أبوخالد سليمان عضو نشيط
عدد الرسائل : 187 العمر : 62 Localisation : الرباط . : النقاط المكتسبة من طرف العضو : 6207 خاصية الشكر : 0 تاريخ التسجيل : 27/04/2008
| موضوع: /6/ج2/: عن قوله سبحانه : "قالت الأعراب ... " الثلاثاء 29 أبريل 2008, 14:57 | |
| الرباط في : 29-04-2008
إلى أهل القرآن إلى أهل القرآن حدث القرن21 بامتياز *******هام جدا وجاد جدا *******
عن صحيح الفهم المقروء بذاته لقوله سبحانه "قالت الأعراب آمنا ، قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا..." الجزء الثاني
وأما عن الذي قوم المصادقة الفقهية على ذاك "الحديث" وذاك القول المستنتج منه فهو المنهجية الفقهية نفسها التي تم الطعن فيها ضمنيا من خلال ما ذكر في المقالات السابقة والتي هي سبب كل الزيغ الفقهي عن الصواب في المعرفة بدين الإسلام . فقد صدق فقهاؤنا وعلماؤنا هذا "الحديث" وهذا القول الشيطانيين وبحثوا لهما عن سند في القرآن الكريم بعد هذا التصديق . وجرت العادة بطبيعة الحال بإملاء هذه المنهجية المعكوس فيها المنطق أن يخضع القرآن من حيث شرحه وفهمه إلى المصدق به قبلا عبر "الأحاديث" والموروث الفقهي المبني عليها أساسا عوض العكس ؛ أي أن يشرح ويفهم بالذي يثبت هذا التصديق . بينما الصواب المذكر به كذلك ضمنيا فيما سبق ذكره يقول أن المنهجية التي كان من الواجب ومن منطق العقل إتباعها هو تدبر القرآن الكريم مباشرة عبر وساطة العقل حصرا والتصديق والتسلح بمضامينه الكريمة المنيرة اليسيرة في التلقي والفهم بقضاء من لدنه سبحانه الرحمان الرحيم ذي الكمال ، ثم تدبر باقي المضامين المتلقات من مصادر غيره على أساسها وبما يمكن بالتالي من الفصل النافذ فيها بين الكذب والباطل وبين الحق والصواب .
وأما عن هذا السند القرآني فهو يتمثل في قوله سبحانه المعين بسطر تحته :
ــــــــــــــــــــــــ باسم الله الرحمان الرحيم ـــــــــــــــــــــــ "قالت الأعراب آمنا ، قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم ، وإن تطيعوا الله ورسوله لا يلتكم من أعمالكم شيئا ، إن الله غفور رحيم(14)". س. الحجرات . ــــــــــــــــــــــــــــ صدق الله العظيم ــــــــــــــــــــــــــــــ
فالتدبر الحق لهذه الآية الكريمة يفضي إلى الحقيقة التي تقول أن الإسلام المقصود الوارد في قوله سبحانه "قولوا أسلمنا" هو فقط الإسلام بالقول المعلن المنحصرة عمليته في زمن هذا الإعلان وليس الإسلام بمفهوم التطبيق الممتد في الزمن بغاية التحصيل من الجودة في الطاعة لما يملي به الإيمان الواقع في العقل ، كإسلام من يعلن إسلامه لله بذكر الشهادتين وكإسلام من أسلم زمنا وليس له فيه من الإسلام إلا ذكر الشهادتين . وتقول أن الإيمان المقصود الوارد في قوله سبحانه "قل لم تؤمنوا" هو الإيمان الصادق غير المكفر به المثمر على أرض الواقع عبر التطبيق والإسلام بمفهوم التطبيق . ولا يعني سبحانه بقوله المذكور بأن المعنيين به لا إيمان لهم . بل يرد في قوله عز وجل جلاله ما مضمونه ضمنيا أن لهم قدر معين من الإيمان بالغ عقولهم دون قلوبهم كما هو وارد في قوله عز وجل جلاله "ولما يدخل الإيمان في قلوبكم" ؛ وأن قسطا حثيثا منه فقط هو الذي أثمر وأوقع إسلامهم القولي الذي يقر سبحانه بتواجده لديهم كما هو وارد في قوله سبحانه "قولوا أسلمنا" ؛ وأن القسط الأوفر منه هم به كافرون وغير مثمر على أرض الواقع عبر سبيل الطاعة والتطبيق كما هو وارد مضمونه في قوله الكريم الأخير "وإن تطيعوا الله ورسوله لا يلتكم من أعمالكم شيئا ، إن الله غفور رحيم". فقول الله في هذه الآية الكريمة هو إذا واضح لا غبار عليه ، وفهمه الصحيح مقروء جاهز للإستهلاك بدون أيتها وساطة إلا وساطة العقل كفاية ، وفيه مبين تذكيرا مفهوم الإيمان بأنواعه الثلاث العقلاني والقلبي والمكفر به ومفهوم الإسلام بصنفيه القولي والتطبيقي الفعلي . ولا علاقة به إذا لفهمه الفقهي بتاتا ؛ ولا يثبت شيئا من صحة ذاك "الحديث" وذاك القول وإنما هو يثبت بطلانهما بالتمام والكمال .
