تواصل قرارات تجميد وسحب الاعتراف ب(الجمهورية الصحراوية) دليل على كساد بضاعة الانفصال ...
أعلنت جمهورية الرأس الأخضر تجميد اعترافها بما يسمى ب(الجمهورية الصحراوية)، (الجمهورية) الوحيدة ضمن حوليات التاريخ العالمي التي لا تتوفر على أي مقوم من مقومات الدولة كما يحددها ميثاق الأمم المتحدة.
وجاء قرار جمهورية الرأس الأخضر لينضاف إلى سلسلة القرارات التي ذهبت في الاتجاه نفسه (تجميد وسحب الاعتراف)، وهي القرارات التي تطابق الشرعية الدولية أكثر من مسايرتها لأغراض انتهازية آنية، كما تعكس كالمرآة توجها لا رجعة فيه بإفريقيا، التي تستيقظ، لتعيد بناء رؤيتها على قاعدة حقائق جديدة على أرض الواقع، وتراجع كليا مفاهيمها، بالنظر للتحديات الآنية التي تواجهها وتلك التي تلوح في الأفق.
إن قرارات سحب أو تجميد الاعتراف بالجمهورية الوهمية والتي تم الإعلان عنها رسميا في الآونة الأخيرة وبشكل متواصل من طرف مجموعة من البلدان، ليست إفريقية فقط ولكن أيضا آسيوية وجنوب أمريكية، تشكل رسالة ملحة لمراجعة المعايير وإعادة الأمور إلى نصابها على المستوى الدولي.
ولا يتطلب الأمر قدرا كبيرا من الفهم لسبر المغزى العميق لهذه القرارات، لأن المعطيات السياسية والاقتصادية على الساحة الدولية لا تدع المجال للخلط.
فأولئك الذين انساقوا وراء أحلام التفرقة والبلقنة، وتصرفوا بشكل لا يقبله الحس السليم مستعملين، في الغالب، لغة تنهل من قاموس يلامس البذاءة السياسية، وذلك لأسباب محددة وضمن ظروف خاصة، ساهم فيها الوضع العالمي الذي كان مطبوعا بالقطبية الثنائية، عادوا اليوم ليجهروا بالحقيقة بشكل يشرف بلدانهم. لقد فهموا جميعا مع مر السنين أن (الجمهورية الصحراوية) كانت مجرد عملية نصب سياسي كبيرة، وأن قبولها داخل منظمة الوحدة الإفريقية ووريثها الاتحاد الإفريقي الحالي يعد مسخرة لا تشرف قارتنا.
لنحكم على الوضع بناء على المعطيات المتوفرة، فمن بين خمسين بلدا إفريقيا هناك سبعة عشر لم يرضخوا أبدا للخطب التي كانت تقريظية تارة وتهديدية تارة أخرى، والتي كانت تؤثث أجواء الحرب الباردة، ولم يعترفوا ب(الجمهورية الصحراوية).
وهناك خمسة عشر بلدا إفريقيا آخر قاموا منذ ذلك الوقت بتجميد أو سحب اعترافهم كليا بجمهورية الوهم.
ويبقى هذا الاتجاه مفتوحا بقوة بالنظر للقرارات ذات الصلة، التي أصدرتها الأمم المتحدة، ونظرا للمبادرة المغربية (الحكم الذاتي الموسع) المنسجمة سياسيا والواعدة اقتصاديا والشجاعة إنسانيا والملائمة اجتماعيا، وهو الأمر الذي جعلها تحظى بقبول واسع من طرف المجموعة الدولية، التي رأت فيها المصداقية والسعي الصادق للسلام، سلام الشجعان.
ولم يجعل المغرب من هذا القبول المعبر عنه بشكل واضح مغنما في المفاوضات أو مدعاة للتمترس وراء موقف متشدد عفا عنه الزمن،إنه بالعكس ينظر إليه كنداء للأخوة المغاربية وكوسيلة لإعادة النظر وبشكل إيجابي في الأرضية التي تشكل وحدة المصير بالنسبة لشعوب المنطقة، المهمتان الأساسيتان اللتان راعتهما الدبلوماسية المغربية، واللتان يأمل المغرب في منحهما في الوقت الراهن محتوى مغاربيا وتماسكا عربيا وبعدا إفريقيا ومدى دوليا.
ومن البديهي أنه لا يمكن إنجاز هاتين المهمتين عندما يفتقر الميدان السياسي للانسجام وعندما تعمى البصيرة بسبب الحسابات السياسية الضيقة التي تكتنف رهانات بهذا الحجم. وإلا فبما نفسر أن (الجمهورية الصحراوية) لا زالت تحتل مقعدا ضمن أعضاء الاتحاد الإفريقي في الوقت الذي لا يعترف فيه بها ثلثا هذه المنظمة، ولا يمكنهم نتيجة لذلك لا الاستماع لتدخلات ممثليها ولا مناقشة أفكارهم أو التصويت على مقترحاتهم.
في هذه الظروف، يبقى القول بأن الاتحاد الإفريقي يطمح لأن يكون منتدى للحوار وتطارح الأفكار، مجرد إثارة هزلية غير موفقة وملحمة من العبثية كان على الاتحاد الفتي أن يتلافاها.
