حرص ملكي على الالتقاء برعاياه الأوفياء بالمنطقة والوقوف عن قرب على حاجياتهم وضمان العيش الكريم لهم.
حل صاحب الجلالة الملك محمد السادس، مرفوقا بصاحب السمو الأمير مولاي إسماعيل، بعد ظهر أمس الجمعة، بقرية أنفكو (جماعة أنمزي)، قادما إليها جلالته من مدينة خنيفرة.
وتعكس زيارة جلالة الملك لهذه القرية عطف ورضى صاحب الجلالة على سكان المنطقة، وحرص جلالته على الالتقاء برعاياه الأوفياء، والوقوف عن قرب على حاجياتهم، وضمان العيش الكريم لهم.
وعلى طول الطريق الرابطة بين خنيفرة وأنفكو، خصص سكان الجماعات والدواوير، التي مر منها الموكب الملكي استقبالا حارا لجلالة الملك، الذي أبى إلا أن يقترب من المواطنين، الذين غصت بهم جنبات الطريق.
أزيد من مليار ونصف مليار درهم لتأهيل إقليم خنيفرة
سيشهد سكان إقليم خنيفرة في غضون الشهور القليلة المقبلة ميلاد العديد من المشاريع التنموية المهمة تستهدف على الخصوص تأهيل هذه المدينة، وفك العزلة عن مختلف القرى بالمنطقة، بفضل الأوراش الكبرى، التي انطلقت منذ أكثر من سنة، تنفيذا للتعليمات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وسوف تكلف هذه المشاريع، التي تشرف عليها السلطات العمومية إلى جانب العديد من المؤسسات من بينها مؤسسة محمد الخامس للتضامن، أو في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية غلافا ماليا يقدر بمليار ونصف مليار درهم.
كما أنه يجري تنفيذ تجارب نموذجية في المنطقة تستهدف التكفل بالأطفال والنساء وتأطيرهم، في إطار تجربة تعد الاولى من نوعها على الصعيد الوطني، سواء من حيث بعدها أو حجمها، تشمل المساعدة على التمدرس والدعم الغذائي وتقديم المساعدة الطبية والتنمية المستدامة.
وجرى إنجاز هذه الأوراش، التي من شأنها أن تغير في ظرف بضع سنوات، وجه المنطقة ونمط حياة وعادات السكان في المرتفعات، بتعليمات ملكية سامية، وفي إطار نظرة شمولية ترمي إلى وضع برامج للتنمية المندمجة لفائدة المنطقة.
ويتعلق الأمر ببناء وتدعيم الشبكة الطرقية والمستوصفات والمراكز الصحية ومنشآت مائية ومشاريع اجتماعية.
وفي هذا الإطار، ترأس صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أول أمس الخميس بمدينة خنيفرة، حفل التوقيع على اتفاقية شراكة لتأهيل وتنمية الإقليم خلال الفترة الممتدة ما بين 2008 و2011، بغلاف مالي إجمالي يقدر بمليار و271 مليون درهم.
وفي كلمة له، أكد وزير الداخلية، شكيب بنموسى، أن هذه الاتفاقية جرت بلورتها تنفيذا للتعليمات السامية لصاحب الجلالة بوضع برنامج شامل ومندمج لتنمية إقليم خنيفرة يهدف إلى دعم البنيات التحتية وتحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين تجسيدا لسياسة القرب الهادفة إلى جعل الإدارة الترابية أداة فاعلة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وبالإضافة إلى هذه الاتفاقيات، أشرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، خلال زياراته لمختلف مدن وقرى إقليم خنيفرة، على إعطاء الانطلاقة للعديد من المشاريع.
ومن ضمن هذه المشاريع التنموية، يمكن الإشارة إلى العملية الإنسانية "تونفيت 2007" الخاصة بمساعدة السكان في وضعية هشة بالمناطق التابعة للجماعات القروية لكل من أنمزي وأكوديم وسيدي يحيى أويوسف وتونفيت.
وتعد هذه العملية التي تشرف عليها مؤسسة محمد الخامس للتضامن، الأولى على الصعيد الوطني من حيث حجمها وطبيعة محتواها الذي يتميز بتكامل مجموعة من الأعمال المتعلقة بالمساعدة على التمدرس والدعم الغذائي والمساعدة الطبية والتنمية المستدامة.
