جزء 5 المجاهد الأكبر
رغم النداءات المتكررة لمحمد الخامس من اجل تصفية الاستعمار من أراضي المغرب المغتصبة بالطرق السلمية فان تجاهل السلطات الاستعمارية في استكمال وحدته الترابية جعل جلالته يشجع الكفاح المسلح لحقوق المغرب المشروعة في استكمال وحدته الترابية جعل جلالته يشجع الكفاح المسلح إلى جانب العمل الدبلوماسي بهدف حمل السلطات الاستعمارية على الاعتراف باستقلال الأقاليم الصحراوية وفي هذا الإطار برز دور جيش التحرير الذي بدأت طلائعه تشن هجماتها المسلحة ضد قوات الاحتلال في ربوع الصحراء وقد كانت وحدات هذا الجيش تابعة للقيادة العليا التي كان يرأسها الملك محمد الخامس
شخصيا ويمدها بالعدة والعتاد وينير طريقها في الكفاح .وقد بدا هذا الجيش في إحراز انتصارات كبرى ضد قوات الاحتلال منذ مطلع سنة 1957 في معارك ضارية أشهرها أشهرها معركة الدشيرة الخالدة ومعركة المسيد والشاطئ .لقد كانت معركة فاجأت العدو الاسباني الذي خرجت قواته معززة بالسيارات المصفحة والدبابات والطائرات ومدافع الهاون وكانت خطتها تدمير مركز من المراكز الهامة لجيش التحرير لتافودارت فبعد أن غادر الأسبان العيون بحوالي 20 كلم وعند الموقع المسمى الدشيرة البعيد عن تافودارت بحوالي 40 كلم كان الجيش الاسباني وجها لوجه أمام أبطال جيش التحرير الذين خاضوا معركة باهرة أسفرت عن نتائج هامة حيث قتل في صفوف العدو ما يناهز ألف قتيل وجرح أزيد من 300 كما غنم مجاهدو جيش التحرير 18 بندقية و6 مسدسات و جهاز إرسال واحرقوا 13 سيارة مشحونة بالذخائر والمواد الغذائية ( مقتطف من كفاح جيش التحرير المقاطعة التاسعة بالصحراء المغربية .)
ساهمت جهود الملك محمد الخامس الدبلوماسية وكفاح جيش التحرير في الدفع باسبانيا إلى إبداء استعدادات للتفاوض مع المغرب حول مسالة تصفية الاستعمار بإقليم طرفاية ولهذه الغاية أوفدت الحكومة المغربية وزير خارجيتها على رأس بعثة دبلوماسية إلى مدينة " سينترا "البرتغالية للتفاوض مع نضيره الاسباني وتنفيذا للتوجهات الملكية أبدت البعثة المغربية كامل تحفظاتها إزاء مسالة الحدود كما أكدت على احترام حقوق المغرب المشروعة في المطالبة باسترجاع كل أراضيه المغتصبة وبعد محادثات شاقة اعترفت اسبانيا باستقلال إقليم طرفاية وقد وجه الملك محمد الخامس بهذه المناسبة خطابا الى الشعب في ابريل سنة 1958 أكد فيه أن تحرير هذا الإقليم يعتبر انطلاقة لاستكمال الوحدة الترابية.
لقد انعم الله علينا بنعمة جديدة ووفقنا لقطع شوط آخر في سبيل استكمال وحدتنا الترابية إذ في نهار الغد سيقصد ولي عهدنا البار الأمير الحسن طرفاية ليتسلم بالنيابة عنا مقاليد سلطة الإقليم الذي لن يرفرف على ربوعه بعد اليوم إلا العلم الوطني.وصلنا الى هذه النتيجة بعد محادثات طويلة خاضتها وزارة خارجيتنا مزودة بتعاليمنا حتى اعترفت الدولة الاسبانية بثبوت حقنا فأمكن ضم تلك الجهة الشاسعة إلى حضيرة الوطن إن تسليم مقاليد الأمور بطرفاية إلى السلطة الشرعية نأمل أن يكون سابقة حسنة لفصل ما بقي من مشاكل بيننا وبين اسبانيا." خطاب الملك محمد الخامس بمناسبة استرجاع إقليم طرفاية" يتبع جزء 6 المجاهد الاكبر بقلم : محارب قديم أحمد بوتزاط
موضوع: جزء 5 المجاهد الأكبر 
الجمعة 05 يونيو 2009, 14:48
