شاركت أميرات المغرب في الحياة العامة مبكرا، فالأميرات، بنات الملك الراحل محمد الخامس وعمات الملك محمد السادس، اضطلعن بمهام رسمية وتكلفن بقطاعات اجتماعية وإنسانية ورياضية، وبهذا ساهمن في إقلاع الحركة النسوية بالمغرب منذ السنوات الأولى من استقلال المغرب وسارت على دربهن الأميرات للا مريم وللا حسناء وللا أسماء، بنات الملك الراحل الحسن الثاني وشقيقات الملك محمد السادس.
فالأميرة للا مليكة ظلت على رأس الهلال الأحمر المغربي منذ ولادته في نهاية خمسينيات القرن الماضي إلى أن غطت شبكته مختلف التراب الوطني (71 فرعا في مختلف جهات المملكة). أما الأميرة للا أمينة، فقد اختارت تشجيع ألعاب القوى بفعل اضطلاعها برئاسة الألمبيات المغربية الخاصة وكذلك بمهمات على الصعيد العالمي بهذا الخصوص. علما أنه سبق للأميرة أن ساهمت في تقريب رياضة ركوب الخيل إلى الأوساط الشعبية بعدما كانت حكرا على الفئات الميسورة.
واهتمت الأميرة للا أسماء بإشكالية الطفل، لاسيما الأطفال الصم البكم وتعمل المؤسسة التي تحمل اسمها (مؤسسة للا أسماء للأطفال الصم البكم) على تحقيق جملة من الأهداف، منها تسهيل ظروف وشروط تمدرس هذه الفئة من الأطفال وتمكينهم من تعليم أساسي يحترم البرامج المعتمدة وتكوين مهني يستجيب لأوضاعهم ومواهبهم (فنون تشكيلية، حلاقة، تصميم الأزياء، خياطة..) وللإشارة، فإن مؤسسة للا أسماء تستقبل 130 تلميذا وتوفر لهم شروط تعليم وتكوين جيد وقد تمكن الكثير منهم من الاندماج بسهولة في الحياة المهنية وحقق بعضهم نجاحات استحسنها الجميع.
وتخصصت الأميرة للا حسناء في البيئة والحفاظ عليها رغم اضطلاعها بمهام أخرى كالرئاسة الشرفية للعصبة الوطنية للنساء الموظفات في القطاعات العمومية وشبه العمومية وجمعيات قرى الأطفال (SOS) والجمعية المغربية للأركيولوجيا والتراث ورئاستها الفعلية لمؤسسة محمد السادس لحماية البيئة وتعتبر الأميرة للا حسناء مهندسة حملة "شواطئ نظيفة" منذ سنة 1999.
أما الأميرة للا مريم، فقد اهتمت بالطفولة وبالأعمال الاجتماعية للقوات المسلحة الملكية، كما تترأس الجمعية المغربية لمساندة اليونسيف ومؤسستي الحسن الثاني، الأولى تعنى بالمغاربة المقيمين بالخارج والثانية بقدماء المحاربين وتترأس كذلك المرصد الوطني المغربي لحقوق الطفل وتبقى للا مريم، الأميرة المغربية أكثر ظهورا في وسائل الإعلام الوطنية والأجنبية.
منقول