الله هو العدلُ المطلقُ والكمالُ المطلق ومن حقِّ المخلوقِ
أن يناجي خالقَهُ ......
حواء تساءلُ ربَّها
كانت هناك تنوحُ تلطمُ وجهَها
وتدبُّ كالمعتوهِ ما بين الخرابْ
كانت ْ تؤوهُ وتشتكي ظلمَ الورى
وتئِنُّ من بطشِ الذِئابْ
حواءُ تخبطُ في الظلامِ جريحةً وذليلةً
لتفُرَّ من عضِّ الوحوشِ وتتَّقي نهشَ الكلابْ
كانت تولولُ تستجيرُ بربِّها
من عالمِ الأنذالِ في غابِ الرجالْ
غابِ التَّوحُّشِ والرذيلةِ والتَّهتُّكِ والفجورْ
مرمى العفونةِ والنَّجاسةِ والقُمامةِ والزبالْ
وتُساءلُ الأكوانَ والآبادَ والأزلَ العتيقْ
ألأنَّني أُنثى أرقُّ من النسيمِ ...أشفُّ من نورِ الصباحْ
قد صيَّروني عبدةً وأسيرةً
أمةً ومن نسلِ الرَّقيقْ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وغدوتُ كبشاً للفِداءِ وصارَ لحميَ للرجولةِ مُستباحْ ؟؟؟؟؟؟؟
ألأنَّني أنثى ورمزٌ للمحبةِ والحنانِ
ونبعُ كلِّ وداعةٍ تُمسي العذوبةُ سلعةً وطريدةً
للأدنياءِ من الرجالِ الساقطينْ ؟؟؟
رباهُ كيف خلقتني ورميتني في عالمِ الرِّجسِ اللعينْ ؟؟؟
وجعلتني أمَةً تُباعُ وتُشترى بالفلسِ والدينارِ
في سوقِ الضِّباعِ الهازئينْ ؟؟؟
فأنا الأنوثةُ واللطافةُ والشفافةُ كيف تقذفني إلى
دنيا التَّبذُّلِ والتَّفسُّخِ والعداءْ؟؟؟
من عالمِ الأنوارِ جئتُ إلى متاهاتِ الفجيعةِ والشقاءْ
أحقيقةً يا ربُّ أنك خالقي ؟؟؟
وشرعتَ لحمي للكلابِ وللذئابْ ؟؟؟؟
أنت العدالةُ والمحبةُ والحنانُ فكيف
ترضى لي المذلَّةَ والعذابْ ؟؟؟؟
أنت الذي خلقَ الذُّكورةَ والأنوثةَ توأمين
وشئتَ أن يتوحَّدا في واحدٍ
ويُمجِّداكَ كواحدٍ فلِما التَّفرُّقُ والتَّمايزُ
في الشَّرائعِ والمصيرْ ؟؟؟؟
ولما أقاسي كلَّ ألوانِ الكوارثِ والأسى
أُشوى وأُحرقُ في براكينِ السعيرْ ؟؟؟
ربَّاهُ إنِّي قد رفعتُ ظلامتي للحاكمِ الأعلى
لربٍّ عادلٍ يقضي ويحكمُ منصِفاً
هو خالقٌ للكلِّ جبّأرٌ قدير ......
حكمت نايف خولي