نساء عشقن الملك الحسن الثاني
٢٠ تموز (يوليو) ٢٠٠٦ ، بقلم ادريس ولدالقابلة
مليكة أوفقير في قلب الجحيم طفت معالم الحب الكامن
رغم أن مليكة أوفقير قضت جزءا مهما من شبابها في غياهب الزنازين والإقامة الإجبارية ظل قسط وافر من حبها للملك الحسن الثاني كامنا في دواخلها، علما أنه سبق لها أن صرحت بمعية شقيقها رؤوف أن الملك هو الذي قرر شخصيا تغييب عائلتهما عن الأنظار وحدد بدقة ظروف وأجواء اعتقال جميع أفرادها. في قلب الجحيم وأوج المحنة طفت معالم هذا الحب الكامن. فمن قلب المعتقل، من داخل الزنزانة فكرت مليكة في تقديم هدية للملك الحسن الثاني بمناسبة عيد ميلاده. تجند كل أبناء أوفقير ورسموا بورتريهات للأسرة الملكية وقامت الأم بتزيين إطار كل صورة بالحرير وأرسلوها إلى القصر الملكي بواسطة الحراس.
ظل حب مليكة للملك حاضرا رغما عنها، إذ صرحت أكثر من مرة قائلة إنها عندما كانت في السجن لم تكن تحلم بالمنزل العائلي ولا بأبيها المقتول، بل كانت تحلم كل ليلة بالظروف وبالأجواء التي عاشتها في القصر الملكي وبالقرب من الملك الحسن الثاني الذي كانت تعده أبا لها، كما كانت تحلم برحلاتها مع والدة الملك، للا عبلة، إلى خارج البلاد.
كان الحلم يفسح المجال لهذا الحب الذي يتوارى مع طلوع الشمس ومعاينة الواقع المر رهن الاعتقال. فاطمة أوفقير تفتخر باستضافة الملك
كانت فاطمة، زوجة الجنيرال أوفقير، قريبة من القصر الملكي منذ أن كان زوجها مرافقا للملك محمد الخامس وبعد اعتلاء الملك الحسن الثاني عرش البلاد ظلت فاطمة أقرب زوجات المسؤولين الكبار إليه فكانت هي التي تحظى دائما بأطول مدة في حديثها معه دون سواها.
وتقول فاطمة أن الملك الحسن الثاني كان يستحسن كثيرا النقاش والتحدث مع الذكيات من النساء، لهذا كانت تجتهد اجتهادا لتتميز عن باقي زوجات المسؤولين الكبار سواء في حديثها أو في طبيعة المواضيع التي كانت تتناولها أو في الاعتناء بهندامها وأناقتها.
وكشفت إحدى صديقاتها أنها كانت تمضي ساعات لإعداد نفسها قبل التوجه إلى القصر وغالبا ما كانت ترتدي ثيابا تم تزيلها وتعيد الكرة مرات عديدة وعندما يستقر اختيارها على أحد الفساتين تسأل كل الحاضرين معها عن رأيها فيه وعن تسريحة شعرها.
وكشف أحد المصادر أنها استقبلت الملك أكثر من مرة بالفيلا التي تقيم فيها عائلة أوفقير بممر الأميرات بحي السويسي وظلت تفتخر بهذا بين زوجات كبار المسؤولين الكبار. وعموما ظلت فاطمة تكن حبا وتقديرا خاصين للملك الحسن الثاني واعتبرت أن أسرتها كانت ضحية آلة قمع مجنونة لم يكن من الممكن السيطرة عليها وبالرغم من ذلك احتفظت بالإحساس المرهف ولم يقتل الحقد الحب الذي ظلت تكنه للملك الراحل الحسن الثاني. أميرة ويلز ديانا لم يتخل الملك عن الاهتمام بهندامه
في إحدى لقاءاتها الصحفية سئلت الأميرة ديانا عن زواج الزعماء والملوك والرؤساء وأسباب فشل بعضهم في العلاقات الزوجية، فكان جوابها أن أهم تلك الأسباب مصدرها الرجل وليس المرأة وأضافت أن المرأة التي تريد أن تحيا حياتها كاملة عليها أن لا تختار الارتباط برئيس دولة أو ملك لأن عليها أن تتخلى على جملة من أحلامها. ثم طلبت منها إحدى الصحفيات الإدلاء برأيها في جملة من الحكام من ضمنهم زعماء عرب، كانت إجابتها قصيرة ومركزة، ما عدا بالنسبة للملك الحسن الثاني، إذ أسهبت نسبيا في الحديث عنه.
