وجهت مصادقة البرلمان الأوروبي، أمس الثلاثاء بستراسبورغ، على البروتوكول الجديد للصيد البحري بين المغرب والاتحاد الأوروبي صفعة جديدة إلى خصوم المملكة، وجاءت لتؤكد، مرة أخرى، سلامة الموقف المغربي.
نعم كانت المصادقة هناك في ستراسبورغ الفرنسية بمثابة تزكية لمصداقية المملكة المغربية، التي لا تشوبها ولله الحمد شائبة.
ويعد التصويت لفائدة البروتوكول والمصادقة عليه دليلا على الثقة، التي تحظى بها المملكة على الصعيد العالمي، وينضاف هذا الدرس الجديد إلى الدروس والعبر التي ينبغي أن يستفيد منها المشككون، الذين لم تزدهم، مع الأسف، الضربات التي يتلقونها إلا تعنتا يرحل بهم إلى عالم الأوهام الذي يسبحون فيه، ولا يستيقظون إلا وهم يتلقون صفعة مماثلة لتلك التي تلقوها أمس.
لقد توالت الضربات على امتداد العقود، التي أعقبت النزاع المفتعل حول الوحدة الترابية للمملكة، لكن لا خير يرجى في من رغبوا في أن ينصبوا أنفسهم أوصياء على الشعوب الحرة والمتمتعة بحقوقها كاملة.
إن خيباتهم تواصلت منذ أن وقع وزير الفلاحة والصيد البحري، عزيز أخنوش ورئيس لجنة الممثلين الدائمين للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ونائب السفير الممثل الدائم للتوانيا، فانسيوناس أروناس، التي تتولى رئاسة مجلس أوروبا، ببروكسيل على البروتوكول الجديد للصيد البحري بين المغرب والاتحاد الأوروبي.
فقبل المصادقة في لجنة الصيد بالبرلمان الأوروبي في العاصمة البلجيكية بروكسيل، يوم 27 نونبر الماضي، كثف خصوم الوحدة الترابية للمملكة من نشاطهم متوهمين أنهم قد يقفون حجر عثرة في وجه الشراكة المغربية الأوروبية، التي يعد الصيد البحري أحد جوانبها، متناسين أن الشراكة التي تشكل إحراجا للجزائر وصنيعتها البوليساريو انبنت على أسس، وراعت الكثير من الشروط، التي تأكد توفرها في مغرب الحداثة والديمقراطية وحقوق الإنسان، وهي صفات تنتفي في الخصوم.
وقد كانوا وهم يتشبثون ومن اختار أن يدور في فلكهم بخيط أمل كمن يتشبث بقشة رغم أنه يدرك أنه غارق لا محالة، علما أن زمن المعجزات ولى، ولم يصدق هؤلاء الخصوم أنفسهم بعد تصويت لجنة الصيد بالبرلمان الأوروبي ولجنة الميزانيات ولجنة التنمية بالبرلمان نفسه مع اقتراح بالتصويت عليه من قبل البرلمان الأوروبي، وهو المنحى الذي سارت فيه عدة مصالح وفعاليات أوروبية، إلا أن فوبيا العداء للمغرب كان لها أثر كبير على الخصوم الذين ظلوا ينتظرون العاشر من دجنبر (أمس الثلاثاء) لعلهم يحققون الفوز بالضربة القاضية وكأننا في مباراة ملاكمة.
بالمقابل كان المغرب يمشي واثق الخطى لأنه فضلا عن الشروط المتوفرة فيه بصفته شريكا للاتحاد الأوروبي في وضعية متقدمة، ظلت صورته آخذة في التحسن، خصوصا أن عدة جمعيات صحراوية، دعت عبر رسالة مفتوحة إلى البرلمانيين الأوروبيين، إلى التصويت، خلال الجلسة العامة ليوم أمس، لصالح البروتوكول الجديد للصيد البحري بين المغرب والاتحاد الأوروبي، مبرزة أنه يستجيب لكل الشروط.
ومن محاسن الصدف أن يوم تصويت البرلمان الأوروبي صادف احتفال العالم باليوم العالمي لحقوق الإنسان، الورقة التي حاول اليائسون لعبها، ليكون التصويت تكريما لمغرب الحداثة والديمقراطية وانتكاسة لخصوم وحدته.
هيأة التحرير
منقول