[img]
يبدو أن الدراما المغربية وجدت أخيراً موعداً ثابتاً على القناة الثانية المغربية، إذ لا تخلو البرمجة منها، خصوصاً أنها باتت تجد نجاحاً جماهيرياً مقبولاً. آخر هذه الإنتاجات مسلسل «المستضعفون» الذي يعرض كل اثنين، ويحقق نجاحاً لافتاً في صفوف المشاهدين. نجاح توج أخيراً بنيله الجائزة الخاصة بالمسلسلات في حفلة «نجوم بلادي» التي يقيمها الإنتاج السمعي البصري المغربي كل عام.
تدور قصة المسلسل في البادية المغربية حول الطاهر، وهو شاب قضى طفولته في ملجأ للأيتام، حيث كان يراوده حلم التقدم في الحياة رغبة في مساعدة الآخرين. لكنه حالما يغادر الملجأ ويلتحق بميدان العمل يصطدم بالواقع المرّ، وتتجلى له صعوبة تحقيق أمنيته تلك، ما يجعله يرتاد الحانات والمقاهي لينسى إحباطاته. تبدأ هذه الخيبات عندما يبدأ العمل في مكتب للاستثمار الفلاحي حيث يرشد الفلاحين ويقدم إليهم العون المادي والمعنوي. إلا أن الشيخ عيسى كبير أعيان القرية الإقطاعي سيقف له بالمرصاد. والشيخ عيسى هو رجل مستبد لا يمنعه شيء من تحقيق رغباته ومراكمة ثروته، مثل تزويج أحد خدامه الى فتاة يتيمة كي يستولي على أرضها، أو التخطيط لدسائس مختلفة. كل هذا من شأنه أن يعاكس جهود الطاهر، ما يترتب عليه صراع مستمر زاخر بالمطبات والملاحقات والضربات التي تساهم فيها شخصيات المسلسل كل من موقعها.
ومن أبرز هذه الشخصيات عائشة ابنة زوجة الشيخ عيسى التي ستربطها علاقة مع الطاهر، ما سيزيد من صراع الرجلين، ويجعله ينتقل إلى مستوى شخصي وعاطفي يمس رجولة كل منهما. إذ تحبل الفتاة. وتنبذها العائلة. وخلال إحدى المشادات العنيفة بينها وبين الشيخ عيسى، تتناول الفتاة خنجراً وتفقأ عين الشيخ، ثم تهرب. هنا يبدأ انتقام الشيخ، إذ بعد ان يُعالج، يمنح مكافأة مالية لمن يعثر على الفتاة. المطاردات لن تدوم طويلاً، إذ يُقبض عليها وتُقيد إلى شجرة، فتفقد الجنين وتسقط في غيبوبة. وكما يحدث في مثل هذه السيناريوات، يتدخل شخص من خارج القصة، هو عم الفتاة الذي كان يقضي فترة سجن طويلة، ويساعد ابنة أخيه على الوقوف في وجه استبداد الشيخ. كما يتضمن المسلسل شخصيات ثانوية، مثل الأحمق «عباد» الذي أدى دوره الممثل إدريس حدادي الذي اختطفه الموت خلال التصوير، ما أرغم طاقم الفيلم على تغيير السيناريو بتخيل رحيل له.
ويلاحظ أن المسلسل لا يخرج عن إطار الدراما الاجتماعية التي تتناول صراع الخير والشر في مجتمع تتصارع فيه الأهواء الشخصية المختلفة، والأطماع الشخصية المتنافرة، تماماً كما هو مألوف في الدراما العربية منذ عقود، خصوصاً الدراما المصرية. إلا أن الجديد هو تمكن المخرج من إضفاء الصبغة المحلية المميزة للمغاربة من حيث العادات والمشكلات الخاصة. وبالتالي يسلط هذا العمل الضوء على جزء من واقع مغربي هو في حاجة إلى أن يعالج أكثر في النتاجات الفنية.
يذكر أن المسلسل يحمل توقيع المخرج الوفي للتلفزة ناصر لهوير عن سيناريو كتبه حسن مجاهد، وأنتجه الممثل الكوميدي حسن فلان المعروف بأدوار الكوميديا في مسرحيات هزلية ذائعة الصيت شعبياً الى جانب صديقه المسرحي عبد الإله عاجل الذي يؤدي أحد الأدوار.
أما البطولة فجسدها الممثل رشيد الوالي في دور الطاهر، والمخضرم محمد بن إبراهيم في دور الشيخ عيسى، والممثلتان السعدية أزكون والشابة حنان الإبراهيمي، والرائدان حمادي التونسي وعائشة مهماه، وحسن ميكيات وبعيسى الجيراري وآخرون.
تحياتي