ومما ذكرت بصدده أنه كان يختلف كثيرا عن باقي الحكام العرب عقلية وتصرفا وتعاملا مع الأحداث. بالنسبة للأميرة ديانا كان الملك الحسن الثاني العربي الذي نجح في التخلص من سجن الارتباط المتزمت بالماضي، إنه كملك ظل متشبثا تشبثا كبيرا بالتقاليد العريقة المغربية، لكنه كإنسان كان يحيا حياة خاصة منفتحا ومتماشيا مع العصر. وحتى عندما أصبح ملكا ظل دائما يحن لحياته كشاب في أوروبا ولم يتخل عن الاهتمام بمظهره وهندامه وأناقته بعقلية أوروبية. وذكرت ديانا في إحدى حواراتها أن الملك الحسن الثاني ظل يمثل نموذجا لفارس أحلام الكثير من الشابات الأوروبيات عندما كان وليا للعهد، إذ آنذاك كان متحررا من قيود الملك وسدة الحكم، لكن الصورة تغيرت لذيهن عندما اعتلى عرش بلاده.
سهى عرفات الملك الحسن الثاني كم الرجال الجذابين للنساء
كانت سهى الطويل، أرملة الرئيس ياسر عرفات، من المعجبات بالملك الحسن الثاني. كانت ترى في كل من ملك الأردن، الملك حسين وملك المغرب، الملك الحسن الثاني نموذجين يتماشيا مع ذوقها ومخططاتها المستقبلية. وينطبقان مع جزء كبير من أحلامها وهذا مع شيء من التفضيل لملك المغرب، اعتبارا لعقليته المتفتحة ودهائه السياسي واتساع علاقاته عبر العالم وثقل كلمته. وقد أسرت سهى لإحدى الصحفيات بباريس أن زواجها بالرئيس الفلسطيني كان في الخفاء اعتبارا لإجراءات أمنية ومنذ أن اقترنت به لم تقض يوما كاملا معه بمفردها.
وأضافت قائلة: "لو كان ياسر عرفات ملك المغرب لعشنا حياة رائعة ما دام أن ما جمعني به هي علاقة حب صادقة وقوية رغم أن أمي كان لها يد في لقائي بياسر". كانت سهى الطويل ترى في الملك الحسن الثاني الرجل المجبول على إسعاد المرأة مهما كانت الظروف لأنه ظل دائما في عينها رجل تواصل وليس رجل قطيعة، حتى في أصعب الظروف.
وهذه الميزة تجعله من الرجال الجذابين للنساء. غولدا مايير القائد الممكن التفاهم معه بنصف كلمة
جاء في مذكرات غولدا مايير والتي لم تنشر إلا جزءا منها أنه خلال اجتماع ضم جملة من القادة الإسرائيليين الكبار، أنه دار حديث مطول بخصوص القادة العرب ووقف المتحدثون طويلا على الملك الحسن الثاني (ولي العهد آنذاك). وعندما استقر النقاش حول الملك قالت غولدا مايير : "إنني أمجد هذا الشاب المغربي وأتنبأ أن يحتل موقعا مرموقا بين القادة العرب... إنه القائد الذي يمكن التفاهم معه بنصف كلمة ودون عناء".
آنذاك كان الملك الحسن الثاني (ولي العهد) بصدد إنشاء مكتب مغربي بباريس اهتم بمحاولة اختراق شبكة الموساد وتوطيد العلاقة مع اليهود المغاربة المهاجرين مبكرا إلى الكيان الصهيوني والذين كانوا نشيطين سياسيا هناك. ومنذ فجر الخمسينات تابعت غولدا مايير عن كتب تحركات الملك الحسن الثاني (ولي العهد) بباريس وبالمغرب إلى حدود اعتلائه عرش المغرب في بداية الستينات وكان الشخصية العربية الوحيدة التي تكن له الاحترام بل الإعجاب. وتمنت أن يكون القادة والزعماء العرب من طينته، كانت معجبة باندفاعه وبإصراره على تحقيق وإنجاز كل الخطوات التي يبدؤها. كيف لا وهي التي كانت تعلم الكثير عن تحركات القادة المسؤولين العرب من موقعها كوزيرة خارجية إسرائيل وكرئيسة للوزراء أربع مرات على التوالي من 1969 إلى 1974 والملقبة بالمرأة الحديدية قبل أن يلتصق هذا النعت "بمارغاريت تاتشير" رئيسة الوزراء البريطانية.
كانت غولدا مايير تحب في الملك الحسن الثاني (ولي العهد آنذاك) تصميمه على التميز في كل شيء وإصراره في الدفاع عن أرائه وحدث أن قالت لموشي دايان: "إن الشاب حسن (الملك الحسن الثاني) سيتعب الفرنسيين وسيسحب البساط من تحت أرجلهم". وظلت تعتبره شخصية ذات طموح كبير، عارف لما يريد، رؤيته واضحة وذكاؤه خارق ويمتاز عن كل الشخصيات العربية بتماشيه مع العصر.
