الذكرى السادسة عشر
لرحيل الذاكرة العبقرية
الحسن الثاني
المرحوم الحسن الثاني طيب الله ثراه كان من أحد عظماء العالم ،وقد تميّزت هذه : العظمة في جميع المجلات منها: السياسية،والإجتماعية،والأخلاقية والإنسانية،والتسامحية،والعلمية،والقيادية، والروحية الدّيـنية.لهذا يعتبر المرحوم الحسن الثاني من العظماء القلائل.الذين وُفّقوا في جَمع العبقرية والعظمة من جُلّ أطرافها، وتتجلى ذاكرة هذه العبقرية أساسا في مستوى وبُعد هذا الفكرونظرته العبقرية،وتنوع إجتهاده الفكري الموسوعي والفلسفي في مختلف الميادين،منها كذلك القانونية والاقتصادية والسلمية.وعبقرية هذا البطل ناتجة عن التربية والتجربة والحكمة التي تعني الصّواب في الرأي وحُسن تدبيرالأمور بطريقة موزونة وعقلانية.الصواب في فهم الأشياء فهمَا سليما بكل إلهام وإيحاء وتأمل وتدبّر، بالإضافة للتكوين والممارسة الى تسلحها بسلاح العلم .حقا،إنهاالحكمة
يؤتيها الله لمن يشاء
لقوله تعالى
*يوتي الحكمة من يشاء ومن يوت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا*
إلا أنه مع هذه الحكمة والذاكرة العبقرية التي يوتيها الله لمن يشاء، والتي لا تعني هنا النبوة في حد ذاتها، بل تعني عمق فكرهذا الملك ، وبُعد نظره،الفلسفي الخارق وهذا توفيق من الله سبحانه وتعالى، وإلهام منه لمن يشاء من عباده الملهمين، ورغم كل ماذُكر،فإنه لا شيء يأتي بدون مُقابل ،ولاعناء،ولاهموم فكرية.
لأن المحن محك الرجال، وأن جلالة الملك الحسن الثاني طيّب الله ثراه أخذ من هذه وتلك، فجمع بين العبقرية المكسوبة والموروثة، وبين العبقرية الفكرية الموهوبة كتوفيق من الله.فجاءته العظمة والعبقرية الفكرية من كل طوائفها،وإذا كان المفكرون الكبار على المستوى العالمي يدركون قيمةعبقرية هذا الملك، ويُنوّهون به في جميع المحافل الدولية والعالمية،فقد لاننسى كذالك أن جُل المغاربة أولى الناس بإدراك قيمة وفكروعبقرية هذا الملك رحمه الله.
بقلم :الكاتبةالإعلامية
عائشة رشدي أويس
إسبانيا