الزيارة الملكية السامية لمدينة آسفي

أدى أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أمس، صلاة الجمعة بمسجد الشيخ أبي محمد صالح بمدينة آسفي.

وأوضح الخطيب في مستهل خطبة الجمعة، منهج الإسلام في كيفية توجيه الفرد للمساهمة في تنمية مجتمعه من خلال المساهمة في توفير الظروف المساعدة لتحسين ظروف الآخرين، سواء كان ذلك بالفعل المادي أو بالقول، مستشهدا بالأحاديث النبوية التي تجعل أسس مقومات التنمية البشرية في إيجاد الأفراد المدركين لدورهم في المجتمع، كل فرد منه يتحمل المسؤولية تجاه استقرار ونماء مجتمعه، بحيث يكون له عمل فعال ومؤثر مهما كان مركزه في هذا المجتمع .

وأضاف أن من مرتكزات التنمية، تنمية الوعي المتمثل في أمرين، أولهما إيجاد الإحساس لدى كل فرد من أفراد المجتمع بأهميته في الواقع الاجتماعي وغرسه فيه منذ نعومة أظافره "ألا كلكم راع ومسؤول عن رعيته".

أما الأمر الثاني، يضيف الخطيب، فيكمن في المساهمة الفعلية في تنمية قدرات الآخرين ومساعدتهم ليكونوا فاعلين ومنتجين، مستشهدا في هذا الصدد بالحديث النبوي الشريف الذي يتضمن أمور الواجبات الاجتماعية وفي مقدمتها العدل والتضامن.

وأشار الخطيب إلى أن الإسلام يعتبر الفرد عنصرا مهما من عناصر التنمية، وبالتالي فإن العناية به أمر مهم لمسار التنمية الاقتصادية والاجتماعية، لأن من الأفراد من يمتلك القدرات الحسية والبدنية، ومنهم من لا يمتلك ذلك، وأنه لأجل هذا، وضع الشارع الحكيم قواعد لمعالجة هذه الاختلالات خاصة ما يتعلق بتنمية قدرات الأفراد القادرين على مساعدة غير القادرين، من خلال التشريعات المالية، كالزكاة والتبرعات والصدقات وغيرها، مما يدعم أساليب التكافل الاجتماعي ويعضضه.

وقال"ها أنتم يا مولاي، منذ أطلقتم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وضعتم عرشكم على متن عربتكم تصلون شمال المملكة بجنوبها وشرقها بغربها، لا يهدأ لكم بال ولا يغمض لكم جفن فتضعون الحجر الأساس للمشاريع هنا وهناك، وتدشنون المنجزات وتسعفون الفقير وتواسون المريض فجمعتم المحاسن من أطرافها".

ومن جهة ثانية، قال الخطيب إن المغرب يعيش هذه الأيام فرحة عيدين : عيد الاستقلال المجيد الذي خاض من أجله جلالة المغفور له محمد الخامس كفاحا مريرا، وعيد المسيرة الخضراء التي تفتقت عنها عبقرية جلالة المغفور الحسن الثاني.

وأضاف أن التاريخ سجل أروع صور التضحية التي قدمها جلالة المغفور له محمد الخامس وأسرته الشريفة، "عندما خاض معركة الانعتاق من ربقة الاستعمار، أعزل لا جيش له ولا عتاد، مقدما نفسه وأسرته فداء للوطن، زاده في ذلك إيمانه القوي بعدالة قضية شعبه«، مؤكدا أن الاستعمار ما كان، من خلال هذا التصرف، بمقدوره أن ينال من رباط البيعة بما هي رباط روحي يشد الأمة المغربية ويربطها بعاهلها، لا سيما وأن البيعة »تستمد قوتها ومرجعيتها من بيعة الرضوان".

وأبرز الخطيب، أن جلالة المغفور له محمد الخامس لما عاد لشعبه ببشرى الاستقلال أعلن عن استراتيجية متكاملة تقوم على استقلال البلاد ومحاربة الفقر والجهل وتحقيق تنمية شاملة للوطن، لخصتها قولته الشهير "لقد خرجنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر".

وفي الختام ابتهل الخطيب إلى الله عز وجل بأن يجعل القرآن الكريم ربيع قلب أمير المومنين، وبأن يحفظ جلالته ويقر عينه بولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، ويشد أزره بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، وأن يرزقه العز والنصر والتمكين.

كما تضرع إلى الله تعالى بأن يغدق شآبيب الرحمة والرضوان على الملكين المجاهدين محمد الخامس والحسن الثاني قدس الله روحيهما، وأكرم مثواهما وجعلهما في مقعد صدق مع النبيئين والشهداء والصالحين.

وكان جلالة الملك استعرض لدى وصوله تشكيلة من الحرس الملكي أدت التحية، قبل أن يتقدم للسلام على جلالته، أحمد التوفيق وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، والصباري الحسني العربي والي جهة عبد دكالة، ورئيس مجلس الجهة، وقائد الموقع العسكري، ورئيس الحضرية، ورئيسا المجلسين الإقليمي والمحلي العلمي، والهيئة القضائية، والمنتخبون ومممثلو السلطات المحلية.

ومن جهة أخرى,أعطى صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نفس اليوم بمدينة آسفي، انطلاقة أشغال إنجاز منطقة جديدة للتعمير بمدينة آسفي، في إطار التأهيل السكني للمدينة، واطلع جلالته على مشاريع تهم التهيئة المندمجة والتأهيل الحضري للمدينة بكلفة إجمالية تناهز أربعة ملايير و800 مليون درهم.

