الهداية - نقض نظريةالتطور14) ) قواعد التغصّن واصطفاف الأوراق الخاصة بكل نبات· وحسب هذا الاصطفاف للنباتات يستطيع العلماء تعريف النباتات وتصنيفها· أما الإعجاز في هذا فهي أن تكون شجرة الحور مثلاً التي توجد في الصين أو في إنجلترا عالمة بالمقاييس والقواعد نفسها فتطبق النسب نفسها· ولا يمكن أبداً أن تكون المصادفة هي التي خلقت كل نبات على أحسن حال من الجمال وبالحسابات الرياضية الخاصة· وكما ورد في القرآن الكريم فإن خالق كل هذا الجمال والتصميم الذي تم بالحسابات الدقيقة التي لا خطأ فيها هو الله تعالى صاحب العلم وصاحب القدرة الذين لا حد لهما، يقول تعالى: الذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً . الفرقان: 2 تتغير أشكال هذا الاصطفاف حسب نوع النبات فتكون بشكل دائري أو بناء حلزوني· ويكون وضع الأوراق على شكل لا تظلل ورقة على أخرى· ويعد هذا من أهم نتائج هذا الاصطفاف الخاص· ونظام اصطفاف الأوراق حول الهيكل في النباتات قد تم تحديده بأعداد معينة حسب هذه النسب التي تعرف في علم النبات بالنظام التشعبي للأوراق· هذا الاصطفاف يستند إلى حساب معقد للغاية· إذا أشرنا إلى عدد الجولات التي يجب أن نقوم بها ابتداءاً من ورقة حتى نصادف ورقة أخرى على الخط نفسه بالدوران حول الهيكل، وهو ما نشير إليه بحرف N(عدد الجولات)، وعدد الأوراق التي نقابلها بين هذه الجولات بحرف P(عدد الأوراق) فمعدل N/P نظام تشعب الأوراق على النباتات· هذه النسب في نباتات المراعي ( الأعشاب ) هي 1/2 وفي نباتات المستنقع 1/3 وفي أشجار الفاكهة ( التفاح مثلاً ) 2/5 وفي أجناس الموز 3/8 وفي أجناس البصل 5/13 (27.(إن كون كل شجرة من النوع نفسه عالمة بهذه النسبة وتتبع النسبة التي تم تحديدها لنوعها تمثل معجزة كبرى· وعلى سبيل المثال من أين تعرف شجرة الموز هذه النسبة وكيف تستطيع أن تتبعها؟ وحسب هذا الحساب عندما تتجولون ثماني جولات حول شجرة الموز ابتداءاً من ورقة ستقابلون ورقة أخرى على الخط نفسه· وسترون أيضا ثلاث أوراق بين هذه الجولات· أينما ذهبتم من جنوبي أفريقيا إلى أمريكا هذه النسبة لن تختلف· ووجود نسبة اصطفاف في الأوراق على هذا النحو دليل مهم يدل على أن الأحياء لم تتكون مصادفة، بل خلقت بدقة متناهية وبنسب معقدة للغاية وبحساب وتخطيط وتصميم غاية في الدقة· والذي شفر مثل هذه النسبة في تكوينات الأحياء الوراثية وخلقها بهذه القدرة والخاصية هو الله صاحب العلم اللانهائي· ومن أكثر النماذج التي نلاحظها في أشكال الشجرة هي أزواج الأوراق أو الأغصان التي تخرج من طرفي جذع الشجرة· فبعد انفتاح البذرة تنبت ورقتان، وهاتان الورقتان تصطفان متقابلتين بزاوية درجتها 180 درجة، أما الورقتان اللتان تنشئان بعد هاتين الورقتين فتنموان في الناحية العكسية بعمل زاوية من اليمين للزوج الأول لتمكين التوزيع الأبعد· وهكذا تكون أربعة هناك أوراق قد اصطفت حول غصن واحد، بمعنى عندما ننظر