عبد العزيز المراكشي ( التابعة 1) المتابع لمشكلة الصحراء المغربية لو كان يملك قدرا قليلا من الأمانة العلمية والحياد النزيه لابد أن يسبق سؤاله عما تريد الجزائر من المغرب قبل أن يدلف إلى صلب القضية عما يريده الصحرايون من المغاربة؟
اللعبة القذرة التي أرادها كثيرون مستنقعا لجر المغرب فيه يغرق فيها انكشفت باكتشاف كم هائل من الكوارث البشرية المتعلقة بانتهاكات حقوق الإنسان في قطعة الأرض التي يحتلها محمد عبد العزيز وأسرته ورجاله والمستفيدون من الصراعات الجانبية، والمواقف المخزية. بأرض التندوف بالطبع ولا يوجد قطعة ارض يضع فيها المرتزقة أقدامهم في صحراء المغرب >ع.
حتى لو رفعت الجماهيرية الليبية يدها عن دعم انفصال الصحراء المغربية عن الوطن الأم فإن هناك اتفاقا ضمنيا بين الليبيين والجزائريين على استنزاف المغرب في الصحراء.
ويخشى الجزائريون إن نجحت المؤامرة ضد المغرب بالاعتراف بما تسمى الجمهورية الصحراوية الديمقراطية أن يطالب الطوارق بدولة في جنوب الجزائر، وما أسهل أن يثير المغاربة للجزائريين والليبيين تلك القضية لو أن الرباط تبحث عن أثارة المتاعب للجيران.
نعود للعنوان الرئيس هنا وهو عن العالم المنسي لحقوق الإنسان المهدورة في جمهورية محمد عبد العزيز المراكشي وكيف نافست دول أمريكا اللاتينية في اختطاف الأبرياء، واعتقال وتعذيب المئات، وتصفية الكثيرين منهم.
لاشك في أن النضال المزعوم للانفصال عن الوطن الأم المغرب هو بزنس صحراوي ولعلنا نتذكر حكاية مكتب الأطفال اللاجئين في ألمانيا الذي أرسل كميات كبيرة من معدات التمريض إلى البوليزاريو. فلما قامت المسؤولة الألمانية بزيارة إلى الصحراء وقابلت مسؤولين وسألتهم عن احتياجاتهم قيل لها بأنهم يحتاجون فقط لأموال لدفع قيمة معدات التمريض التي تم شراؤها!
وطلبت المسؤولة مصادفة من شخص لا يعرف حكاية إرسال المعدات من ألمانيا فاتورة بالقيمة الإجمالية والمعدات التي تم شراؤها.
وكانت المفاجأة عندما وجدتها نفس المعدات التي قامت هي بإرسالها!
في مخيمات تندوف صرخت كل القيم الإنسانية التي علمتها الأديان للبشر، فكان الأسرى يتعرضون للتعذيب المستمر، والإيقاظ من النوم كلما غلبهم النعاس، وشرب كثيرون منهم من بولهم، وحشر البعض في أقفاص كالقرود وظهورهم مقوسة لضيق القفص، وتم وضعها تحت شمس حارقة وحرارة بلغت الخمسين درجة.
نحن لا نتحدث هنا عن عذاب يوم أو أسبوع أو شهر أو حتى عام، لكنها سنوات تعدت العشرين عاما، وبعضهم قضى ربع قرن.
تصفيات بالجملة لمخالفات فادحة كأن يتمنى الأسير أو المعتقل نفَساً من سيجارة فالأحلام ممنوعة .قائمة المختفين لا تزال لدى ذويهم وفي أدراج مكاتب حقوق الإنسان ولدى المنظمات الإنسانية الفرنسية والسويسرية وغيرها.
جبهة البوليزاريو هي الجزائر وإذا أراد الحكام في الجزائر أن يضع حدا لتلك المأساة فلن يستغرق الأمر عاما أو بعض العام حتى تنتهي مأساة مئات الآلاف.
كانت القسوة مزدوجة فمن ناحية تقوم أجهزة الاستخبارات الجزائرية باستجواب الأسرى