أبوخالد سليمان عضو نشيط
عدد الرسائل : 187 العمر : 62 Localisation : الرباط . : النقاط المكتسبة من طرف العضو : 6217 خاصية الشكر : 0 تاريخ التسجيل : 27/04/2008
| موضوع: حدث القرن21 /35/ : عن صحيح مفهوم ذكر الذكر والتعوذ بالله الأحد 31 أغسطس 2008, 11:13 | |
| الرباط في : 31-08-2008 إلى أهل القرآن حدث القرن21 بامتياز ***** هام جدا وجاد جدا *****
عن صحيح مفهوم ذكر الذكر والتعوذ بالله
إشارة :
موضوع هذا المقال موصول بموضوع المقال رقم30 الذي عنوانه "ذكر التعويذة لا يطر الشياطين قطعا" وبموضوع المقال رقم31 الذي عنوانه : "عن باطل الإعتقاد بجدوى الرقيات القرآنية وشبيهها" . هو يعرض دلائل بشأن الأول ، ويعرض دلائل إضافية بشأن الثاني .
الدلائل القرآنية المعلومة .
1 - المجموعة الأولى .
ــــــــــــــــــــــــ باسم الله الرحمان الرحيم ـــــــــــــــــــــــ
"لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ، ومن يفعل ذلك إبتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما 113". س. النساء .
"ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيئين وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس ، أولئك هم الذين صدقوا ، وأولئك هم المفلحون 176". س. البقرة .
"أرأيت الذي يكذب بالدين 1 فذلك الذي يدع اليتيم 2 ولا يحض على طعام المسكين 3 فويل للمصلين 4 الذين هم عن صلاتهم ساهون 4 الذين هم يراءون ويمنعون الماعون 6 ". س. الماعون .
ـــــــــــــــــــــــــــ صدق الله العظيم ــــــــــــــــــــــــــ
الملعوم بسند هذه الآيات الكريمة يقول ملخصه :
لا تنفع المؤمن العبادة القولية دعاء كانت أو صلاة إلا إذا توفر قبلا شرط الطاعة في الإيمان . أي شرط الطاعة بالعمل الفعلي . أي شرط الإسلام العملي . والإستجابة في هذه الحالة تصبح هبة مستحقة يهبها سبحانه بحكمته لمن يشاء . أي أن المؤمن المتابر في الطاعة يستحق بفضلها وبرحمته سبحانه هذه الهبة الجليلة . وقد تكون هذه الهبة في شكل زيادة في البصيرة أو في السكينة أو في المتاع أو في العصمة النسبية من نزغ الشيطان . والوعد بها مذكور في القرآن كقوله سبحانه :
ـــــــــــــــــــ باسم الله الرحمان الرحيم ـــــــــــــــــــــ "والليل إذا يغشى 1 والنهار إذا تجلى 2 وما خلق الذكر والأنثى 3 إن سعيكم لشتى 4 فأما من أعطى واتقى 5 وصدق بالحسنى 6 فسنيسره لليسرى 7 وأما من بخل واستغنى 8 وكذب بالحسنى9 فسنيسره للعسرى10 وما يغني عنه ماله إذا تردى11 إن علينا للهدى12 وإن لنا للآخرة والأولى 13". س. الليل . "إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيرا 9 ". "ذرني ومن خلقت وحيدا11 وجعلت له مالا ممدودا12 وبنين شهودا13 ومهدت له تمهيدا 14 ثم يطمع أن أزيد 15 كلا ، إنه كان لآياتنا عنيدا 16 سأرهقه صعودا 17 إنه فكر وقدر18 فقتل كيف قدر19 ثم قتل كيف قدر20". س. المدثر . " ... ، إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ، ... 12". س. الرعد . "ذلك بأن الله لم يكن مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وأن الله سميع عليم 54". س. الأنفال . "والذين إهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم 18". س. محمد . "هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا على إيمانهم ، ولله جنود السماوات والأرض ، وكان الله عليما حكيما 4 ". س. الفتح . "ويا قوم إستغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزدكم قوة على قوتكم ولا تتولوا مجرمين52". س. هود . ــــــــــــــــــــــــ صدق الله العظيم ـــــــــــــــــــــــــــ
والخلاصة بسند هذه الآيات الكريمة تقول :
1 - أن ذكر التعويذة هو أيضا مناجاة قولية ؛ 2 - وأن الإكثار منها لا يخرجها من هذه الصفة ؛ 3 - وأنه لو نجردها من خصوصيتها ونجعلها كباقي العبادات القولية فالله يخبر بأنها لا تجدي إلا بعد توفر شرط الجودة القبلية في الطاعة والإسلام ، أي أنها في الأصل لا تجدي حتى عند توفر هذا الشرط لو نعتبر خصوصيتها والمطلوب حين ظرف الإستعاذة .
