عرض الكتاب بالإضافة إلى مأساة المحتجزين المغاربة في مخيمات تندوف كرونولوجيا حول تطورات قضية الصحراء المغربية.
الكاتبة والصحافية المغربية مليكة وليالي
ضمن منشورات مركز محمد السادس لحوار الحضارات بجمهورية الشيلي، وبدعم من عبدالقادر الشاوي، سفير المغرب بالشيلي، تصدر خلال أيام قليلة، الترجمة الإسبانية لكتاب "الصحراء صرخات ملتهبة" للكاتبة مليكة واليالي، الزميلة الصحافية بمجلة "بسمة" الصادرة عن مجموعة ماروك سوار.
وسيجري تقديم ترجمة الكتاب، التي أنجزها الأستاذ إدريس ولد الحاج، بمبادرة من وزارة الثقافة، يوم 22 فبراير الجاري، على الساعة الثانية عشرة ظهرا، ضمن فعاليات الدورة العشرين للمعرض الدولي للنشر والكتاب، التي ستلتئم خلال الفترة الممتدة مابين 13 و23 من الشهر نفسه.
يتضمن الكتاب آلاما لا توصف وأحزانا، وصورا قاتمة، وظروفا مأساوية عاشها محتجزون وأسرى مغاربة في مخيمات تندوف، وأسالوا مداد حكاياتها المرعبة بعد تعرضهم للتعذيب والقمع وكل أصناف الإذلال والممارسات اللاإنسانية من طرف جبهة البوليساريو، التي تاجرت وتسولت، وما تزال، بقضيتهم لدى المنظمات الإنسانية الدولية، وسخرت كل الجهود والمواقف المتعنتة للإبقاء على الصراع الدائر في الصحراء لغايات وأهداف تعرفها وتحرص جيدا على تحقيقها.
يعرض الكتاب لحكاية تأسيس البوليساريو من الألف إلى الياء، وكيف دخلت الجزائر على الخط، وللمسار التاريخي وتطورات قضية الصحراء بما فيها مقترح الحكم الذاتي المغربي، لإنهاء النزاع حول هذا الملف.
يتوزع الكتاب منهجيا على ثلاثة فصول. الأول تحت عنوان "قضيتنا الأولى: كرونولوجيا ومسار". وفيه يجد القارئ شهادات مؤثرة لأربعة شخصيات ذاقت مرارة التعذيب داخل مخيمات تندوف. بينما يتحدث الفصل الثاني عن"مقاربات ومقترحات صاحبت الملف". ويضم تحليلا للمقاربة الملكية في تدبير ملف الصحراء المغربية. سيما مقترح الحكم الذاتي. أما الفصل الأخير فيعرض لدور "اتحاد المغرب العربي ودوره في حل القضية". إذ يربط تحقيق الاستقرار في المنطقة المغاربية بإيجاد حل للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية. حسب الكاتبة.
ويتوخى من ترجمة الكتاب تقريب القضية الوطنية من شعوب أمريكا اللاثينية الناطقة بالإسبانية على أوسع نطاق.
في تقديمها للكتاب، تقول مليكة واليالي "ما يزال الكثير من هؤلاء السكان قيد الاحتجاز رهائن تحت إمرة الجلادين ومعاناتهم كبيرة وآلامهم لا توصف، يئنون تحت وطأة القهر والإذلال والتعذيب وكل أشكال الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، وحتى الأطفال لم يفلتوا من قبضة (البوليساريو)، ظلوا مفصولين عن آبائهم، مكرهين على المعاناة والترحيل هنا وهناك، فاقدين لهوياتهم رغما عن إرادتهم ويتربون على العداء لوطنهم المغرب والمغاربة".
وتضيف "صنعت جبهة البوليساريو عالما سجنيا مرعبا، واعتبرت المحتجزين سلعة للتسويق، بالخصوص تجاه المنظمات الإنسانية، فمنذ النشأة لم تتوقف عن الاعتقال والتعذيب والتصفية الجسدية للذين تجرأوا على إظهار معارضتهم، إذ لم تتردد في ممارسة كل أشكال التعذيب النفسي والجسدي عليهم".
منقول