على مدار ما يقارب سنة ونصف السّنة، عكف الفنان التشكيلي المغربيّ نور الدين فدالي، على رسْم "بورتريهات" عبارة عن لوحات تشكيلية من الحجم الكبير لقادة مجلس التعاون الخليجي، إضافة إلى ملك الأردن عبد الله الثاني، وعرَضها مساء اليوم في معرض فنّي بمقر جهة الرباط سلا زمور زعير، تتوسّطها لوحة أكبر للملك محمد السادس.
فكرة رسم "بورتريهات" لقادة مجلس التعاون الخليجي، جاءت انطلاقا من رغبة الفنان التشكيلي نور الدين فدالي، في المساهمة في تعزيز العلاقات التي تربط بين المغرب ودول الخليج، من زاوية الفنّ. "الجميع يعلم مدى الانسجام والتعاون الذي يربط بين المغرب وبين دول مجلس التعاون الخليجي، من هنا جاءت الفكرة، وقلت لماذا لا أسخّر الفنّ من أجل تعزيز وتعميق هذه العلاقات"؛ يقول نور الدين فدالي في تصريح لهسبريس.
مَلِكُ السعودية عبد الله بنعبد العزيز، وملك البحرين حمد بنخليفة آل ثاني، والشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، أمير دولة الإمارات العربية المتحدة، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أمير إمارة دبي، وأمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ووالده، أمير قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، والشيخ صباح الأحمد جابر الصباح أمير دولة الكويت، والسلطان قابوس بن سعيد، سلطان عمان، إضافة إلى العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، كانوا جميعهم حاضرين، عبر بورتريهات فاخرة، في معرض فدالي، وتوسّطت اللوحات لوحة الملك محمد السادس.
وبعد تنظيم المعرض في الرباط، يفكّر الفنان فدالي، الذي اختار تنظيم معرضه تحت عنوان "التعايش الاستثنائي بين المغرب ودول الخليج"، في عرض اللوحات في دول الخليج، "لتكون بادرة من أجل تعزيز التعاون القائم بين المغرب وهذه البلدان، انطلاقا من رغبتي في أن أكون سفيرا لبلدي لدى هذه البلدان"، وأضاف الفنان التشكيلي أنه سيطرح الفكرة على سفراء دول الخليج قريبا وينسّق معهم، مبديا تفاؤله من أنهم سيرحبون بالفكرة، "نظرا لقيمة المغرب لدى هذه الدول".
وراكم الفنان التشكيلي نور الدين فدالي، الذي ينحدر من مدينة القنيطرة، حيث يقيم حاليا، تجربة أربعين سنة من ممارسة الفنّ التشكيلي؛ فبعد أن تخرّج من مدرسة الفنون الجميلة في الدار البيضاء، انتقل إلى فرنسا وإسبانيا، من أجل صقل موهبته أكثر، والاحتكاك بكبار الرسامين في "مدرسة الحياة" كما يسميها، قبل أن يعود إلى المغرب، وتحديدا إلى المدرسة الوطنية للإدارة العمومية.
"في بداياتي الأولى، كان الهاجس الذي يسيطر عليّ هو ما إن كنت سأستطيع العيش من الفنّ التشكيلي إذا احترفته، لذلك كان من الضروري أن أزاول مهنة أخرى، حيث عملت متصرّفا"، يقول فدالي؛ بعد ذلك سيأخذ التقاعد النسبيّ، من أجل التفرّغ للرسم، حيث خلق تقنية الرسم بالبصمات، والتي تعتمد على الرسم بالأصابع، وهي التقنية التي لم تكن متداولة في ذلك الوقت.
وبعد أربعين سنة من الممارسة الاحترافية للفنّ التشكيلي، لم يندم نور الدين فدالي على اختياره، وصار هاجس "هل أستطيع العيش من الفنّ التشكيلي" ذكرى من ذكريات الماضي، يقول فدالي "الفن أعطاني الكثير، وأنا مرتاح، لا يهمني الجانب المادي، بقدر ما يهمّني الإبداع، لذلك تفرّغت للفن مائة في المائة".
منقول