عزيزة الغرفاوي
أدى ارتفاع مستوى البحر الذي شهده شاطئ الهرهورة بتمارة ونهر أبي رقراق إلى خسائر مادية كبيرة.
وفي جولة قامت بها "المغربية" بشاطئ الهرهورة صباح أمس الأربعاء، وقفت على آثار خسائر واضحة، حيث تسببت الأمواج القوية، ليلة الاثنين الماضي، في هدم أسوار العديد من الفيلات المحادية للشاطئ، والأكواخ الخشبية وبعض المنازل المجاورة بكل من سيدي عابد وكيفيل، ولحسن الحظ أن معظم هذه البنايات كانت فارغة من السكان لأن أصحابها يأتون إليها أو يؤجرونها فقط في فصل الصيف والعطل، حين يكون الإقبال على البحر كبيرا.
وبعد رجوع مستوى البحر إلى حالته الطبيعية، خلفت قوة الأمواج مجموعة من العظام البشرية على أرض اليابسة، الأمر الذي دفع السلطات المحلية والوقاية المدنية بتمارة، ولجنة علمية وفريقا متخصصا من معهد الآثار التابع لوزارة الثقافة، إلى الانتقال إلى الموقع على الفور لمعاينة هذه العظام، التي وجدت متناثرة بتجزئة الحسن الثاني المحاذية لشاطئ الهرهورة، للتأكد من طبيعتها.
وتوقع مصدر مسؤول تحدث لـ"المغربية" وفضل عدم ذكر اسمه، أن تكون البقعة الأرضية التي لفظت هذه العظام البشرية عبارة عن مقبرة قديمة لسكان المنطقة في الماضي، مؤكدا أن فريق العمل سيتأكد من ذلك من خلال البحث الميداني الذي قام به.
وأشار المصدر ذاته إلى أن احتمال وجود مقبرة يستند إلى كون هذه المنطقة سبق أن اكتشفت بها بقايا عظام خلال عملية الحفر في أحد أوراش البناء قبل حوالي سنة، وأجري بحث مماثل في حينه، أسفرت نتائجه عن وجود مقبرة ومغارات تاريخية قديمة بالمنطقة، موضحا أنه بمجرد ظهور تلك العظام، انتقلت لجنة علمية متخصصة رفقة مسؤولي السلطات المحلية ورجال الدرك لمعرفة أصل تلك العظام البشرية التي عثر عليها خلال الحفر.
وبنهر أبي رقراق كانت الخسائر كبيرة جدا بين صفوف أصحاب زوارق الصيد المرابطة بالوادي، التي دمرتها الأمواج، والتي قدرت بـ30 قاربا تختلف قيمتها حسب النوع والحجم.
ويحكي عبد الله سنان، أحد الصيادين، وقد دمرت الأمواج قاربه الصغير، أنهم فوجئوا، صباح أول أمس الثلاثاء، بغرق العديد من القوارب، وأخرى أتلفتها المياه كما أتلفت شباك الصيد.
وقال إن قيمة قاربه، الذي أتلفته الأمواج، تقدر بـ20 ألف درهم فضلا عن شباك الصيد وقيمتها 20 ألف درهم، أيضا، مشيرا إلى أن هناك قوارب صيد كبيرة قيمتها 30 مليون سنتيم أتلفتها أمواج البحر القوية كما أتلفت الكثير من شباك الصيد التي كانت ملقاة في البحر ليلا من أجل جمع الأسماك.
وأكد سنان أن الخسائر كانت كبيرة جدا، وأن المتضررين قدموا طلبات للجهات المعنية من أجل مساعدتهم لتجاوز هذه المحنة حتى يتمكنوا من اقتناء زوارق صيد جديدة، خاصة أن هذه الحرفة هي مورد عيشهم الوحيد منذ سنوات طويلة.
واستغرب أصحاب القوارب لعدم إخبارهم بتوقعات أحوال الطقس، لأنه عادة في مثل هذه الحالات يتم إخبارهم كما يتم إخبار الصيادين في أي مكان في المغرب بتوقعات أحوال الطقس حتى يتمكنوا من أخذ الاحتياطات اللازمة لتفادي تعرضهم للمخاطر.
منقول