إن عادة تقبيل يد الملك ظلت من الطقوس القديمة الساري بها المفعول إلى حد الآن، علما أن الرعايا كانوا يسجدون للملوك العلويين ويقبلون أحذيتهم.
وعادة تقبيل يد الملك يعتبر الكثيرون من قبيل واجب الاحترام لشخص الملك، في حين يرى البعض أنها أضحت لا تتلاءم مع مفهوم المواطنة ومبادئ حقوق الإنسان كما هي متعارف عليها دوليا.
ففي عهد الملك الراحل الحسن الثاني، على كل مغربي مسلم كان أم يهودي أن يقبل يده ما عدا "العلماء"، الفئة الوحيدة المعفاة من هذا التقليد، إذ عوض تقبيل يد الملك كانوا يكتفون بتقبيل كتفه. وقد عرف عن الملك الراحل الحسن الثاني أنه لم يكن ليتنازل عن هذه العادة، لكن مع عهد الملك محمد السادس لم تعد هذه المسألة إجبارية وملزمة، بل أضحت أمرا اختياريا يتعلق بكل شخص. وفي هذا الصدد، فقد سبق لإحدى البرلمانيات أن صرحت أنها كانت تحمل هما ثقيلا قبل لقائها مع الملك محمد السادس بمناسبة افتتاح الدورة التشريعية قبل بضع سنين، وقالت إن مبادئها لا تسمح لها بالانحناء لتقبيل يد الملك، لكن البرلمانية اجتازت هذا الامتحان بسلام إذ لم تكن الوحيدة التي صافحت الملك دون الانحناء لتقبيل يده وقد تأكد لها آنذاك أن تقبيل يد الملك أضحى أمرا اختياريا وليس إجباريا كما كان الحال في عهد الملك الحسن الثاني.
وعندما استقبل الملك محمد السادس وفد المجلس الإداري للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية لم يقبل بعض أعضائه يد الملك، فقام عبد الحق المريني (حارس التقاليد المخزنية) بتنبيههم بشدة آمرا إياهم بضرورة وإلزامية تقبيل يد الملك.
وللإشارة فإن ملك السعودية قد أعلن رسميا عن التخلي عن تقبيل اليد بمملكته وأن هذه العادة قد تم إلغاؤها من البروتوكول الملكي السعودي وتمنى العديد من المغاربة أن يكون المغرب سباقا لمثل هذه التغييرات بفعل الخطوات التي حققتها
من التقاليد التي أثارت الكثير من التساؤلات في السر، تقليد تقبيل الظهائر الشريفة أو الرسائل الملكية قبل تلاوتها، إذ كان المكلف بتلاوة الرسالة الملكية أو أحد الظهائر الخاصة بالتعيينات السامية، ملزما بتقبيل الأوراق المحتوية للنص ثلاث مرات قبل الشروع في قراءتها وأحيانا كانت تحضر فرقة من "مخازنية" القصر لترديد عبارة "الله يبارك في عمر سيدي".
وأكد جملة من المؤرخين أن هذا التقليد كان معمولا به في القرن السادس عشر كرمز لحضور الملك رغم غيابه عن المكان وقد عمل الملك الراحل الحسن الثاني على إعادة إحياء هذا التقليد، في كل مناسبة أتليت فيها رسالة أو كتاب ملكي أو بمناسبة تعيين القضاة أو شخصيات وازنة في مواقع سامية
منقول