إلى هذه الأوراق من أعلى نرى أن الأوراق اصطفت بزوايا تسعين درجة (28) وبذلك نرى أن الأوراق التي توجد في الأعلى لا تغطي الأوراق الموجودة في أسفلها· وهذا شكل تعودنا عليه ولكن أكثر الناس لا يفكرون لماذا تورق البذور بهذا الشكل· غير أن ذلك نتيجة تخطيط وتصميم، والهدف منه هو منع تغطية بعض الأوراق لبعضها بأن تعلو ورقة على ورقة أخرى وتمكينها جميعاً من التعرض لضوء الشمس· سنواجه كثيرا الشكل اللولبي الذي هو أكثر تعقيدا· ولرصد هذه الحركة اللوبية في النبات يمكن استخدام خيط رقيق· وللقيام بهذه التجربة عليكم أن تربطوا خيطاً إلى سطح ورقة ثم مدوا الخيط إلى الأغصان والعقد ولفوا الخيط مرة حول كل هيكل الورق الذي يواجهكم وانتبهوا إلى ضرورة أن تكون الأقواس مستقيمة ما أمكن ذلك، وبهذا الأسلوب ترون أن الأوراق في شجرة الأسود أو في شجرة الزيزفون تدور حول العقدة في الورقة المجاورة مقدار نصف الطريق ( 180 درجة ) تقريباً، وهكذا يربط الخيط لكل ورقة بلفة 2/1 · إنّ أوراق شجرة الزان تمتلك فجوات 120 درجة فقط، ويدور الخيط لكل ورقة 3/1 لفة، وشجرة التفاح بدرجة 144 درجة أي 5/2 لفة والتنور الأسود 13/5 · وإذا كنتم تهتمون بعلم الرياضيات فستجدون كيف أن هذه النسب ليست على سبيل المصادفة بل إن كل معدود وعدد جمع ما حوله من الأعداد والمعدودات· ( كما هو ظاهر فيما يلي )· وكل واحدة من هذه المجموعات العددية تحقق الحساب نفسه المشابه والبسيط·(21+13)34,(13+8)21,(8+5)13,(5+3)8,(3+2)5,(2+1)3,(1+1)2,1,1
.(29)…(233+144)377,(144+89)233,(89+55)144,(55+34)89,(34+21)55
هذا الترتيب الخاص يذكر باسم العالم الرياضي فيبوناسي الذي اكتشف هذه القاعدة بسلسلة فيبوناسي· هذه القاعدة تعني الكمال الجمالي، وتستخدم في مجالات الرسم والنحت والهندسة المعمارية كمقياس أساسي· وهذه النسبة التي توجد في الطبيعة بكثرة هي المفتاح المهم للحساب والتصميم الدقيقين في النباتات· إنّ الكسور التي تكون أكثر من كسر 8/3 توجد في الطحلب أو في الكرنب أو في الأوراق ذات التاج التي تنمو في اتجاه لولبي في كلا الطرفين أو في البذور الكثيفة مثل عباد الشمس أو في نظم الأوراق الكثيفة· وعندما تدور أوراق هذه النباتات من اليمين أو الشمال حول المركز ترسم شكلاً لولبياً، وأما عدد الأوراق التي تقع على رأس كل جولة من هذه اللوالب فيتم تحديدها حسب قاعدة فيبوناسي· وعلى سبيل المثال : مركز الأقحوان يستخدم ثلاثة كسور متلاحقة : 34/13 ، 55/21 ، 89/34 أي أن عدد الأوراق الموجودة في الجولة الواحدة التي ستقوم بها الورقة حول المركز وزاوية الدوران التى تعادل ذلك معروف مسبقا(30)· وسلسلة فيبوناسي تقابلنا في الطبيعة بصورة مكثفة جداً· والكسور التي تم الحصول عليها باستخدام هذه الأعداد تعطي لنا ''النسبة الذهبية''· أي عندما نكتب أعداد فيبوناسي في صورة الكسور التي تتبع بعضها البعض كما يرى فيما يلي، فكل التقسيمات التي تظهر هي أعداد