المخرج للأمة الإسلامية مما تتعرض له من هجوم أعدائها

لقاء مجلة الإصلاح مع سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز

س 1 : لا شك ، يعلم سماحتكم ما تتعرض له الأمة من هجوم شرس من أعدائها في كل مكان وعلى كل صعيد . فما المخرج من ذلك أثابكم الله؟

ج 1 : بسم الله الرحمن الرحيم : الحمد لله ، وصلى الله وسلم على رسول الله ، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه . . أما بعد :
فلا ريب أن الأمة تبتلى بأعدائها ، كما قال الله عز وجل : وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ فالأمة تبتلى بأعدائها ، لكن لا بد من الصبر . ولهذا قال الله عز وجل : لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ وقال سبحانه . وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ
فالواجب على الأمة الإسلامية الصبر والاحتساب ، والاستقامة على دين الله ، وأن لا تلتفت إلى ما يقوله أعداؤها ، وعليها أن تلتزم بكتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام ، وأن تستقيم على ذلك قولا وعملا وعقيدة ، وأن تحكم شرع الله في عباد الله ، هذا هو الواجب على جميع البلدان الإسلامية حكومات وشعوبا ، ومتى استقامت على دين الله صدقا في القول والعمل والعقيدة فإنه لا يضرها نباح أعدائها ولا كيدهم ، كما سبق في قوله تعالى : وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ ويقول سبحانه وتعالى في كتابه العظيم : وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ وقول جل وعلا : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ وقول سبحانه وتعالى : وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ويقول سبحانه : وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ
فالمؤمنون : هم المستقيمون على أمر الله ، التاركون لمحارم الله ، الواقفون عند حدود الله ، المحكمون لشرع الله ، هؤلاء المسلمون ، وهم أولياء الله ، كما قال عز وجل : وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا فمتى تمسك المسلمون بدين الله ، والتزموا بما أوجب الله عليهم ، وابتعدوا عما حرم عليهم ، وحكموا شريعته فإن الله سبحانه ينصرهم ، ويؤيدهم على أعدائهم ، ويكتب لهم النجاح والسعادة في الدنيا والآخرة ، ويمنحهم الأمن في الدنيا وفي الآخرة ، كما قال عز وجل : الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ
والإيمان إذا أطلق دخل فيه كل ما أمر به الله ورسوله وترك ما نهى الله عنه ورسوله ، فالمعنى : أنهم استقاموا على توحيد الله ، وأدوا حق الله ، وابتعدوا عن محارم الله فلهم الأمن ولهم الهداية في الدنيا والآخرة ، ولا يضرهم أعداؤهم إذا التزموا بالحق ، أما إذا فعلوا بعض ما حرم الله ، أو تساهلوا ببعض ما أوجب الله فقد يبتلون ويصابون بما يكرهون ، فأفضل الخلق محمد صلى الله عليه وسلم لما أخل الرماة يوم أحد بما يجب عليهم من الموقف الذي أمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بلزومه لما أخلوا به دخل عليهم الأعداء من ذلك الموقف وحصلت الهزيمة على المسلمين والقتل والجرح بأسباب المعصية التي ذكرها الله في قوله جل وعلا : وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ والمعنى : سلطوا عليكم ، وقال تعالى : أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ
والمقصود : أن الواجب على المؤمنين - حكومات وشعبا - الاستقامة على دين الله ، والتمسك بشرع الله ، والوقوف عند حدوده قولا وعملا وعقيدة ، والولاء والبراء في ذلك ، والمحبة والبغض في ذلك هذا هو الطريق للنصر والسعادة ، فإذا استقاموا على ذلك فإنه لا يضرهم أعداؤهم ، كما قال سبحانه في الآيات السابقة : وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ وإنما يؤتى المسلمون من جهة تقصيرهم وتفريطهم ، فإذا قصروا في أمر الله أو فرطوا فيه ، أو تركوا ما يجب عليهم من الإعداد الواجب الذي أمر الله به في قوله تعالى : وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ أو تركوا الحذر الذي أمرهم الله بأخذه في قوله : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ متى فرط المسلمون في شيء مما أوجبه الله عليهم ، أو فرطوا باكتساب ما حرم الله عليهم فإنهم قد يصابون بسبب ذلك ، أو يسلط عليهم العدو بسبب ذلك .
نسأل الله أن يوفق المسلمين - حكومات وشعوبا - لما يرضيه ، وأن يصلح قلوبهم وأعمالهم ، وأن يوفقهم لتحكيم شرع الله والاستقامة عليه .

نص اللقاء الذي نشر في مجلة الإصلاح في العدد ( 241 ) ليوم الخميس الموافق
27 / 12 / 1413 هـ .