2 - المجموعة الثانية :
ذكرت أعلاه أن ذكر التعويذة مع توفر شرط الجودة القبلية في الطاعة والإسلام لا يجدي كذلك لو نعتبر خصوصيتها والمطلوب حين ظرف الإستعاذة .
فما هي هذه الخصوصية ؟
هي بينة في مضمونها المعلوم : "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم" . ومضمون هذا القول الكريم هو التوجه لله بطلب الإستعانة به سبحانه ضد الشيطان الرجيم .
فما الشيء الذي نتعوذ منه بالله ؟
هو بطبيعة الحال نزغه الإغوائي التضليلي وليس غيره .
وعلى مستوى القاعدة ، هل يتدخل سبحانه مباشرة ليعصمنا من هذا النزغ ؟
الجواب هو بالنفي . تدخله المباشر قد أبقاه سبحانه هبة لمن يستحقها كما ذكر به أعلاه .
وهل مدنا سبحانه من قبل بشيء من هذه العصمة أو بشيء من تقويمها ؟
بطبيعة الحال قد فعل سبحانه الحق . هو العزيز الرحمان الرحيم قد مدنا بتقويم كل العصمة منه ؛ وجعل عز وجل جلاله قسطا منه فاعلا بالفطرة وجعله بذلك هبة خلقية يتمتع بها الكل بقدر إذعانه لها ، وأبقى تفعيل الباقي للتحصيل منه عبر سبيل الإيمان والإسلام ضمن سنة الإمتحان . فهذا القسط الفطري من العصمة يمنحنا نسبة معينة من المناعة ضد نزغ الشيطان ، ولنا بفضله نفس أمارة بالخير لها حيز معين من مجموع حيز النفس . وبقدر ما ينقص منها لنا نفس أمارة بالسوء تحتل الحيز الباقي من النفس ، وضعفاء إزاءه من خلالها .أي لنا بقدره قابلية لنفاذ النزغ الشيطاني . وغاية سعينا في الحياة الدنيا ضمن إمتحانها الحق وبأزر الهداية المنزلة هو إذا أن نزيد دوما في حيز النفس الأمارة بالخير على حساب النفس الأمارة بالسوء الذي يضعف تباعا . وموجود في الآية رقم57 من سورة يونس ذكر جامع لعيب نفس الإنسان الناجمة عن طرفها الأمار بالسوء ، ولضعفه تباعا أمام إغواء النزغ الشيطاني ، ولسبيل الخلاص المنزل . فسبحانه يقول في هذه الآية :
ــــــــــــــــــــــــ ياسم الله الرحمان الرحيم ــــــــــــــــــــ "يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحة للمؤمنين". ــــــــــــــــــــــــــــــ صدق الله العظيم ــــــــــــــــــــــــــــ
وهل يحق على مستوى القاعدة أن نطلب تدخل الله المباشر ليعصمنا من نزغ الشيطان في أنفسنا الأمارة بالسوء ؟ هل يحق أن نطلب منه سبحانه أن يفعل تقويم العصمة مكاننا ؟ وبطرح مختلف : هل يحق أن نطلب منه سبحانه أن يعفينا من إمتحان التعرض للنزغ الشيطاني ؟ هل يعقل أن نطلب منه سبحانه أن يعفينا من الإمتحان الدنيوي ؟
لا يحق بطبيعة الحال لأن إجتياز الإمتحان الدنيوي حق . وما لا يحق لا يستجاب فيه . فقد أنزل سبحانه هديه الممكن من هذه الغاية ووعد من يتابر في إتباعه مسلما بالتأييد هبة تزيده تحصيلا على تحصيله المكتسب ذاتيا .
