أحمد نجيم من الدار البيضاء: علمت "إيلاف" من مصادر مغربية مطلعة أن مفاوضات سرية جرت مؤخرًا بين مسؤولين في المغرب وبعض من قادة البوليساريو. وقاد المفاوضات عن الجانب المغربي، أعضاء من المجلس الاستشاري الملكي للشؤون الصحراوية، مع سفراء وممثلين عن جبهة البوليساريو المطالبة باستقلال المحافظات الصحراوية، تناولت مشروع الحكم الذاتي المقترح من قبل المملكة المغربية لإنهاء نزاع نشب منذ العام 1975. وجرت المفاوضات في سرية تامة، حاول خلالها أعضاء المجلس الاستشاري إقناع قادة البوليساريو بجدية المشروع المغربي.
ولم يتعرف المغاربة على مشروع الحكم الذاتي الذي عرضه مسؤولون حكوميون على رئيس الدولة الفرنسي جاك شيراك. وحسب عضو في المجلس الاستشاري لشؤون الصحراء، فإن المشروع شهد تعديلات كثيرة، إذ أعد المجلس في البداية مشروعا متكاملا، ثم طلب العاهل المغربي محمد السادس من الأحزاب السياسية الإدلاء برأيها في الموضوع، وأخذ آراء الأحزاب بالاعتبار، بعد ذلك عرض المشروع على أربعة متخصصين مغاربة محايدين، فأضافوا إليه وعدلوا بعض مقترحاته.
وأعيد المشروع إلى العاهل المغربي محمد السادس كي يوافق عليه، وبعد ذلك يختار المغرب استراتيجية خاصة للتعريف به، تقتضي بتقديمه أولا إلى الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، وكانت البداية مع فرنسا، سيليها أميركا وبريطانيا وروسيا فالصين.
و يتضمن المشروع منح المحافظات الصحراوية حكما ذاتيا موسعا تحت السيادة المغربية، إذ سيصبح للمنطقة برلمان من غرفتين، تنتخب الأولى بشكل مباشر وتشارك فيه كل الأحزاب السياسية المرخص لها في المغرب، ومجلس المستشارين الحكماء يأخذ بالاعتبار في تشكيلته تمثيلية جميع القبائل الصحراوية، ولا يحصل على العضوية فيه إلا الصحراويون. أما رئيس المنطقة فيعينه العاهل المغربي بناء على نتائج الانتخابات التشريعية.