وروى السجين المغربي وكشف "لاماني" عن وجود دور ليبي وجزائري وسوري في تمويل ودعم البوليساريو عسكريا وسياسيا خلال تلك المرحلة من الثمانينات، وقال إن جل الأسلحة والتموين كانت تأتي من الجزائر، وأن القوات العسكرية كانت تضم جزائريين وموريتانيين علاوة على الصحراويين المغاربة>
كشف أحد المعتقلين المغاربة في سجون جبهة البوليساريو المطالبة بالإستقلال الذاتي في الصحراء الغربية عن معطيات وحقائق كثير منها لم يكن معروفا من قبل، وعن أشكال التعذيب والممارسات اللاإنسانية التي يرتكبها أعضاء الجبهة في الأقاليم التي يسيطرون عليها في الصحراء ضد المعتقلين من الجانب المغربي ومن الصحراويين .
وقدم المعتقل المغربي "عبد الله لاماني" الموجود في سجن تابع لجبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (بوليساريو) في تيندوف منذ بداية الثمانينات من القرن الماضي شهادته في كتاب سدر مطلع الأسبوع الماضي في الرباط بعنوان"الرعب: المساعدات الإنسانية الدولية في خدمة الرعب" استطاعت جهات مغربية بالتعاون مع الصليب الأحمر الحصول عليه، وهي مجموعة أوراق دونها "لاماني" باللغة الفرنسية في سجنه وأصدرها الحزب الليبرالي المغربي في كتاب.
وروى السجين المغربي أنه بينما كان في رحلة إلى مدينة طانطان التي تبعد بحوالي 1000 كلم في أقصى الجنوب المغربي في شهر أغسطس من عام 1980، بعد خمس سنوات من استعادة المغرب للمدينة وبعض الأقاليم الأخرى إثر تنظيم"المسيرة الخضراء"، إعترضت جماعة من الجنود الجزائريين والصحراويين التابعين لجبهة البوليساريو الحافلة التي كان على متنها "لاماني" ونحو ثلاثين مسافرا من الرجال والنساء والأطفال، ثم قادوا الجميع بعد تفتيشهم إلى مدينة تيندوف على الحدود الجزائرية المغربية منزوعة السلاح منذ حرب 1963 المعروفة بـ"حرب الرمال" بين المغرب والجزائر، ثم بعد ذلك إلى مخيم "لحمادة"شرق الجزائر حيث تم إعتقالهم في ثكنة عسكرية تدعى"مدرسة 2 أكتوبر"، تاريخ تأسيس جبهة البوليساريو عام 1976.
وكشف "لاماني" عن أشكال التعذيب ²²القاسية لتي يتعرض لها السجناء يوميا من الصبح إلى المساء، وعن ممارسات غير أخلاقية تجري في مخيمات الجبهة التي أعلنت نفسها حركة ماركسية شيوعية لدى إنشائها، من ذلك الإغتصاب الجماعي وتفريق أفراد العائلة الواحدة ليعشيوا في أماكن متفرقة بقصد"التعبئة الإيديولوجية".
ويقول صاحب الكتاب أن جبهة البوليساريو حاولت عبر الدعاية الإعلامية من خلال"إذاعة الصحراء" التي كانت تبث من الجزائر العاصمة حشد التأييد الدولي لنصرة قضية إستقلال الصحراويين والحصول على الدعم المالي من الدول والمنظمات غير الحكومية، وأن قادتها كانوا يسخرون كل ذلك لمصالحهم الخاصة وإنشاء القصور والشركات في الجزائر وليبيا وموريتانيا وكوبا وغيرها، في غفلة من الجهات الداعمة.
ويحكي صاحب الشهادة الواردة في 112 صفحة من الحجم المتوسط بأن أعضاء البوليساريو كانوا يشنون غارات متفرقة داخل المغرب في مرحلة المواجهة العسكرية، قبل تدخل الأمم المتحدة ووقف إطلاق النار عام 1991، لاعتقال المدنيين قصد الضغط على المغرب، كما يروي بأن الجبهة كانت تستدرج المهاجرين المغاربة المتحدرين من الصحراء والمقيمين في أوروبا لزيارة معسكراتهم لدوافع إنسانية، ثم بعد ذلك يزجون بهم
في السجون.