وجرى إنجاز هذه العملية التي تطلبت مبلغا إجماليا بلغ 23 مليون درهم، والتي سيستفيد منها حوالي 24 ألف شخص، على ثلاث مراحل: مرحلة الاستعجالات الإنسانية (التي انطلقت في شتنبر2007)، ومرحلة إعادة تأهيل الساكنة وتلك المرتطبة بتنفيذ مخطط التنمية المستدامة.
وبالإضافة إلى هذه العملية، ستستفيد هذه المناطق من برنامج استعجالي بتكلفة مالية إجمالية بلغت 4.2 ملايين درهم، التي جرى إقرارها من طرف اللجنة الوزارية التي تم إيفادها إلى المنطقة بأمر من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، من 15 إلى 18 يناير 2007، للقاء السكان والاطلاع عن قرب على حاجياتهم المستعجلة جراء موجة البرد القارس التي ضربت، خلال فصل الشتاء الأخير، قيادة تونفيت وخاصة منطقة آنفكو.
وعقب زيارتها للمنطقة، قامت اللجنة بإعداد تقرير مفصل اعتمد فيه على الحاجيات التي عبرت عنها الساكنة المحلية ، والتي مكنت من تحديد مجموعة من الأولويات كفك العزلة عن الدواوير عن طريق بناء الطرق وتأهيل المسالك وتحسين الخدمات الصحية وتلك المرتبطة بالتعليم وتغطية الدواوير بشبكة الهاتف النقال وتقريب الإدارة من المواطنين والوقاية من الفيضانات وإعادة تهيئة قنوات الري وإقامة منشآت للماء الصالح للشرب وتطهير السائل وتعزيز الأنشطة المدرة للدخل وبناء مراكز جماعية واجتماعية.
وبناء على هذه الأولويات، تم وضع برنامج استعجالي للتدخل على المدى القصير والمتوسط من أجل الاستجابة إلى انتظارات السكان خاصة من خلال فك العزلة عن المنطقة.
وعلى مستوى البنيات التحتية الطرقية الموجهة إلى فك العزلة عن هذه المناطق، وبالإضافة إلى الانتهاء من مشروع المحور الطرقي الرابط بين أكوديم وأنمزي، والذي يبلغ طوله 4.5 كلم، والذي تطلب إنجازه 30 مليون درهم، جرت برمجة إنشاء طريق أنمزي - أنفكو، والتي يبلغ طولها 20.4 كلم، بغلاف مالي بلغ 80 مليون درهم بتمويل من وزارة التجهيز والنقل.
كما جرى تخصيص غلاف مالي بقيمة 16.307 مليون درهم للجماعات التابعة لتونفيت، في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية خلال سنوات 2006، و2007 ، و2008، أي 19 في المائة من مجموع الصناديق المخصصة لإقليم خنيفرة في إطار هذه المبادرة.
وستستفيد المنطقة أيضا من برنامج واسع تم إطلاقه من قبل المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، والمتعلق بالتشجير وإعادة تشكيل غابات الأرز والفلين على مساحة خمس هكتارات.
ويهدف هذا البرنامج، الذي يشمل فترة 2008 -2012 بغلاف مالي يصل إلى 105 ملايين درهم، إلى تنمية الموارد الغابوية، وتنظيم مستغلي الغابة في إطار تعاونيات والنهوض بالأنشطة المدرة للدخل، مع العلم أن الغطاء الغابوي في المنطقة يمتد على مساحة تبلغ 85 ألف هكتار.
وفي مريرت، التي كان جلالة الملك محمد السادس قام بزيارتها في تاسع أبريل الماضي، أشرف فيها جلالته كذلك على تدشين عدد من المراكز الاجتماعية التي أنجزت من قبل مؤسسة محمد الخامس للتضامن بقيمة مالية إجمالية بأزيد من خمسة ملايين درهم.
وبرسم برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، تمت برمجة ما يقارب 203 مشروعا في مدينة خنيفرة، رصد لها مبلغ إجمالي بنحو 60 مليون درهم.
ووجهت مختلف هذه المشاريع إلى تحسين ظروف عيش السكان، من خلال ولوج جيد للخدمات الاجتماعية الاساسية، وتدعيم الخدمات العمومية، ودعم كفاءات وقدرات الجمعيات المحلية، إضافة إلى تشجيع الأنشطة المدرة للدخل.
*** المغربية ***