وهكذا فكلما ،اقتربت الانتخابات الا وشدت الانفاس ،وكل نخيب يتساءل اي الطرق اقرب الى قلوب الناس ،واية وسيلة تمكن من ملء الاكياس كي لا يغادر المجلس فيحرم مما يحويه من فاكهة واغراس ،ومن الآن وقبل الاوان بدأ صراع الالوان بين الرفاق والاخوان ،وكل زمرة تناقش طبيعة الاعوان من رجالة ونسوان ،كل وصولي انتابه شعور ابليس ،وخاف ان يطرد من الجنة ،وجنا الجنتين دان، فيهما صندوقان ممتلئان ، فيهما من كل ضخامة زوجان ،فيهما من كل مشروع نصيبان ،فيهما من كل تجزئة قطعتان ،فيهما من كل تفويت شيكان ،فيهما في كل مناسبة كبشان املحان ،فيهما اموال قارون ،وعجائب سليمان ،فيهما مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا نظر ببال أو تصورته الاذهان ،فيهما من الموائد الحسان ،ما تشتهيه النفس إن خلا الفم من الاسنان ?
الآن ،وليس هناك غير الآن ،ولا شئ بعد الآن مما يطمح اليه المواطن الغلبان ،الآن وضع كل انتهازي منصبه في الميزان ،وتبرأ من الماضي ،ورمى عنه مسؤوليةما كان ،من الآن نسي مآسي زمان ،ومخلفات الطوفان ،وحومات اكلتها الجردان ،وممارسات منافية لحقوق الانسان ??
دعونا ندفن الماضي وما صار في خبر كان،من كذب ونفاق وبهتان ،المهم هو الامل في المستقبل الزاهر، فليس بالخبز وحده يعيش الانسان ،هكذا سيقول المنافق الولهان ،وهويطرق أبواب البيوت ويوزع ابتسامات دعاية معجون الاسنان ،هكذا سيستحود على الناس ،ويراود ضحاياه على انفسهم من شابات وشبان ??
هكذا سوف يستعد المنتخبان بعدما يرتدون لباس الفرسان ،ليطلبوا يد عروس في المجالس الحسان لتستمر ^^الدعارة^^ كما كانت منذ زمان ،عقود قران تزور تحت قباب تسلب الالباب ?? قاصرات طرف ،لا يقنع من وطرها إنس ولا جان ،وهذا حال انسان عاش هنا منذ زمان ،رأى ما لم يكن في الحسبان ، واملنا كبير في ابن الحسن ?