أسباب الخصام بين مخرج نانسي والوحش والصحافة
في الصورة ماجدولين الإدريسي بطلة فيلم نانسي والوحش
"....لكي نكون واضحين، الصحافة هنا في المغرب، ليست لها أية سلطة و لا تملك لا الكلمة الأولى ولا الأخيرة، لأن رجال السياسة والاقتصاد هم الذين يصنعون القرار.." .
المخرج السينمائي المغربي محمود فريطس
فيلم " نانسي والوحش " ..
قالت عنه الصحافة الفنية " أنه فيلم فاشل " ..
وقال عنه مخرجه " أنها التجربة الأولى ،وتستحق الدعم والمساندة " ..
وكان الخلاف ..والخصام ..
ما قالته الصحافة ،بشأنه فيلمه الأول الذي عرف طريقه إلى المهرجانات الوطنية والقاعات السينمائية التجارية لم يعجبه وأثار غضبته " الشهيرة "
حين قالوا عن فيلمه الأول " أنه لا يثير شهيتهم للكتابة " ، ولا يرقى إلى المستوى الذي يثير الأقلام للتحدث عنه سواء بالسلب أو بالإيجاب.
"..دور الصحافة هو تشجيع المواهب الجديدة، ومساعدتها على الظهور، حيث هناك تقصير كبير في هذا الجانب ، نطلب منكم التقرب منا كفنانين، اظهروا الناس التي تعمل بجد، لا تكتفوا فقط ، بالنقد اللاذع، ولكن شجعوا المواهب حتى تقدم أشياء تساهم في تمتيع الناس وترفيههم..."
فلمن لم يتابع أحداث الفيلم ،عبر القرصنة أو شاشة السينما ..
فهو بسيط وسهل يتناول قصة ربما سبق تناولها لكنها قصة فيها بداية و نهاية وحوار وعقدة تشد المشاهد إلى النهاية". على حد قول مخرجه .
فهو يتحدث عن "فتاة تعيش في البادية تقع في حب أحد شباب القرية، لكن ابن رئيس القبيلة يحبها بجنون ويتمناها زوجة له.
يرفض والد نانسي تزويجها من الشاب الذي تحبه ويجبرها على الزواج بابن رئيس القبيلة هذا الأخير الذي يقابل رفض نانسي له بإحراق أرض والدها، ولسوء الحظ يتصادف اندلاع الحريق مع وجود حبيب بطلة الفيلم في مكان الحريق بهدف انقاذها الأمر الذي سيؤدي الى إصابته بحروق بليغة تشوه ملامحه .
تصاب نانسي بعد الحادث بصدمة كبيرة خصوصا بعد عدم تقبلها لمنظر حبيبها المشوه ما يدفعها الى الهرب رفقة إحدى فتيات القرية، التي تعمل راقصة في احدى الملاهي الليلية بالمدينة .
بعد طول إصرار تجد نانسي نفسها تسلك الدرب نفسه لصديقتها إذ تصبح بدورها راقصة، وبالتالي تدأب على مصاحبة الرجال الذين يعجبون بها، والذين يتعرضون بعد مرافقتها للقتل دون أن معرفة هوية الجاني " .
هكذا ، اختارت، بطلة الفيلم ماجدولين الإدريسي ، أن تتحدث عن الفيلم وعن دورها كراقصة في النوادي الليلية للصحافة ..
الدور الذي جلب إليها الكثير من النقد والعتاب ..
النقد ، لأن الفيلم ،لم يحمل جديدا لبطلة فيلم " السيمفونية المغربية " ..
والعتاب ،لأن مشاهد الإثارة والإغراء والعري ،لم يستسغها جمهور المشاهدين ..واعتبروها مشاهد " زائدة " على اللزوم ،لا يهدف من ورائها المخرج إلى الوصول للجمهور الواسع ..على حساب الفن ورسالته ..
وكان أن حصل الفيلم ،على مدا خيل كثيرة ..
ليكون بالنهاية ،أن محمود فريطس ربح فيلما " تجاريا " وخسر نفسه وفنه ..ووضع اسمه ،بالتالي ،ضمن قائمة المخرجين ..الذين لا هم لهم إلا شباك التذاكر ولاشيء غير شباك التذاكر ..
صحيح أن الفيلم نجح تجاريا .. وهذا ما سعى إليه المخرج .. لكن أشد ما أحزنه ،أن الصحافيين الذين شاهدوا العرض ما قبل الأول ل"نانسي والوحش " ، فضلوا في اليوم الموالي أن يكتبوا عن هيفاء وهبي، واعتبروا كأن الفيلم لم يُعرض على الإطلاق .
فكان الخصام ..و كانت القطيعة ..
الصحافة ،لم تجد شيئا تقوله ،عن الفيلم ..
و تفتقت عبقرية مخرجه ،أن يصدر أسبوعية فنية جديدة ..
لا تتحدث إلا عنه وعن نفسه وعن أبطاله ..ومشاريعه الفنية ..
وهي بادرة إعلامية ،أثارت ،إبان إصدارها ،العديد من علامات التعجب ...والاستفهام..
وهاهو، حاليا ،في تحد صارخ لرجال الصحافة والإعلام .. منهمك لإخراج فيلم سينمائي جديد من بين نجومه الراقصة المغربية "نور"
فيلم ..لن يقل إثارة وجرأة ،عن الفيلم الأول ..ولن يزيد "الهوة " إلا اتساعا ...بينه وبين رجال الصحافة والإعلام ..ونقاد السينما
حتما سيجد طريقه إلى القاعات السينمائية التجارية كما إلى " القرصنة " ..وسيحقق مداخيل كثيرة ..
لكن ..أما آن لمخرجينا ،أن يدركوا أن الفن هو بالأساس جمال ، وأنه بالتحديد رفض للبلادة والسلوك القطيعي واقتسام للحظات المتعة والمعرفة " ،على حد تعبير كاتب مقال " احذروا أفلام محمود فريطس "ا الزميل عبد اللطيف البازي .
فلاش :
المخرج السينمائي المغربي محمود فريطس
كاتب سيناريو و كاتب كلمات و ملحن
درس الموسيقى في معهد مولاي رشيد بالرباط
تعلم العزف على آلتي العود و الأورغ
اشتغل تقنيا في الأشغال العمومية لمدة 19 سنة
رحل إلى النرويج سنة 1997
عداد إلى المغرب سنة 2002
له سيناريو فيلم يحمل عنوان "صمت الرجال"
فيلم "نانسي والوحش "
من بطولة ماجدولين الإدريسي
و بمشاركة مجموعة من النجوم كهشام بهلول
حسناء الطنطاوي، فاطمة الزهراء بناصر،
منتصر عبد الله، يوسف أوزيلان، عبد الصمد مفتاح الخير، وآخرون.