لأول مرة في مجلة عربية الأميرة للاحسناء

أحب أن أشارك بإعادة عرض هذا الحوار الذي أثر في لأن في مضمونه أنبل المعاني الأصيلة لأميرتنا الجليلة الإبنة والأخت والأم.

لأول مرة في مجلة عربية الأميرة للا حسناء

لأول مرة في مجلة عربية الأميرة للا حسناء لـ «سيدتي»: معجبة بشقيقي محمد السادس.. الملك أولاً وعلاقتي بوالدي مازالت تجري في عروقي

كانت مناسبة جميلة ان تستقبلنا الأميرة للا حسناء لمحاورتها لأول مرة في مجلة عربية فهذه اول مرة نتعرف فيها عن قرب على أميرة? البيئة المغربية، التي شعرنا بتواضعها وابتسامتها المشرقة وترحابها الذي اضفى ألفة خاصة منذ اللحظة الأولى وقد كان الجلوس والاستماع اليها رحلة اكتشاف ممتعة فهي شديدة التلقائية لاتستثني نفسها بأدبها العالي من زمرة النساء العاديات، رغم موقعها في العائلة الملكية.
استقبلتنا الأميرة في مكتبها بمقر مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة التي ترأسها في الرباط

ما هوماسراهتمام وشغف الاميرة للا حسناء بكل ما يتعلق بالبيئة ؟

ابتسمت مجيبة بتلقائية شديدة: سأقول لك بصراحة ،لم يكن لدي من قبل شغف بهذا المجال بل كان مجرد اهتمام تلقائي مثل اي مواطنة تنتمي إلى العالم وبصفة خاصة إلى المغرب ، إلى ان كلفني والدي الملك - رحمه الله - بهذا الملف وان كنت استغربت في البداية كيف اختارني لهذه المهمة ، اذ لم تكن لدي دراية عميقة بمجال البيئة، بدأت الاشتغال في الموضوع وعرفت كم هو مجال واسع وصعب،تتخلله عراقيل ومشاكل لا تحصى، كان علي ان اعيد عمل كل شيء ، لهذا اقول إن اهتمامي كان هواية وكنت اتساءل عن مصير بيئتنا فمثلا ايام طفولتي كانت ثمة نباتات وحشرات في فصل الربيع لم نعد نراها الآن، كانت الطبيعة اغنى وحتى تغريد الطيور الذي كنا نستيقظ عليه نكاد لا نسمعه اليوم، حاليا أصبحت البيئة تحديا شخصيا من اجل مستقبل افضل لبلادنا وللأجيال القادمة، أود هنا أن أعترف أن عملي في هذا المجال يعطيني اكثر مما اعطيه، حيث اصبحت البيئة شغفا وهاجسا ايضا لان مشاكلنا كثيرة في هذا المجال.

كيف تختزلين هذه المشاكل؟

هي كثيرة اولها مشكلة الماء والفضاءات الخضراء والتصحر ومشاكل الحروب التي تهدد الأرض بيئيا ، وقد نتساءل عن سبب حدوث تسونامي والفيضانات والإعصارات؟ هذا في نظري ليس سوى رد فعل انتقامي من كوكب الأرض الذي نحيا فيه بسبب الطريقة التي تصرفنا بها معه نحن البشر فالإنسان هو المسؤول الأول عما يحصل من كوارث بيئية