ونفس الفهم الصحيح لقوله عز وجل جلاله الوارد في الآية المذكورة أعلاه بخصوص ما ذكر عن مفهوم الإيمان ومفهوم الإسلام ونفس المضامين الواردة بخصوصهما علاقة بالأعراب نجدهما بتمام الوضوح في الآية التالية رقم15 من نفس السورة الكريمة حيث يقول سبحانه :
ــــــــــــــــــــــــــ باسم الله الرحمان الرحيم ــــــــــــــــــــــــ "إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله ، أولئك هم الصادقون(15)". س. الحجرات . ــــــــــــــــــــــــــــــــ صدق الله العظيم ـــــــــــــــــــــــــــــــ
وكما يلاحظ القارئ ، فسبحانه يرد على هؤلاء الأعراب مذكرا إياهم وقبيلهم بتعريف الإيمان الحق على أنه الإيمان الصادق بالله ورسوله الخالي من الريبة والذي يتبين بيان صدقه من خلال الطاعة بالجهاد في سبيل الله بالأموال والأنفس والعمل الصالح عموما. أي ما مضمونه في قوله سبحانه ضمنيا أن ما يعاب عليهم هو تواجد الإيمان العقلاني المكفر به وغياب الطاعة والإسلام التطبيقي الذي من شأنه وحده أن يعكس ويثبت صدقهم . وكذلك على القارئ أن يلاحظ أن نعت "الصادقون" لا يقصد به سبحانه الصدق في القول وإنما هو الصدق مع الذات فيما يملي به الإيمان العقلاني المحصل وحيث عكس ذلك هو كذب على النفس ، وهو بذلك عز وجل جلاله يحدثنا كذلك عن هذا الإيمان وعلى أنه واقع منه كفاية في عقل كل العباد الثقلين ومنه زيادة بتقويم رسالة القرآن ما من شأنه أن يوقع الإسلام الفعلي تطبيقا لإملائه الحق المقتنع به ذاتيا على أنه حق؛ ويحدثنا سبحانه إذا تباعا عن الترابط الوثيق بين الإيمان والإسلام في دينه الحق .
وكذلك نفس هذه المضامين بنوعيها المقروءة والمستقرأ نجدها في الآية رقم 17 من نفس السورة حيث يقول سبحانه :
ــــــــــــــــــــــــــ باسم الله الرحمان الرحيم ـــــــــــــــــــــــــــ "يمنون عليك أن أسلموا ، قل لا تمنوا علي إسلامكم ، بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين(17)". س. الحجرات . ــــــــــــــــــــــــــــــــ صدق الله العظيم ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
ففي هذه الآية الجليلة يرد مرة أخرى إقرار من لدنه سبحانه للأعراب بإسلامهم القولي بذكره عز وجل جلاله "يمنون عليك أن أسلموا ، قل لا تمنوا علي إسلامكم". ويرد كذلك في قوله سبحانه "بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين" نفس الحقيقة المقروءة في الآية رقم14 والتي مضمونها أن هؤلاء الأعراب لهم قدر من الإيمان العقلاني الواقع فضلا من عنده سبحانه تقويما لهدايتهم وإسلامهم وطاعتهم الطوعية ، وأن جله مكفر به ولم يثمر منه إلا الجزء الحثيث جدا الذي أوقع إسلامهم القولي حصرا .
وعن حقيقة التواجد عموما في عقل كل عبد من الثقلين قدر من الإيمان في العقل ، وحقيقة تواجد الفرق بين الإيمان الصادق المثمر على أرض الواقع والذي مقره هو العقل والقلب بعده وبين الإيمان المكفر به الذي يظل مقره الوحيد هو العقل دون بلوغه القلب ومرحلة التطبيق لإملائه العقلاني ، يرد بيانهما جليا كذلك في قوله سبحانه مثلا :
ـــــــــــــــــــــــــ باسم الله الرحمان الرحيم ـــــــــــــــــــــــ "... ، ومن يكفر بالإيمان فقد حبط عمله وهو في الآخرة من الخاسرين(6)". س. المائدة . "أم تريدون أن تسألوا رسولكم كما سئل موسى من قبل ، ومن يتبدل الكفر بالإيمان فقد ضل سواء السبيل(107)". س. البقرة . "إن الذين إشتروا الكفر بالإيمان لن يضروا الله شيئا، ولهم عذاب عظيم(176)". س. آل عمران . "هل ينتظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك، يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا، قل إنتظروا إنا منتظرون(159)". س. الأنعام . ـــــــــــــــــــــــــــــ صدق الله العظيم ــــــــــــــــــــــــــــ
