يشير"التقرير الاستراتيجي للمغرب 2003 ـ 2005" الصادر حديثا إلى أن الجزائر" تظل تشكل أهم مصدر لتهديد المغرب وإن كان ذلك لا يتجلى كخطر حقيقي، وتبقى نفقات المغرب العسكرية مرتبطة أساسا بتأمين الأقاليم الجنوبية(الصحراء)، كما ترتبط بالمنافسات الجهوية مع الجزائر وإسبانيا وبالبحث عن مركز مهم بالمنطقة".
وقد دخل المغرب هو الآخر في السنوات الأربع الأخيرة في استراتيجية تحديث قواته العسكرية، من خلال اقتناء أسلحة متطورة من الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وإسبانيا. وفي الأسابيع القليلة الماضية اقتنى طائرات"الإف 16" المتطورة من واشنطن بعد أن منحته هذه الأخيرة في العام الماضي صفة"الحليف القوي" من خارج أعضاء حلف الناتو، كما يوجد في مفاوضات مع فرنسا من أجل اقتناء طائرات حربية من شركات فرنسية. وذكرت صحيفة"لاراثون" الإسبانية ـ المقربة جيدا من الدوائر العسكرية الإسبانية ـ يوم الأحد 1 مايو الجاري أن المغرب اشترى من إسبانيا 50 دبابة مستعملة من نوع"ليوباردو ، وقالت إن هذه الصفقة تم التوصل إليها خلال القمة العسكرية المغربية ـ الإسبانية المشتركة التي انعقدت بالعاصمة الإسبانية مدريد في شهر أبريل الماضي.
ويبدو أن سباق التسلح في المنطقة الذي تقوده كل من المغرب والجزائر أو تبادل"الطرود" العسكرية بين البلدين يساهم أكثر في توتير الأجواء ويبعد احتمال التهدئة، ولكنه بالأساس يعكس توجها لدى القوى الدولية المتنفذة في المنطقة إلى التمديد في عمر الأزمات وتعطيل المصالحة بين البلدين الجارين من أجل استمرار تدفق الأموال إلى جيوب بائعي الأسلحة من جهة واستمرار الثغرات مفتوحة بالمنطقة المغاربية لتحصيل المنافع الاقتصادية والاستراتيجية. ويظهر ذلك بجلاء عندما يلاحظ المتتبع لشؤون المنطقة أن كلا من باريس وواشنطن ومدريد ـ وهي القوى المؤثرة في المنطقة ـ تتعامل مع الطرفين معا وفق مقاييس تحددها هي وتحسبها جيدا، ويكفي أن ننقل في نهاية هذا المقال ما نقلته يومية"إيل موندو" الإسبانية يوم الثلاثاء 3 مايو 2005 الحالي عن عسكري إسباني سألته الصحيفة عن الدبابات التي باعتها مدريد مؤخرا للمغرب، حيث قال:" لا تقلق، نحن نعرف كيف ندمرها كلها".