتاحة · بالإضافة إلى ذلك ، وقد زودت الورقة بتكوينات تستطيع بها أن تحافظ على ملايين الخلايا المتخصصة التي تم إدراجها فيها وأن تشرف على التمريرات المعقدة والمكثفة الموجودة بداخلها، رغم أنها في رقة ورق الكتابة·هيا بنا نلق نظرة أكثر قرباً على بعض هذه الأنسجة·أقســام الــورقةالأبيدرمس الفوقي والتحتي (الغلاف الخارجي للورقة ): هاتان الطبقتان للخلية تكوّنان النسيج الشمعي· وهذا النسيج الذي يكون سطح الورق الخارجي يمتلك تكويناً مختلفاً جداً· فالتكوين الشمعي الذي أنتجته الخلايا الخاصة