ففي قوله سبحانه "ومن يكفر بالإيمان" وقوله عز وجل جلاله "ومن يتبدل الكفر بالإيمان" وقوله الحق"إن الذين إشتروا الكفر بالإيمان" ترد حقيقة تواجد قدر معين من الإيمان في عقل كل عبد من الثقلين . وهذا الإيمان هو مشكل بطبيعة الحال من الإيمان العقلاني الفطري ومن الإيمان الموروث ومن الإيمان العقلاني المكتسب الذي يضاف إليهما. والقول بكفر المرء بالشيء هو يعني حقيقة علمه بهذا الشيء وإيمانه العقلاني بتواجده . والقول بتبديل الكفر بالإيمان هو يعني كذلك حقيقة تواجد الإيمان العقلاني بالشيء المعني واستبداله بالكفر به. والقول بشراء الكفر بالإيمان هو يعني أيضا حقيقة تواجد هذا الإيمان واستعماله كعملة لشراء الكفر. والإيمان الصادق الذي هو في القلب هو بطبيعة الحال غير قابل للكفر به أو إستبداله بالكفر أو إستعماله عملة لشراء الكفر به. وفي الطرف الثاني من قوله سبحانه في الآية رقم159 من سورة الأنعام "يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا" ترد كذلك هذه الحقيقة ويرد أيضا جليا تعريف الإيمان المكفر به وفي مقابله ضمنيا تعريف الإيمان الصادق المثمر على أرض الواقع . وفي كل قوله سبحانه يسطع دور الإيمان العقلاني عموما والقلبي الصادق أساسا كتقويم للإسلام الفعلي عبر إملائه المنطقي الهادي لأقوم المصلحة الذاتية ، ويسطع في المقابل مفهوم الإسلام الفعلي تطبيقا لهذا الإملاء وكسبيل عقلاني منطقي واحد ممكن من هذه المصلحة وكنتيجة مفترض تواجدها بضغط الحاجة إليها. وكل هذا الذي يعرف به سبحانه عن مفهوم الإيمان ومفهوم الإسلام في الدين وعلاقة أساسا بالمصلحة الذاتية المرغوب فيها هو ليس غريبا عن العقل وإنما هو كله من المعلوم المعرف به في قاموس اللغة العربية الفصحى والمعمول به على أرض الواقع ، وهو بذلك مجرد تذكير من لدنه عز وجل جلاله في قرآنه الكريم الذي سماه بالتذكير والذكر والذكرى والتذكرة .
وينفع التذكير هنا مرة أخرى بحكمته سبحانه لما نجد خطابه الجليل في القرآن الكريم الموجه إلى كل عباده الثقلين متضمنا جله عبارة "يا أيها المؤمنون أو "يا أيها الذين آمنوا" وحيث لم يستعمل سبحانه عبارة "يا أيها الناس" إلا قليلا ؛ ولما نجد خطابه كله الموجه إلى أهل القرآن مناديا إياهم بنفس هذه العبارة وليس بعبارة "يا أيها المسلمون" أو "يا أيها الذين أسلموا" . وكذلك على ضوء هذا التذكير وهذا التوضيح تتضح خصوصية تسمية"المسلم" الوارد بيانها في القرآن الكريم .
وعلى ضوء ما تقدمت به من تذكير معلومة كل مضامينه اللغوية ومعلومة جل مضامينه القرآنية مؤازرا بما تقدمت به من توضيح مستفيض فالقول بأن جودة التدين درجات أسفلها الإسلام وأعلى منه الإيمان وأعلى منهما الإحسان هو قول باطل بالتمام والكمال وبما لا غبار عليه ؛ وهو بذلك من قول الشيطان الغرور اللعين الذي إستغفلنا به ؛ ولا علاقة له بتاتا بقول النبي المصطفى الكريم (ص) ولا بوحي الخالق عز وجل جلاله.
وآخر ما يستحق تذكير الفقهاء والعلماء به ولم ينتبهوا له ، ولكي لا يبقى لأحد منهم المجال للتملص من الإعتراف بصواب الطعن المتقدم به بشأن ذاك "الحديث" وذاك القول الفقهي ، حقيقة كونهم قد وضعوا من ضمن الجودة في تلك العبادات الثلاث التي يقولون بها إسلام الأعراب البين قوله سبحانه بشأنه . أي البين في قوله سبحانه بأنه لا شيء من الإسلام الفعلي موجود لديهم يمكن إدراجه ضمن تلك المراتب في خانة الإسلام . بل بين فيه بجلاء ما يخبر بأنهم من الكافرين . وخير ما يستدل به على هذه الحقيقة قوله سبحانه "ولما يدخل الإيمان في قلوبكم" . صدق الله العظيم .
وقد تقدمت إذا في هذا المقال ببينات قرآنية تطعن كذاك بدورها في ذاك "الحديث" وتثبت بالنفاذ الثاقب أنه من وحي الشيطان وأنه لا علاقة له بالقطع بقول النبي المصطفى (ص) ولا بوحي الله عز وجل جلاله ، وتثبت تباعا بالنفاذ الثاقب أيضا أن ذاك القول المستنتج منه فقهيا هو قول باطل بالتمام والكمال .
وكل شيء في قول الله واضح إذا والعيب كله موجود في الرأي الفقهي الذي دفع به الغرور إلى تحريف فهم القرآن المجيد واعتماده سندا بعد التحريف لتثبيت صحة ما دسه في الحديث على أنه من عند الله .
جمال اضريف بلقب "أبوخالد سليمان". الرباط في : 29-04-2008 . | |
|