بالمناسبة نفسها، سلم جلالة الملك المفاتيح للمستفيدين من برنامج إعادة إسكان قاطني الدور المهددة بالانهيار بحي أموني، الذي ستستفيد منه 2000 نسمة
وجرى في إطار هذا البرنامج إعادة إيواء 339 أسرة، ويجري حاليا إعادة إسكان الأسر المتبقية (61 أسرة)، وهو ما سيمكن من حل إشكالية الدور المهددة بالانهيار بهذا الحي.

وهكذا، وفي إطار التأهيل السكني لآسفي، أعطى جلالة الملك انطلاقة أشغال إنجاز منطقة جديدة للتعمير »سيدي بوزيد« التي ستنجز على مساحة 70 هكتارا، بكلفة مليار و467 مليون درهم، منها 267 مليون درهم للتجهيز، ومليار و200 مليون درهم للبناء.

ويستهدف هذا المشروع، الذي سينجز على مدى 36 شهرا، سكان يقدرون بـ 20 ألف نسمة، ويتضمن بناء 4000 مسكن، موزعة ما بين مساكن وفيلات اقتصادية وعمارات.

ويروم هذا المشروع تكثيف العرض السكني لامتصاص العجز الحالي، وتنويع المنتوج، وتوجيه التوسع العمراني لشمال المدينة، لمحاربة تنامي السكن غير اللائق بالضواحي، وسد العجز الحاصل في المرافق الإدارية والتربوية والثقافية، والبنيات التحتية بالمنطقة، والتحكم في الهندسة المعمارية، وآجال التنفيذ، وتوفير المرافق العمومية الأساسية، والمناطق الخضراء وإنعاش الشراكة مع القطاع الخاص.

بالمناسبة نفسها، قدمت لجلالة الملك شروحات حول برنامج »مدن بدون صفيح« الخاص بمدينة آسفي، والذي يهدف إلى إعلان آسفي مدينة خالية من دور الصفيح خلال السنة الجارية.

ويهم هذا البرنامج 500 أسرة، وبلغت نسبة تقدم الأشغال به 70 في المائة.

وسيستفيد من هذا البرنامج سكان يقدرون بـ 2500 نسمة، وبلغت تكلفة إنجازه 50 مليون درهم.

وفي إطار الجهود الرامية إلى تكثيف العرض السكني لسد الحاجيات المتزايدة، ستجري تهيئة منطقة جديدة للتعمير »الحي المحمدي«، بكلفة مليارين و170 مليون درهم، وستمتد على مساحة 112 هكتارا، مخصصة لإنجاز 6500 وحدة سكنية متنوعة.

ولتوفير السكن للفئات المتوسطة، وإنجاز عملية مندمجة تتوفر على كل التجهيزات الضرورية، سيجري تنفيذ عملية للفيلات الاقتصادية »ابن رشد« على مساحة 7 هكتارات، باستثمارات تصل إلى 124 مليون درهم.

وسيستفيد من المشروع الذي يتضمن بناء 202 فيلات، نحو 1000 نسمة، وسيمكن من إنعاش منتوج جديد موجه للطبقة الوسطى، وإنجاز عملية متناسقة ومندمجة بمنطقة التعمير الجديدة لسيدي بوزيد، في إطار التوجه الجديد لفتح شمال المدينة للتعمير والتحكم في الهندسة المعمارية، وتوفير سكن يتلاءم مع نمط الأسر المستهدفة، والرفع من مستوى المجال الحضري للمدينة.

كما قدمت لجلالة الملك شروحات حول تهيئة مركز الاصطياف الصويرية القديمة، التي تدخل في إطار الجهود المبذولة لتنمية المراكز القروية الصاعدة.

ويهدف هذا المشروع إلى تحقيق تهيئة محكمة ومتدرجة، وتوفير البنيات التحتية والمرافق العمومية والاقتصادية والترفيهية لإنعاش السياحة بالمركز، وجلب مستثمرين، مع مراعاة كل ضوابط البناء السليم والسكن اللائق والمحافظة على البيئة، بغلاف مالي يقدر بـ 899 مليون درهم.

وتبلغ مساحة المركز 88 هكتارا، ويقدر السكان بـ 12 ألف نسمة، وسيشهد بناء فيلات اقتصادية وعمارات سكنية لايواء سكان الدور المهددة بالانهيار، وبناء رواق للمنتوجات التقليدية ومسابح ومرافق أخرى.

وبالموازاة مع هذه المشاريع يجري تنفيذ برنامج للتأهيل الحضري لمدينة آسفي يتضمن أساسا فتح مناطق جديدة للتعمير، وإعادة تهيئة المحاور الرئيسية للمدينة، وتأهيل واجهتها البحرية ورد الاعتبار للمدينة القديمة وتأهيل شارع الحسن الثاني.

وكان جلالة الملك استعرض لدى وصوله تشكيلة من الحرس الملكي أدت التحية قبل أن يتقدم للسلام على جلالته توفيق احجيرة وزير الإسكان والتعمير والتنمية المجالية والصباري الحسني العربي والي جهة عبدة دكالة والمدير الجهوي للإسكان والمنتخبون وممثلو السلطات المحلية.

مشكوووووووووووووووور

thank you

الف شكر للجميع..........

مع كامل احتراماتي................

» برنامج التأهيل الحضري المندمج لمدينة سلا استحضار للتوجيهات الملكية السامية الهاد
» ارتياح كبير لنجاح الزيارة الملكية للولايات المتحدة الأمريكية
» الزيارة الملكية لمالي أعطت دينامية جديدة للعلاقات بين البلدين
» نص الرسالة الملكية السامية إلى الحجاج المغاربة
» الزيارة الملكية محور اهتمامات الصحافة الإيفوارية