خلصت دراسة طبية أميركية جديدة حول استخدام عقار كيتامين كعلاج للاكتئاب لدى فئران المختبر، إلى قدرة العقارعلى تخفيف أعراض هذا الاضطراب العصبي في مدى ساعات بدلاً من الأسابيع أو الشهور التي تستغرقها مضادات الاكتئاب التقليدية المتاحة.
وأجرى الدراسة علماء من المعهد الوطني للصحة العقلية التابع لمعاهد الصحة القومية الأميركية، ونشرت نتائجها بدورية الطب النفسي البيولوجي.
وأظهرت الدراسة التي أشرف عليها د. حسيني مانجي أن اعتراض مستقبلات "إن أم دي إيه" يزيد نشاط مستقبل آخر هو "إيه أم بي إيه"، وأن تصاعد نشاط هذا الأخير ضرورة لحدوث تأثيرات كيتامين السريعة ضد أعراض الاكتئاب.
وتكمن قيمة هذا الاكتشاف في أنه سيساعد على تطوير مضادات اكتئاب سريعة المفعول كما سيساعد العلماء أيضا على تجاوز بعض الخطوات التي تظهر خلالها تأثيرات مضادات الاكتئاب التقليدية بشكل غير مباشر، وهي مسلسل طويل من التأثيرات يفسر تأخر فعل تلك المضادات.
الجدير بالذكر أن "إن أم دي إيه، إيه أم بي إيه" هما مستقبلان لناقل عصبي يسمى غلوتاميت، وهو مرسال كيميائي يمكن خلايا الدماغ من الاتصال ببعضها. وقد اكتشف العلماء مؤخراً دوراً لنظام غلوتاميت في الاكتئاب مما أدى إلى جهود لحل لغز آلياته الجزيئية بحثاً عن أهداف أو مظاهر شذوذ تستهدفها علاجات الاكتئاب.
هدفان رئيسان
يعتبر التركيز على نظام غلوتاميت افتراقاً عن التفكير الذي قاد بالماضي إلى مضادات الاكتئاب المتاحة حالياً، وكان يُظن أنها تخفف الاكتئاب من خلال عملية تنقية وفلترة طويلة لردود الفعل البيوكيميائية المؤثرة على المسارات المتصلة بالاكتئاب.
ولأن مستقبلات "إن أم دي إيه، إيه أم بي إيه" جزء من نظام غلوتاميت، وأن استهدافهما بالعلاج مباشرة أدى إلى تخفيف سريع ومستدام لأعراض الاكتئاب، وأن جرعة واحدة من كيتامين فعلت ذلك بالدراسة السابقة؛ يشير إلى أنهما ربما الهدفان الرئيسان لمضادات الاكتئاب.
ورغم أن الكيتامين نفسه قد لا يستخدم يوماً كعلاج مضاد للاكتئاب نظراً لما يسببه من أعراض جانبية كالهلوسة ورغم إقرار إدارة الغذاء والدواء باستخدامه مخدرا بغرفة العمليات، فإن النتائج الجديدة قد دفعت العلماء قدماً نحو فهم كيفية تطوير علاجات اكتئاب سريعة الفعل.