وذكر موشي ديان في الجزء الخاص بمسامراته مع غولدا مايير أن قالت يوما مازحة: "علينا تزويجه بإسرائيلية من أصل مغربي لتوطيد العلاقة معه... إن الارتباط بمثل الرجال من طينته استثمار سنجني منه الثمار الكثيرة". وقبل توجهه إلى الرباط في خريف 1977 للقاء الملك الحسن الثاني بعد أشهر قليلة من توليه منصب وزارة الخارجية، هاتف موشي ديال غولدا مايير وأخبرها بالأمر، فقالت له: "أبلغ سلامي للملك وقل له أن حبي وتقديري له لم تزده مرور السنوات إلا تأكيدا وهذا منذ أيام تواجده بباريس ومحاولاته الأولى لاختراق مخابراتنا". الحسن الثاني وشعر الغزل
لم يقتصر اهتمام الملك الحسن الثاني على السياسة وكواليسها، بل كانت له اهتمامات متعددة وكان العديد من الشخصيات على الصعيد العالمي يلقبونه بالرجل "الموسوعي" ومن بين اهتماماته بالشعر القديم، ويقول مؤنسه الذي رافقه إلى آخر لحظات حياته أنه كان مولعا بالأغراض الشعرية المرتبطة بالعزل والحب، ولديه الكثير من المحاولات الجادة ذات المنحى الغزلي. وسبق له أن نظم بعض قصائد الغزل في شبابه.
كان الملك الحسن الثاني عارفا بالقواعد وبالأوزان وبجملة من أسرار صنعة الشعر. لقد أضحى من المعروف الآن أن الملك الحسن الثاني كان يهتم اهتماما كبيرا بالشعر.
وصرحت الشاعرة الدكتورة لويزا بولبرس أن الملك كان قد استحسن كثيرا احتضان المغرب لأول خيمة شعرية دقت أوتادها في أكتوبر 1999 بفاس والتي شارك فيها نخبة من شعراء المغرب، ثم انتصبت للمرة الثانية في ربيع سنة 2000. وقد سبق لمؤنس الملك بينبين أن كشف مطلع إحدى القصائد من نظم الملك الحسن الثاني يتغزل فيها بفتاة جاء فيه:
لـها نهد كـأنه حـق عاج
وذراع يستلفت النظـرات
فلا يوم قضيته في هناء
ولا ليل تعيش فيه حياتي
بنزير بوتو لو قربت الظروف بيني وبين الحسن الثاني لشكلنا زوجا نموذجيا
بنزير بوتو من السياسيات المرموقات في العالم اللائي كن يرين في الملك الحسن الثاني نموذج الرجال الذين يجذبون انتباه النساء بقوة. وتحب بنزير بوتو في الملك جرأته وإصراره، إلى أبعد الحدود، لبلوغ مراميه، كما ترى أن مسارها يشبه كثيرا مساره في أكثر من جانب: "الاهتمام بأمور الحكم ودواليبه مبكرا في ظل الوالد والإصرار على السباحة ضد التيار والحب المستميت للوطن والرغبة في خدمته مهما كان الأمر حتى في أحلك الظروف وعدم التردد في تغيير المسار إن تطلبت الظروف ذلك والجرأة في الإفصاح عن المواقف ولو في أجواء عامة غير مناسبة.
وقد سبق لها أن صرحت قائلة: "لو قربت الظروف بيني وبين ملك المغرب، الحسن الثاني، لشكلنا زوجا نموذجا من شأنه قيادة العالم العربي والإسلامي في اتجاه يجعله يحتل مكانة مرموقة على الصعيد العالمي". وترى بنزير بوتو أن الملك الحسن الثاني عاكسته مثلما عاكستها هي كذلك، جملة من الظروف والأحداث ولم تمكنه من تحقيق كل ما كان يحمله من أفكار وتصورات، لذلك اكتفى بتحقيق النزر منها فقط.
تجدر الإشارة إلى أن بنزير بوتو كانت أول أصغر رئيسة وزراء دولة إسلامية (35 سنة) واجهت حكومتها العديد من المشاكل مما ألب عليها خصومها السياسيين الذين رفعوا عليها وعلى زوجها العديد من القضايا الشيء الذي أدى إلى إسقاط حكومتها سنة 1990، لكنها استطاعت العودة إلى رئاسة الوزراء بعد فوزها بالانتخابات في أكتوبر 1993 إلى أن تم اسقاطها ثانية في سنة 1996.
[color:2708=#f2f2f2:2708]
[color:2708=#f2f2f2:2708]
[/center]