والدي وأنا والاستقلال(1944-1945)

بعد مقدمة الكتاب" ذاكرة ملك" والجزء الاول من الفصل الأول" والدي وانا والاستقلال"

منتديات المغرب الملكي تقدم لكم الجزء الثاني من نفس الفصل
ما بين سنتي 1944 و1945 احذاث و وقائع متتالية لازال صداها عالقا بذهن الملك المغفور له الحسن الثاني,يسردها لكم حذث بحذث

والدي وأنا والاستقلال(1944-1945) 8153013_m

والدي وأنا والاستقلال(1944-1945) 8153013_m

سؤال:هل كان والدكم يشعر بعد تلك المبادرات أنه بمجرد انتهاء الحرب سيكون التفاوض بشأن نظام الحماية أكثر سهولة؟وهل كان يعتمد على تفهم كبير للفرنسيين؟

جواب:كان والدي, قدس الله روحه,رجلا صبورا.وكان صبري لا يرقى الى صبره.ولم يكن مثلي متفائلا بل كان دلك الرجل الواقعي حقا,مثلما كان مؤمنا بالعدالة الالهيةووكثيرا ما كان يقول لي:"لا يمكن لفرنسا,بعد التضحيات التي قدمها المغرب في سبيل قضيتها,ألا تصغي الى خطابنا وألا تتفهم مطالبنا",الا أن رجلا واحدا فقط هو الدي سمع خطابنا وتفهم مطالبنا...انه الجنرال دوغول.ففي سنة 1944تم التعبير لأول مرة بواسطة عريضة عن المطالبة بالاستقلال.وقد أعقب دلك قمع دموي قاده السفير بيو الدي كان آنداك مقيما عاما بالمغرب,بينما كان الجنرال لوكلير والفرقة المصفحة الثانية مرابطين في تمارة بضواحي الرباط

سؤال:يقال ان الفرقة المصفحة الثانية تدخلت لدعم عمليات القمع

جواب:ابدا,لم تتدخل قط.فبيو اتصل بلوكلير والتمس منه الدعم والمساندة.فكان جواب لوكلير:"لست هنا لأمارس القمع,ثم ان المغرب استضافنا على أرضه ليمكننا من أن نتدرب على خوض غمار الحرب.اضافة الى أن هناك العديد من الضباط المغاربة من بين تلاميدي".وهكدا عارض لوكلير كليا السماح بأن يشارك في عمليات الحفاظ على الأمن ولو فرد واحد من جنوده,حتى ولو بدون سلاح

سؤال:ومادا كان موقف الجنرال دوغول سنة 1945؟

جواب:سافرنا الى فرنسا مباشرة بعد التحرير,حيث قمنا بتلك الرحلة على متن الطراد(لاكلوار).وأنا يومئد في الخامسة عشرة من عمري, وطيلة تلك الرحلة التي دامت يومين ونصف اليوم,مكثت وحدي غرفتي بالسفينة أنسج بيدي مدكرة من نحو أربعين صفحة.يتعلق موضوعها بمستقبل المغرب.انها المدكرة التي كان والدي يعتز تسليمها للجنرال دوغول...وهي المدكرة التي حررت بمساعدة أقطاب الحركة الوطنية الدين لم يكونوا قد اعتقلوا بعد.كان ضروريا ألا يتعرف أحد على خط أي واحد منهم,لدا أنيطت لي مهمة النسخ.لقد كنت في وضع التلميد الدي يطبق على نفسه عقوبة مدرسية,أو كأني كنت أتلقى بسرعة خارقة درسا عظيما في مادة التاريخ.كنا في تلك الفترة نقيم بقصر تاليران,المعروف بالقصر الوردي الواقع بشارع فوش بباريس.وهناك قابل والدي الجنرال دوغول وسلمه المدكرة دات الأربعين صفحة بعد أن قد اتممت نسخها
قال الجنرال لوالدي:"جلالة الملك,لست في الوقت الراهن الا رئيسا لحكومة مؤقتة للجمهورية.وعندما ستناط بي مسؤولية تصريف الأمور,فكونوا على يقين انني سألي الاعتبار لهده المدكرة.ومع دلك سأبرهن لكم مند الآن على صدقي نيتي.لقد طلبتم يا جلالة الملك,ثالثة أشياء.أولهما ألا يبقى بيو مقيما عاما.وسأحقق رغبتكم بعد أيام,وثانيا أن يعود الزعيمان الوطنيان علال الفاسي ومحمد بن الحسن الوزاني من منفاهما.وأعدك أنهما سيعودان بعد بضعة أسابيع",أما ثالثها فيتعلق باطلاق سراح الحاج أمين الحسيني مفتي القدس,بعد أن تعامل مع الألمان طيلة الحرب.ورد والدي قائلا:"انني لا أعرفه شخصيا ولكنه ابن عمي,ومكانته الدينية مرموقة.وليس من مصلحة فرنسا شيء أن تعاقبه.لدلك أرجوكم العفو عنه"فقال دوغول:"لكم ما طلبتم يا جلالة الملك"

الجزء الأول:

داكرة ملك "مقدمة الكتاب"

الجزء الثاني:

ذاكرة ملك:والدي وأنا والاستقلال(1929-1940)

الجزء الثالث:

والدي وأنا والاستقلال(1944-1945)

aicha mogadore

شكرا

حقا أن هذان الجزأن يشويقان الى المزيد.

» ذاكرة ملك:والدي وأنا والاستقلال(1929-1940)
» 1945 نحل العسل العالمى 9
» طلب مساعدة مالية لانقاد والدي من الهلاك
» عندما أصبحت كبيرا في عمري وأنا صغير في وطني
» صور خالدة لرائد الحرية والاستقلال