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الهدى.اما بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فان اهم مايخرج الامة الاسلامية من مايحكيه لها اعدائها ان تتمسك بما جاء بكتاب الله عزوجل وما جاء بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم وان تترك ما دونه وهذا لايعني ان لا ناخذ ماهو حسن ومفيد من غيرنا من الامم ولكن شرط ان لايخالف الكتاب والسنة المطهرة.وان نعود لايام العزة والرفعة بتطبيق كل امر من الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وان نحكم كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم في كل امور حياتنا الدنيويه وان نتجاهل كل قوانين التغريب وما يبعدنا عن ديننا الحنيف الذي هو اكمل الاديان والذي ارتضاه الباري عز في علاه . ان ما افسد حياة المسلمين اليوم انهم لجئوا الى ما يريده اعداء هذه الامة من هوان وتدمير لها حسب تخطيطهم اللعين هذا والله اسال ان يرد الامة ردا جميلا الى مافيه صلاحهم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يسلمووووووووووووو

على الرد

نسأل الله أن يوفق المسلمين - حكومات وشعوبا - لما يرضيه ، وأن يصلح قلوبهم وأعمالهم ، وأن يوفقهم لتحكيم شرع الله والاستقامة عليه .

الرباط في : 01-05-2008

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

ـــــــــــــــــــــــــــــ باسمالله الرحمان الرحيم ــــــــــــــــــــــــــــــــ
"إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون58". س. البقرة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ صدق الله العظيم ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

صحيح الحقيقة بشأن الموضوع المفتوح تقول يا أهل القرآن أننا معنيون بهذا القول الكريم بالتمام والكمال . تقول أننا كتمنا بغرابة عن جهل كثير غير معذورين فيه بالقطع وعن غير جهل كذلك الكثير مما بينه سبحانه في قرآنه المجيد ؛ بل كتمنا جوهر ما بينه سبحانه في الكتاب . تقول أننا كفرنا بكمال الله في صنع قرآنه الذي قال عنه سبحانه بأنه بين وفصل فيه تبيان كل شيء وضمنه من كل شيء مثلا تبصرة وهدى ورحمة للعباد الثقلين أجمعين لمن أراد منهم أن يستقيم . قد إعتقدنا وآمنا في مقابل قوله سبحانه هذا البين المبين أن القرآن عسير في التلقي والفهم ، وأن تأويله التام اليقين يعلمه الله وحده ، وأن "الحديث" يشرحه ونسبيا إذا باعتبار هذا الإعتقاد الباطل ، وأن وساطته ضروريته لفهمه ، وأن الفقهاء والعلماء يعلمون تأويله ونسبيا كذلك باعتبار هذا الإعتقاد ، وأن وساطتهم ضرورة لفهمه ، وأن هذه الوساطة ثنائية منها وساطة السابقين ووساطة المعاصرين ؛ وأن الإختلاف بينهم في فهمه رحمة ، وأن الله قضى بعد كل مائة عام بالظهور من بين الناس من يجدد لهم دينهم . وإن الهداية التي لها هذه المواصفات لهي "هداية" تضليلية لم تشهد لها الأرض من قبل قط نظير من حيث جودة تضليلها .

قد آمنا إذا بأن هداية ذي الكمال سبحانه هي بهذه المواصفات !!!!!

وكل ذي عقل سليم يمكنه تصور تبعات هذه الإعتقادات الباطلة كلها وتبعات هذا الكفر المبين . وإن من تبعاتهما ما نشكو منه ونتذمر سواء على الصعيد المحلي أو على الصعيد العالمي . وإن كل المكتسب لهو مكتسب بأيدينا وهو بذلك ليس إلا عقابا ذاتيا . والله سبحانه علام الغيوب قد نبأ بهذا الحال في الآية رقم40 من سورة الروم حيث يقول عز وجل جلاله :

ـــــــــــــــــــــــــــ باسم الله الرحمان الرحيم ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
"ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ صدق الله العظيم ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

إقرأوا من فضلكم مقالاتي كلها لتعلموا أصل الحقيقة . والمقال التالي رقم14 سأفصل فيه موضوع هذا الرد الحق في حدود حجم المقال لأن التفاصيل والحجج بشأنها هي جد كثيرة .

والسلام عليكم ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم المرسلين المخلصين الكرام البررة .

جمال اضريف ، بلقب "أبوخالد سليمان".
الرباط في : 01-05-2008

شكرا على مرورك

» ولم الدراما الإسلامية أصلا ؟؟
» لماذا لا تتعرض الحيوانات للأزمات القلبية ؟
» /10/: عن صحيح المعرفة بشأن الخلافة الإسلامية العظمى الموعودة
» هجوم مدقق على اراضي الجموع بجماعة افريطسة بولمان !!!!!!!!
» حكم الأناشيد الإسلامية