أدى أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس اليوم صلاة الجمعة بالمسجد الأعظم بمدينة كلميم. واستهل الخطيب خطبة الجمعة بالتذكير بأن الله عز وجل ربط بين المؤمنين برباط متين، هو رباط الأخوة التي تقتضي التعاون والتراحم بين الناس، معتبرا أن المحبة الصادقة التي فرضها الإسلام على أبنائه هي الدليل القاطع على صدق الإيمان.
وأكد أن من واجب علماء الأمة وخطبائها ووعاظها وسائر القائمين بشؤون الدين فيها، إرشاد الناس إلى واجبهم مع الله ومع الناس وخاصة تنبيههم إلى القيم الأساسية للدين الحنيف وإلحاحهم على استحضارها، موضحا أن على رأس هذه القيم فضيلة المحبة ومكرمة التضامن.
وأضاف أن النصوص الشرعية رسمت نموذجا رائعا ومثالا رفيعا للتضامن بين المؤمنين تجلت مظاهره في قيم الأخوة والمحبة والتراحم والتعاطف والتعاضد وتبادل الإحسان، وشدد على أن مبدأ التضامن والتكافل يعد من أهم المبادئ التي قام عليها المجتمع الإسلامي في كل العصور وبفضله تحافظ الأمة على مجدها وعزتها، موضحا أن التضامن بهذا المعنى السامي يدخل في باب تسخير الناس لخدمة بعضهم البعض امتثالا لأوامر الحق عز وجل.
وأشار الخطيب إلى أن أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس يواصل ترسيخ ثقافة التضامن والتعاون بين أفراد الشعب في مختلف ربوع المملكة، ويعطي جلالته القدوة بما يقوم به من أعمال جليلة ومبادرات حميدة عطفا على الفقراء والمساكين وإغاثة لذوي الحاجات، معبئا جلالته كافة مكونات الأمة وجميع الموارد البشرية والمادية المتاحة لتوفير أسباب العيش الكريم لأمته وشعبه.
وقال إن زيارة أمير المؤمنين لهذه الربوع السعيدة من المملكة حملت معها بشائر الخير والنماء في كافة المجالات، مما يعكس حرص جلالته على تنمية البلاد وإسعادها والقضاء على كل مظاهر الحرمان والهشاشة والتهميش بين مختلف شرائح الشعب.
وفي الختام رفع الخطيب وجموع المصلين أكف الضراعة إلى الله عز وجل بالدعاء الصالح لأمير المؤمنين وحامي حمى الملة والدين، وبأن ينصره نصرا عزيزا يجمع به كلمة المسلمين، ويقر عينه بولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن ويشد عضد جلالته بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، ويحفظه في كافة أسرته الملكية الشرفة. كما ابتهل الخطيب إلى الله تعالى بأن يغدق شآبيب عفوه وفضله وإحسانه وسحائب مغفرته على الملكين المجاهدين محمد الخامس والحسن الثاني أكرم الله مثواهما وجعلهما في مقعد صدق مع الذين أنعم عليهم من النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين.
وكان جلالة الملك قد استعرض لدى وصوله تشكيلة من الحرس الملكي أدت التحية قبل أن يتقدم للسلام على جلالته السادة شكيب بنموسى وزير الداخلية وأحمد حمدي والي جهة كلميم السمارة عامل إقليم كلميم وقائد الموقع العسكري ورئيس مجلس الجهة ورئيس المجلس الإقليمي ورئيس المجلس العلمي المحلي والمنتخبون وممثلو السلطات المحلية وشخصيات أخرى.
وبمدخل المسجد تقدم للسلام على أمير المؤمنين السيد أحمد التوفيق وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية