وقال السيد البشير الزناكي، الناطق الرسمي باسم الحركة، في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية لأشغال المؤتمر الوطني الأول لحزب الأصالة والمعاصرة، "نحن في مرحلة سياسية يمثل جلالة الملك محمد السادس نموذجها الرائد قولا وممارسة، وتشكل أجندة الإصلاحات التي أطلقها جلالته مكونات مشروع مجتمعي تنخرط فيه كافة مكونات الأمة".
واعتبر، من جهة أخرى، أن الحركة التي تقاسمت مع الحزب مخاض هذا المشروع من خلال اندماج عدد من أطرها فيه "تدرك مدى صعوبة هذا الاختيار ميدانيا وفكريا لما يستلزمه من التغلب على الذاتيات الشائعة، وتجاوز عقليات الهيمنة والتسلط التي ترخي بذيولها على الثقافة السياسية، والتي أصبحت تترجم اليوم مصالح ومواقع وامتيازات متنوعة تقف في وجه الإصلاحات برمتها وتنصب العراقيل أمامها".
وأضاف السيد الزناكي أن الحركة التي "لقيت منذ انطلاقها تجاوبا قويا من لدن الرأي العام الوطني ومن طرف نخب المجتمع المغربي الراغبة في تدعيم مسيرة الإصلاح والتقدم، تذكر برغبتها الراسخة في المساهمة من موقعها المدني في إنجاح أعمال المؤتمر الوطني الأول لحزب الأصالة والمعاصرة، والانخراط في انشغالات إصلاح وتأهيل العلاقة بين المواطن والشأن العمومي، والعمل على تخليق وتحديث الممارسة السياسية للهيئات والأفراد بما يعيد للعمل السياسي نبله وموقعه الاعتباري".
وأوضح أن الحركة "تسعى لجعل الحديث عن أخلاق العمل السياسي مسألة ملموسة تنطلق من مبادئ الحكامة الرشيدة ومنطلق المسؤولية والمحاسبة المؤسساتية والعلاقات الديموقراطية المحددة"، وهي مستعدة للمساهمة في "مبادرات تدخل في هذه المجالات مع كل الهيئات الراغبة في ذلك والتي تنسجم برامجها مع الاختيارات المبدئية للجمعية".
وشدد السيد الزناكي على أن الحركة تسعى أيضا ل"تناول إشكالات الواقع المغربي في تحرر من عقد الأنماط المكبلة، ومن موقع لا تؤثر فيه الاستحقاقات الظرفية والمتغيرات التكتيكية"، معتبرا أن هذا الدور هو "الكفيل باستثمار المجتمع لمكتسباته التاريخية والمرحلية قصد التفاعل المنفتح مع محيطه وإشكالاته الداخلية في مختلف المجالات".
وقال إن الجمعية "تتشبث بالرهانات المختلفة قصد تأليف الجهود سواء بين الفاعلين في الحقل المدني أو بالتعاون الذي لا مناص منه مع القوى السياسية الوطنية حول مختلف القضايا والمجالات، وذلك بدءا من قضايا التنمية المستدامة والتنمية البشرية مرورا إلى تأهيل الحقل السياسي ودعم تنافسية النسيج الاقتصادي والمقاولاتي وتعميق ضمانات حقوق الأفراد والجماعات".
وأوضح أن أبرز هذه المجالات "تتعلق اليوم بقضايا الجهوية ومسألة الاستحقاقات الانتخابية الجماعية في أبعادها العملية المختلفة كمسألة تمثيلية المرأة ومقاربة النوع والدفاع عن المساواة وفتح المجال بوضوح للمشاركة الفعلية للكفاءات الشابة وتطوير وسائل الوقاية والتضامن الذاتي للمجتمع المغربي، وكذا محاربة أوجه الفساد والإفساد في الحقلين المدني والسياسي".
يشار إلى أن أشغال المؤتمر الوطني الأول لحزب الأصالة والمعاصرة ، الذي يشارك فيه 5000 مؤتمر يمثلون مختلف جهات المملكة، والذي ينظم تحت شعار "المغرب غدا، بكل ثقة"، ستتواصل اليوم السبت بمناقشة الورقة التوجيهية للحزب وتقارير اللجن، والمصادقة عليها، وكذا المصادقة على البيان الختامي للمؤتمر وانتخاب أجهزة الحزب.
*** وكالة المغرب العربي للأنباء ***