علم لدى الجمعية الكنارية لضحايا الإرهاب أن مسؤولي هذه الأخيرة عقدوا أمس الثلاثاء بلاس بالماس اجتماعا مع المدير العام لدعم ضحايا الإرهاب بوزارة الداخلية الإسبانية خوسي مانويل رودريغيز أوريب. وخلال هذا الاجتماع ، الأول من نوعه الذي يعقد بجزر الكناري منذ إحداث الجمعية في شتنبر2006 ، جدد أعضاء الجمعية الكنارية لضحايا الإرهاب التي تضم عائلات وضحايا المجازر التي ارتكبتها مليشيات (البوليساريو) ضد البحارة وبواخر الصيد الذين كانوا ينشطون في عرض الساحل الاطلسي خلال سنوات السبعينات وبداية الثمانينات من القرن الماضي والهجومات التي نفذتها ضد مدنيين، مطالبتهم من أجل اعتراف السلطات الإسبانية بهؤلاء الأشخاص ك "ضحايا الإرهاب"، وهو مطلب ظلوا يرفعونه منذ أزيد من ثلاثين سنة.
وتمحور الاجتماع الذي انعقد بمقر مندوبية الحكومة والذي شاركت فيه على الخصوص رئيسة الجمعية لوثيا خيمينيز، وعضو ومستشارة العمدية بلاس بالماس ناردي باريوس، وحوالي12 شخصا تضرروا من هذه الأعمال، حول عدة قضايا من بينها الاعتراف بهؤلاء الأشخاص كضحايا ومنحهم تعويضات.
وأعربت الجمعية التي تترأسها لوثيا خيمينيز، نجلة فرانسيسكو خيمينيز سانتانا وهو إسباني أحد ضحايا اعتداء إرهابي نفذته جبهة (البوليساريو) سنة1976 ، عن أسفها في بيان نشر عقب هذا الاجتماع، لكونه "لحد الآن لم يتلق أي شخص جوابا لا من الإدارة المستقلة ولا من الدولة ولا من العدالة" للحصول على الاعتراف وجبر الضرر كضحية للإرهاب.
وأضافت الجمعية أنها تطالب بأن يتم الاعتراف بأعضائها كضحايا للإرهاب على غرار ضحايا اعتداءات كتلك التي تنسب لمنظمة (إيتا) الباسكية.
يذكر أن حكومة خوسي لويس رودريغيز ثاباتيرو الاشتراكية كانت قد قررت في نونبر 2006 ، منح تعويضات لأسرة فرانسيسكو خمينيز سانتانا.
وكان وزير العدل الإسباني السابق خوان فرناندو لوبيز أغيلار قد صرح لدى استقباله بمدريد لوثيا خيمينيز بأن أفراد أسرة خيمينيز يفترض أن يحصلوا ، من خلال وزارة الداخلية الإسبانية ، على دفعة أولى من التعويضات تفوق96 ألف أورو.
وسبق لوزير العدل السابق والذي يشغل حاليا مقعدا في البرلمان الكناري المستقل، أن جدد "الالتزام القوي" لحكومة مدريد بدعم ضحايا "جميع أشكال الإرهاب" وكان فرانسيسكو خيمينيس سانتانا ، الكهربائي بشركة (فوسفور بوكراع) والبالغ من العمر أنذاك38 سنة ، قد وقع يوم10 يناير1976 ضحية اعتداء إرهابي خلف مقتل شخص وإصابة آخرين بجروح. وقد انفجرت السيارة التي كان يسافر على متنها سانتانا رفقة سائق تابع للشركة التي كانت تستغل الفوسفاط بمنقطة الصحراء والتي كانت ترزح تحت نير الاحتلال الإسباني، بعبوة وضعتها ميلسشيات (البوليساريو) بالقرب من البساط الآلي لنقل المعادن.
وقتل السائق رايموندو لوبيز بينالفير في هذا الاعتداء في حين نجا فرانسيسكو خيمينيز بأعجوبة، لكنه ظل يعاني من تبعات خطيرة كفقدانه لنعمة البصر فضلا عن الإعاقة إلى حين وفاته في أكتوبر سنة2005 .
وإلى جانب فرانسيسكو خيمينيز، لقي ما لا يقل عن17 صيادا كناريا مصرعهم وأصيب سبعة آخرون بجروح بليغة في اعتداءات إرهابية ارتكبت بين1976 وبداية سنوات الثمانينات من قبل (البوليساريو) بعرض سواحل جزر الكناري.
ويذكر أنه غداة هذه الجريمة، تم توقيف ممثل (البوليساريو) بإسبانيا المدعو أحمد البخاري قبل أن يطرد من التراب الإسباني. وقد تم بعد ذلك إعلان (البوليساريو) منظمة إرهابية حيث أغلقت فروعه وطرد ممثلوه في جميع أنحاء إسبانيا، مما قاد الانفصاليين إلى إطلاق ستة بحارة كناريين كانوا محتجزين لديهم.
وأكد زعيم حزب مستقلي لانزاروتي فابيان مارتان مؤخرا في تصريح خلال ندوة صحافية بالعيون، أن المجزرة التي ارتكبت من قبل (البوليساريو) ضد العديد من الصيادين الكناريين "لا يجب أن تسقط من دائرة النسيان".