قبل الإنتحار رسالة من جندي مغربي إلى وزير المالية

باسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله تعالى

رسالتي هاته موجهة للحكومة المغربية و بالأخص وزير المالية مع كل احتراماتي

شاركت سابقا في المسيرة الخضراء و بعد تحرير الصحراء من يد الإسبان ارتديت الزي العسكري في العهد السابق عهد المرحوم الحسن الثاني و قبل أن أحال على التقاعد المرير كنت أعيش حياة شبه طبيعية رغم ابتعادي عن أبنائي الخمسة و عن زوجتي و أبي و أمي الذين كنت أزورهم إلا قليلا لعدم استفادتي بتصريح الإجازة كباقي زملائي و ذنبي الوحيد هو أنني كنت أتقن الرمي بالأسلحة الثقيلة الثابتة و المتنقلة على ظهر سيارة الجيب عند بداية الحرب بيننا و بين الأعداء البوليزاريو و جيش الجزائراللذين ذاقوا مني ما ذاقوه وقد كنت من الجنود الشجعان الذين يضرب بهم المثل و الذين يفتخرون بهم الظباط و منهم المرحوم أسد الصحراء الكولونيل محمد الغجدامي

على كل حال فأنا لا أمُن على أحد لأن هذا كان واجبي الذي قمت به بكل إخلاص إتجاه وطني المحبوب

و ما أطالب به اليوم هو أن يقوم وطني بواجبه نحوي وأن يزيد من معنوياتي و لو قليلا أمام أبنائي الذين يذوقون معي سوء المعيشة و سوء المبيت و اليد القصيرة فوالله العظيم أصبحنا نعيش عيشة الذبانة في البطانة منذ أن أحلت على التقاعد برتبة عريف أول

إبني الكبير حصل على الباكالوريا بامتياز و حصل من بعدها على دبلوم تقني و الآن هو عاطل عن العمل و إبنتي طلقها زوجها و السبب إكتشف أنها تحمل تحت جلبابها خبزة تريد أن تحملها إلى بيت أبيها الجندي الباسل كما ينعتني صهري باستهزاء و الذي يفسر لي كلمة متقاعد ب مت قاعد يعني مت و أنت جالس و دون التحدث عن باقي أبنائي الذين يريدون مساعدتي بكل الطرق رغم المضايقات التي يتعرضون لها من طرف الشارع والتي تؤدي بهم إلى السجن في بعض الأحيان

أرجوكم و بالله عليكم أن تنظروا إلى حالي و حال أبنائي فأنا أعيش براتب لا يتعدى 800 درهم في الشهر زائد 600 درهم مقابل الحراسة على أحد الدكاكين رغم أنني هرمت

و أرجوكم أن تنظروا إلى الملف الذي يهم تعويضات المنطقة الجنوبية للجنود المرابطين في الصحراء و الذي حرم منه جميع الجنود منذ التسعينيات و لا يتكلم عنه أحد لا أدري لماذا و على الأقل يجب أن يستفيد منه أولا المتقاعدين لأن منهم من فارق الحياة و أعرف الكثير منهم و من بينهم من هو حي ميت مثلي و ينتظرها بفارغ الصبر و يتابع جميع الخطابات الملكية في الأعياد الوطنية لعل و عسى

أتمنى أن لا تردونني خائبا فأقسم بالله العظيم أنني أصبحت أفكر بالإنتحار لأنه سيكون أرحم من هذا الموت البطيء فأنا أطالب فقط بحقي و بالعيش الكريم لأبنائي يعني الخبز لا أريد سلطة و لا سيارة ولا هم يحزنون و بيني و بينكم أنا مليت من الفقر و الحاجة و الخزي الذي ينتابني عندما جيراني يشترون كبش العيد و أنا أنتظر من يعطف علي بصدقة منه و حسبي الله و نعم الوكيل

و أشكر القائمين على هذا المنتدى و أطلب منهم عدم إزالة موضوعي فأنا فضلت اللجوء إليه بدلا من الفايسبوك أو غيره فأنا أحب ملكي و وطني و أبنائي و أغير عليهم و مع أنني في 57 من عمري فما زلت متحمس و يمكنني أن أحمل السلاح ضد العدوان الغاشم و دائما شعاري الله الوطن الملك

أتمنى أن يستجيبوا لمطالبك المشروعة أنتم من رفعتم رؤسنا يجب تكريم كل الجنود المتقاعدين لأنهم يستحقون كل الخير الإنتحار ليس هو الحل أنا خدام ب 2000 ده أو كنخدم ليل أو نهار واش حتى أنا نمشي نتاحر

قلوبنا معك