تركت المنزل والوطن واللغة والعائلة لكي أبدأ رحلة طويلة اسمها " الهجرة " هاجرت إلى منزل أخر ، ووطن أخر ،
وبدأت أتكلم بلغة أخرى ، وهي لغة لم أكون قادرا على التفكيري بها أو فهمها .
لكني شعرت بالوحدة ، وقد اجتاحني الشعور بالغربة والضياع . أحسست بأن الأخرين لا يريدونني وأنهم يتجنبونني . عشت
على ذكريات الماضي ، لم أكن أفهم شيئا ، وكنت أحن إلى كلمة أو شعور بالطمأنينة يقول لي : أنت في بيتك ، هذا أيضا منزلك . كنت أشتاق إلى إبتسامة حارة ، إلى نظرة حنان ، وأشياء أخرى . كل شئ كان جديدا علي : الأرض ، السماء ، الماء ، الألون والروائح ، الطعام ، والنظرات ، الإبتسامات والأفكار وحتى الشعور بالوقت كان مختلفا .
لقد جئت أبحث عن سيل من الفورس والأحلام والحريات و العيش الأفضل فبكل بساطة فكنت أطلع الى حياة أفضل و افق جديد .
حذروني من الكثير من الأمور ،لكني لم أعيها أي اهتمام . لقد أيقنت أن رحلتي هي رحلة فريدة وخاصة ومختلفة . كل منا يعتقد أن مالديه هو شئ اشتثنائي ، لهذا لم أقدر على تحذير أو نصح أحد على مايجب فعله لكي يحقق طموحاته التي دفعته للهجرة لأن التحذيرات لم تكن مفيدة لي . لكن يمكنني فقط أن أقول أن كل شئ قد تغير بالنسبة لي : نظراتي ، علاقاتي مع الناس أسلوبي في مواجهة الأمور ، تعاملي ، حواري مع الأخرين . مند تلك اللحظة اكتشفت أن شجرتي يمكنها أن تعطي ثمارا في أي مكان من العالم اذا كنت أغذيها دوما بالطموح والصبر و الشعور بالمسؤولية ، و أنا أرويها بمعارف وخبرات الأخرين.
كتب الحروف : فيصل أبدار