فما البلاء الذي قضى به سبحانه ضمن هذا الإمتحان ؟
هو نوعان : 1 - نوع يقضي به سبحانه ويشكل أرضية الإمتحان كله ، ويخبرنا به سبحانه مثلا في قوله :
ـــــــــــــــــــــــ باسم الله الرحمان الرحيم ـــــــــــــــــــــــ "ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص في الأموال والأنفس والثمرات ، وبشر الصابرين 154" س. البقرة . ــــــــــــــــــــــــ صدق الله العظيم ــــــــــــــــــــــــــ
2 - ونوع قضى سبحانه بأن يكون من خلال النزغ الشيطاني كما يخبر بذلك سبحانه في الذكر الجليل التالي مثلا وليس حصرا :
ـــــــــــــــــــــــ باسم الله الرحمان الرحيم ــــــــــــــــــــــــ "قل أعوذ برب الناس 1 ملك الناس 2 إلاه الناس 3 من شر الوسواس الخناس 4 الذي يوسوس في صدور الناس 5 من الجنة والناس 6 ". س. الناس . "قال هذا صراط علي مستقيم 41 إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من إتبعك من الغاوين 42". س. الحجر . "وما كان له عليهم من سلطان إلا لنعلم من يؤمن بالآخرة ممن هو منها في شك وربك على كل شيء حفيظ 21" س. سبأ . "ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم ، وإن الظالمين لفي شقاق بعيد 51". س. الحج . "إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون99 إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون 100". س. النحل . "قال ربي بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين 40 قال هذا صراط علي مستقيم41 إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من تبعك من الغاوين 42". س. الحجر . "وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم ، وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي ، فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ، ما أنا بمصرخكم وما أنتم مصرخي ، إني كفرت بما أشركتموني من قبل ، إن الظالمين لهم عذاب أليم24". س. إبراهيم . "وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ، ولو شاء ربك ما فعلوه ، فذرهم وما يفترون 113 ولتصغى إليه أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة وليرضوه وليقترفوا ما هم مقترفون 114". س. " ... ، ومن يكفر بالإيمان فقد حبط عمله وهو في الآخرة من الخاسرين 6 ". س. المائدة . الأنعام . ـــــــــــــــــــــــــــ صدق الله العظيم ـــــــــــــــــــــــــ
وما هو إذا دور النزغ من الشيطان ؟
دوره أن يصدنا عن الطاعة في الإيمان . أي أن يوقعنا في الكفر بالإيمان . دوره مثلا حين بلاء الفقر أن يجعلنا بإغوائه لا نصبر ولا نتبع سبل الحق الممكنة من التخلص منه فنتبع نقيضها سبل الباطل على إختلاف أنواعها وأشكالها كالسرقة مثلا أو كزنى المقايضة .
وتبعا لهذا المثال ، فهل يعقل أن نتعوذ بالله كي يلغي سبحانه التعرض للإغواء الشيطاني من هذا القبيل ؟ هل يعقل القول بأن ذكر التعويذة يمكنه أن يلغيه ؟ هل يعقل القول بأنه يمكن أن يلغي هذا الإمتحان ؟
الجواب هو بالنفي القاطع بطبيعة الحال .
والخلاصة تقول :
أن خصوصية التعوذ بالله من الشيطان الرجيم تتمثل في كونه تعوذ حين ظرف بلاء النزغ الشيطاني . أي حين إجتياز إمتحان النزغ الشيطاني الذي هو إمتحان حق يخضع له كل الناس بالحق ولا يعقل إلتماس زواله من لدن الخالق سبحانه .
3 - المجموعة الثالثة :
ذكرت أعلاه أن ذكر التعويذة مع توفر شرط الجودة القبلية في الطاعة والإسلام لا يجدي كذلك لو نعتبر خصوصيتها والمطلوب حين ظرف الإستعاذة .
فما المطلوب حين ظرف الإستعاذة الذي يوقع جدواها .
الجواب عن هذا السؤال يردنا إلى تبين المفهوم الصحيح لمضمون التعويذة الذي هو نفسه مفهوم ذكر الذكر الكريم أو ذكر الله أو ذكر أسماء الله الحسنى .
فهل هو فعلا نفس المفهوم الفقهي الشائع بين الناس ؟ أي ، هل هو بمفهوم ذكر التعويذة بالقول ؟
على ضوء ما ذكر به أعلاه ، فالجواب معلوم وهو بالنفي القاطع . وهو كذلك موجود مفصلا في قوله سبحانه :
ــــــــــــــــــــــــ باسم الله الرحيمان الرحيم ــــــــــــــــــــــــ "وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله ، إنه سميع عليم200 إن الذين إتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون201". س. الأعراف . ــــــــــــــــــــــــــــ صدق الله العظيم ـــــــــــــــــــــــــــــ
1 - وأول طرف من الجواب موجود بالذات في قوله سبحانه : "فتذكروا فإذا هم مبصرون" (كاف بفتحة مشددة). هو العزيز الحكيم لم يقل "ذكروا" . والفعل الأول مفهومه تذكر المعلوم المخزن في الذاكرة ، والفعل الثاني مفهومه قول الشيء باللسان .
فما الذي يدعونا سبحانه إلى تذكره ؟
هو بطبيعة الحال كل الحق المعلوم خلقة والمعلوم زيادة من خلال أنوار وهدي الذكر المنزل .
2 - والطرف الثاني من الجواب موجود في قوله سبحانه : "فإذا هم مبصرون". أي أنه سبحانه يخبرنا بأن فضل تذكر ذاك المعلوم الجليل أن يصبح المعني مبصرا متخلصا من كل الغشاوات الشيطانية التي قد يخلقها النزغ الإغوائي .