هل هنا يدخل دور مؤسستكم في التوعية؟

اجل فنحن الآن نعد برامج مع المدارس الابتدائية ونعمل بشكل مكثف مع وزارة التربية والتعليم وسندخل في برامج مع المدارس الثانوية وسنعمل على تكوين ورش للبيئة في المدارس والإعداديات في جميع مناطق المغرب، كما انضممنا مؤخرا لمؤسسة التربية الأوروبية،ونحن البلد المسلم العربي الوحيد والأول الذي انضم لهذه المؤسسة التي لها برامج متعددة وقد حصلنا بعد هذا الانضمام على اللواء الأزرق، الذي سيمكننا من الرقي على المستوى الدولي سياحيا، ثم تأتي مشكلة الفضاءات الكبرى، فللأسف بالرغم من ان المغاربة يعشقون التنزه، لكننا لم نعد نمنحهم فرصة القيام بنزهة نظيفة وصحية في فضاء اخضر لكي نضمنه لاولادنا مستقبلا، لذلك نعمل على اصلاح ما هو موجود، ونخلق فضاءات جديدة ،هناك ايضا مشكلة الغابات واهم مايزعجني شخصيا هو التلوث، بدأنا ببرنامج على الصعيد الوطني وكان تحديا كبيرا في البداية وكنت متخوفة الى حد ما؛ لكن الحمد لله بدأنا العمل بجدية بتكثيف الجهود مع قطاعات متعددة، الحكومة والجمارك ومصالح الامن لتحسيس الناس بأهمية البيئة وحثهم على اختيار جودة البنزين في استعمال السيارة ومازال هناك مشاريع اخرى لا أريد ان احكي عنها قبل ان ابرهن بأنني والفريق الذي يعمل معي انجزنا اشياء كثيرة ومثمرة

حديثك عن المشاريع والطموحات يدفعني لأسألك: هل العمل اليوم جزء مهم في حياتك رغم انك اميرة مكانها القصر والحياة الرغيدة ؟

هذه المؤسسة اليوم تمنحني اكثر مما امنحها إذ تربطني علاقة عشق بها ولاأعتقد ابدا ان دور اميرة هو ان تكون مرتاحة ، فراحتها تكمن في أداء واجبها ازاء بلدها، المغرب منحنا كل شيء وان امكنني المساهمة في اعطاء الشيء القليل فتلك بدون شك هي راحتي الحقيقية

وماذا عن برنامجك اليومي؟

أحضر وأتواجد بمكتبي باستمرار حسب احتياجات الشغل ، لدي التزامات اخرى اجتماعية ورسمية اقوم بها ، يمكن ان احضر للمؤسسة بشكل يومي لمدة اربعة ايام متتالية، ويمكن ان اغيب يومين بسبب انشغالاتي الأخرى أو لظرف صحي أوعائلي فأنا غالبا ما اتناول غدائي في المؤسسة، فنحن لدينا دوام واحد منذ عامين، وبعد الغداء ازاول مهامي واذهب لبيتي لأتفرغ لابنتيّ

واجبنا نحو الأطفال

ما الذي يجذبك اكثر في العمل الاجتماعي؟

أفضل ان احكي عما يؤلمني ويحزنني في هذا العمل ،انهم الأطفال فهم ابرياء جدا ولم يطلبوا منا أن نأتي بهم الى العالم ، هم ملائكة الأرض بالنسبة لي ومن واجبنا كنساء وامهات ورجال واباء أن نساعدهم وان يساهم كل حسب امكاناته في اسعادهم

لديك تدخل مباشر وغير مباشر على مانعرف في هذا المجال؟

أرعى ميتما للأطفال في الدارالبيضاء التابع لجمعية الإحسان ولها عمل ممتاز ومجهودها كبير وظاهر ومع ذلك مازال مطلوبا منا جهدا اكبر ، اسهر ايضا على رعاية قرية النجدة للأطفال المعوزين حيث بدأت العمل معها وانا في سن الرابعة عشرة حينما كلفني والدي الملك الحسن الثاني رحمه الله بها، وكان قد اسسها احد النمساويين وهي منظمة رائعة ولحد الآن انا رهن اشارتهم في كل وقت.

هذا الاحساس المرهف بالطفولة هل تغذى اكثر حين اصبحت أما؟

طبعا، الأمومة بالنسبة لي شخصيا منحتني احساس أن تعطي دون ان تنتظر اي شيء ، وحينما رزقت بابنتيّ حاولت ان اعطيهما كل شيء من وقتي وروحي دون ان اخذ، وهذا ما أحاول تطبيقه حتى مع الآخرين

هذا هو أبي الملك...

تتمة الموضوع بموقع المغرب الملكي