وبالنسبة للمغرب، أحد مؤسسي منظمة الوحدة الإفريقية، التي انسحب منها سنة 1984 ، فإن روابطه بالبلدان الصديقة والشقيقة بإفريقيا، لم تنقطع أبدا، بل إن هذه العلاقات تقوت بعد هذه السنة وتم توجيهها نحو تعاون متنوع ومحدد بدقة ونحو تضامن واسع.
إن مكانة المغرب وسمعته بإفريقيا لا تشوبهما شائبة، وهذا أمر طبيعي بالنسبة لبلد انخرط على الدوام وبحزم، غير مبال بما يكلفه ذلك من تضحيات، من أجل تحرر إفريقيا وانعتاقها من ربقة الاستعمار، ومن أجل إنجاح معركتها ضد مختلف الكوارث التي تعيق تنميتها والدفاع عن مصالحها داخل المنتديات الدولية.
لا شئ يمكنه أن يمحو بجرة قلم هذا الرصيد من التقدير والاحترام الذي راكمه المغرب على مر السنين في كفاحه باسم إفريقيا، ودون أن يضع نفسه ضمن أولئك الذين لا يبادرون إلى العطاء إلا إذا كانوا متيقنين من أن المقابل سيفوق ما قدموه.
إفريقيا التي لا تنكر الجميل، هي التي تدعو المغرب اليوم، وبكل إلحاح لكي يستعيد مكانته ضمن الأسرة الإفريقية، وليضطلع بالدور الطبيعي الذي قام به على الدوام بفضل أفكاره وجهوده، وليكون المعبر الصادق عما تشكو منه القارة من خصاص والمدافع عن المطالب المشروعة لشعوبها لدى المجموعات الدولية.
لقد تمكن السيدان محمد بن عيسى ومحمد ياسين المنصوري، مبعوثا صاحب الجلالة الملك محمد السادس لدى مؤتمري الاتحاد الإفريقي في بإنجول وأكرا من الوقوف على قوة النداء الذي وجهته إفريقيا للمغرب، وذلك من خلال المباحثات التي أجرياها بهاتين العاصمتين، وعمق وقوة العبارات التي تفوه بها مخاطبوهما، من رؤساء الدول والوفود، مما يكشف أن أي كذبة مهما كانت قوة حبكتها لن تستطيع حجب الحقيقة.
لمحة تعريفية عن جمهورية الرأس الأخضر:
República de Cabo Verde
الرأس الأخضر
العلم
الشعار الرأس الأخضر هي دولة في أفريقيا. تتكون من أرخبيل من الجزر الواقعة غرب سواحل شمال أفريقيا. كانت في فترة من الفترات مركزا لتجارة العبيد. جزر الرأس الاخضر على بعد 500 كيلومتر من سواحل السنغال في المحيط الأطلنطي ، وتتكون الجزر من قسمين جزر جبلية وعرة وجزر سهلية منبسطة ، ومناخ الجزر معتدل طوال العام بالنسبة لموقعها البحري وأهم هذه الجزر سانتاغو ،وهي أكبر الجزر ، وبها مدينة ثرايا العاصمة ، ثم جزيرة القديسة ونسانت ، وجزيرة سانتا أنتاو ، و جزيرة فوغو ، وجزيرة نيكولو ، وجزيرة مايو ، وجزيرة سانتالوسيا ، اكتشف هذه الجزر البرتغالين سنة 1460 م ، وتشكل هذه الجزر موقعاً ممتازاً في المحيط الأطلنطي ولهذا احتلها البرتغال واستقلت سنة 1975 م .
السكان:
يقدر سكان جمهورية الرأس الأخضر في سنة (1408 هـ - 1988 م ) ، أغلبهم خليط برتغالي أفريقي ، يتحدثون لهجة (كريول ) إلى جانب اللغة البرتغالية ، وهناك جالية كبيرة من سكان الجزر تعيش في السنغال والبرازيل.
الدين:
الغالبية العظمي من السكان مسيحيون، 85 % كاثوليك، والباقي بروتستانت يتبعون كنائس مختلفة بالإضافة لوجود جاليتان صغيرتان للمسلمين والبهائيين، حيث وصل الإسلام هذه الجزر بوصول المهاجرين من غربي أفريقيا وكذلك بوصول الرقيق الأفريقي الذي جلبه البرتغاليون إلي الجزر. وهناك نسبة 1% من الملحدين.
الإقتصاد:
يشتكي اقتصاد الجزيرة من موارد طبيعيّ فقيرة بما في ذلك نقص حاد في موارد الماء المتفاقمة بواسطة درّاجات الجفاف الطويل الأمد. الاقتصاد يعتمد بشكل اساسي على الخدمات مثل التجارة، وسائل النقل، سياحة، مونة ل66% من الدخل القومي. بالرّغم تقريبا من 70% من السكّان يغيشون في الرياف، كانت حصّة الزراعة في 2004 من الدخل القومي 12% و اهم المحاصيل "قصب السكر ، والذرة ، والبن ،والموز" ، للّتي قدّر صيد السّمك 1.5%. حوالي 82% لغذاء يجب أن يستورد. إمكانيّة صيد السّمك، غالبا سرطان بحري و تونا، لم تستغل تماما. تعاني الرأس الأخضر سنويّا من العجز التجاريّ العالي، المموّل بواسطة مساعدات أجنبيّة و حوالات من مهاجرين؛ تتجه الإصلاحات الاقتصاديّة نحو تطوير القطّاع الخاص و استقطاب الاستثمارات أجنبيّة لتنوّع الاقتصاد.