لماذا نحتفل بميلاد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
لأن الله أمرنا فى قرآنه أن نتذكر هذا النبى صلى الله عليه وسلم ونتذكر الفضل الذى ساقه الله إلينا على يد هذا النبى صلى الله عليه وسلم، وقال الله لنا فى محكم الآيات القرآنية: {وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ}، أى نعمة يارب؟ هل هى نعمة الصحة أم نعمة الطعام أم نعمة الهواء أم نعمة الضياء أم نعمة الماء؟ بيَّن الله ووضح، ما هذه النعمة التى نتذكرها يارب {وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً}، النعمة التى ألفت بين القلوب، والتى أذهبت الضغائن والأحقاد من النفوس، والتى جعلت الإيمان يشرح الصدور ويملأ القلوب بالنور والتى، أذهبت الجفاء فى العلاقات، والنعمة التى وطدت العلاقات فى جميع الجهات بين المؤمنين والمؤمنات حتى صار الأخ المؤمن الذى ليس قريب ولا نسيب ولا حسيب له فى القلب أكبر نصيب، أخوه المؤمن يفديه بنفسه ويرتضى أن يعطيه نصف ماله ونصف بيته ونصف كل خير أعطاه له ربه عن طيب نفس، ما النعمة التى فعلت كل ذلك؟ هى نعمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودعانا الله لتَذَّكر هذه النعمة دوماً لأن مشاكلنا فى كل شئوننا شرقاً وغرباً فى مجتمعاتنا وفى بيوتنا وفى عائلاتنا وفى أسواقنا وفى تعاملاتنا لن تُحل إلا إذا تذكرنا هَدى نبينا الذى جاء به إلينا من ربنا لنسير على ضوئه فى حياتنا فتنتهى كل المشاكل من بيننا، ولذلك يقول الله لنا: {وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا}، إذا أطعناه صلى الله عليه وسلم اهتدينا إلى المنهج القويم والصراط المستقيم فى كل أمر من أمور حياتنا، وإذا خالفناه يقول ربنا: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}، إذاً عندما نتذكر رسول الله يوم ميلاده الشريف نتذكر القيم القرآنية التى جاء بها من عند الله، ونتذكر الأخلاق القويمة التى كان عليها لنهتدى بها فى حياتنا، ونتذكر الشرع الشريف الذى جاء به من عند ربنا ليُصلح الله به كل شئوننا، ونتذكر التعاليم الإلهية والعلوم الربانية والأسرار القرآنية التى جاء بها لنا من عند الله، ونبينا صلى الله عليه وسلم كان يحتفل بميلاده بنفسه، ولكنه كان يحتفل بميلاده الإحتفال المناسب لذاته، فكان صلى الله عليه وسلم يصوم يوم الإثنين دائماً: {وَسُئِلَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ الإِثْنَيْنِ؟ فقال صلى الله عليه وسلم: ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ. وَيَوْمٌ بُعِثْتُ أَوْ أُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ}{1}
أى أنه يصومه شكراً لله على نعمة ميلاده صلوات ربه وتسليماته عليه فى هذا اليوم المبارك الميمون
{1} صحيح مسلم عن أبى قتادة رضي الله عنه
http://www.fawzyabuzeid.com/%D9%83%D8%AA%D8%A8/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%AC-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D9%8A%D8%B1
همسة إيمانية لفضيلة الشيخ فوزي محمد أبوزيد
اضغط هنا لقراءة المزيد من الهمسات[/frame]