3 - والطرف الثالث من الجواب موجود في قوله سبحانه : "إذا مسهم طائف من الشيطان". أي أنه سبحانه يخبرنا بأن فضل تذكر ذاك المعلوم الجليل أن يعصم الإنسان الذي يتعرض له من نفاذ هذا الطائف الشيطاني . أي أن يرده إلى رحاب ربه خائفا منه سبحانه وطامعا في رضاه وأنعمه الموعودة ورحمته ، ومطيعا مسلما بأعلى جودة ممكنة ؛ وأن يمكنه من رد الإغواء كله على صاحبه الغرور الملعون .
4 - والطرف الرابع من الجواب موجود في قوله سبحانه : "وإما ينزغنك من الشيطان نزغ". أي أنه سبحانه يعرف مسبقا بمفهوم الطائف الشيطاني التالي ذكره في الآية التالية ، ويعرف بالظرف الذي يستدعي فيه تذكر ذاك المعلوم الجليل .
5 - والطرف الخامس من الجواب موجود في قوله سبحانه : "فاستعذ بالله". أي أنه سبحانه يدعونا إلى الإستعاذة به عز وجل جلاله التي عرف بمفهومها المقصود في الذكر الذي يليه كما هو مبين أعلاه .
والخلاصة تقول :
أن المطلوب حين ظرف النزغ من أجل صد إغوائه هو إستحضار ذاك المعلوم الجليل . أي أن المطلوب لصد إغواء النزغ الشيطاني هو ليس قول عبارة "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم" وإنما تذكر ذاك المعلوم الجليل . أي أن الإستعاذة بالله من الشيطان الرجيم حين الوعي بالتعرض لنزغه الإغوائي مفهومها أن يتذكر الإنسان ذاك المعلوم الجليل .
4 - المجموعة الرابعة .
لماذا منح سبحانه إبليس الغرور العمر الخالد في الحياة الدنيا ؟ لماذا منحه سبحانه ذرية ؟ لماذا منحه سبحانه القدرة على السرعة الهائلة التي هي كسرعة الضوء أو تقربها ؟ لما منحه القدرة على خرق المادة في عالمنا البشري ؟ لماذا منحه سبحانه قدرة التخاطر الذهني والقدرة تباعا على سماع ما نفكر فيه ؟ لماذا منحه سبحانه قوة الإيحاء الذهني ؟ لماذا جعله سبحانه خفيا لا نراه ؟ لماذا منح سبحانه ذريته نفس هذه القدرات ؟
ملخص الجواب علاقة بالموضوع المفتوح يقول أن كل ذلك :
من أجل تمكينه من ممارسة نزغه الشيطاني على كل الناس أينما حلوا وارتحلوا ومن أجل أن يتواجد دوما جنودا له من حول الإنسان يتحينوا فرصة النزغ . أي أنه من خليقة الإمتحان الدنيوي أن يتواجد دوما من حول الإنسان شياطين متأهبون للنزغ في عقله لما تتاح لهم الفرصة . أي أنه من خليقة هذا الإمتحان أن لا يتواجد شيء يطردهم من حول الإنسان .
وبسند مجموع ما فصل الله الإخبار به علاقة بالموضوع المفتوح ، فالخلاصة الإجمالية تقول :
1 - أن ذكر التعويذة هو ليس بمفهوم ذكرها قولا وإنما بمفهوم تذكر الرب الخالق الأعلى وصفاته الحسنى ، وتذكر كل الحق الرباني المعلوم خلقة وما زاد عليه من خلال أنوار وهدي الذكر المنزل ، وتذكر وعيده ووعده سبحانه تباعا ؛ 2 - وأن ذكر الله أو ذكر أسمائه الحسنى أو ذكر الذكر الكريم هو أيضا بهذا المفهوم الصحيح باليقين المطلق وليس بمفهومه الفقهي الشائع الذي يحصره في القول والذي بسنده وفي ظله قد أختلقت الرقيات على إختلاف منافعها المدعات ؛ 3 - وأن الذكر القولي للتعويذة أو لشيء من القرآن هو لا يطرد الشاطين بالقطع ولا يعصم من نزغهم قطعا كذلك ؛ 4 - وأن النزغ الشيطاني لا يحول دون نفاذه إلا الذكر القلبي بمفهومه الصحيح المبين الذي فضله أنه يعيد البصيرة لمن يتعرض له ويعيد له تباعا مناعته الإعتيادية ؛ 5 - وأن الإعتقاد بجودى الذكر القولي للرقيات القرآنية وشبيهها من أجل تحصيل الشفاء من الأمراض غير التي هي في الصدور أو لتحصيل التيسير في الأمور الدنيوية وإزالة التعسير أو لمحو الذنوب وتحصيل الحسنات الوافرة وضمان جزاءالجنة هو بالتالي إعتقاد باطل ، وبطلانه لا غبار عليه .
جمال اضريف ، بلقب "أبوخالد سليمان" الرباط في : 31-08-2008
| |
|