أشاد المنتدى العربي للبيئة والتنمية "أفد"، بالمشروع المغربي "نور 1" للطاقة الشمسية، الذي سيتم إنجازه بشراكة بين أكوا باور والوكالة المغربية للطاقة الشمسية (مازن) بوارزازات، جنوب شرق المغرب
جاء ذلك في افتتاح أشغال المؤتمر السادس للبيئة والتنمية، الذي احتضنته الجامعة الأمريكية بالشارقة، برعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، حاكم الشارقة، أمس الاثنين، خصوصا، عند عرض شريط وثائقي حول ترشيد الطاقة بمشروع محطة الطاقة الشمسية "نور1" بالمغرب.
ونوه محمد العشيري، عضو بـ "أفد"، في تصريح لـ"المغربية" بجهود المغرب واهتمام جلالة الملك محمد السادس بمشروع الطاقات البديلة، مشيرا إلى أن البديل الأمثل للمغرب هو الطاقة الشمسية، على اعتبار أنه بلد لا يتوفر على الغاز والنفط، وأضاف أن المغرب نجح في اعتماد الطاقات البديلة من قبيل مجمعات الطاقة المائية والريح.
وأكد الشريط أن مشروع "نور1" هو الأكبر من نوعه في العالم حاليا، باستخدامه مرايا القطع المكافئ المقعرة لتوليد الطاقة المتجددة، مشيرا إلى أنه سيبدأ تشغيل المحطة في أواخر سنة 2015.
وأكد نجيب صعب، الأمين العام للمنتدى العربي للبيئة والتنمية، خلال افتتاح أشغال المؤتمر السادس للبيئة والتنمية، أن تقرير "أفد" لسنة 2013، يحلل وضع الطاقة الراهن في المنطقة العربية، ويطرح أبرز التحديات ويناقش خيارات متنوعة، وصولا إلى خطوات بديلة تسهل التحول السلس إلى مستقبل مستدام للطاقة.
وأفاد صعب أن التقرير يظهر أنه يمكن للمنطقة العربية تخفيض الطاقة إلى النصف، مع الحفاظ على مستويات إنتاج الطاقة وتوزيعها، ويخلص إلى أن البلدان العربية التزمت بسياسات واستثمارات ملائمة، يمكنها أن تكون عضوا رائدا في مجتمع الطاقة النظيفة العالمي، مع خلق فرص عمل حقيقية لمواطنيها وتصدر الطاقة المتجددة، إضافة إلى النفط والغاز.
وقال الأمين العام لـ"أفد"، أن ما يميز المؤتمر توسيع نطاق "منتدى قادة المستقبل البيئيين"، عبر إفساح المجال لمشاركة شبابية أكبر من جميع أنحاء العالم العربي، بوجود 26 جامعة عربية يشاركون في أعمال المنتدى إعدادا ونقاشا وتوصيات.
وأشار صعب إلى "أن المنتدى سيظل متمسكا بمهمته المتمثلة في دعم السياسات والبرامج البيئية الضرورية لتنمية العالم العربي، لأنه رغم الحروب والنزاعات سيبقى الناس بحاجة إلى حماية الرأسمال الطبيعي ليشربوا ويأكلوا ويتنفسوا وينتجوا".
من جهته، أكد توماس هوكلستيلير، المدير بالوكالة بالجامعة الأمريكية في الشارقة عن التبعات التي تواجهها البشرية، خلال استعمال الطاقات المتجددة، داعيا إلى أجرأة تحقق نتائج بشكل جيد دون تبعات وتعطيل للاقتصاد.
وذكر توماس أنه لمواجهة التحديات والمشاكل لا بد من إرادة جماعية لمعالجة التدهور البيئي، مؤكدا أن الجامعة الأمريكية بالشارقة تبذل جهودا في تثقيف الطلبة في القضايا البيئية.
أما رئيس مجلس الأمناء بـ "أفد"، عدنان بدران، فقدم قراءة حول تقرير أفد"، مؤكدا أن الأخير يتضمن نقطا رئيسية حول خيارات الاستدامة لمستقبل الطاقة في العالم العربي، بحماية المياه والأمن الغذائي.
وأفاد بدران أن 35 مليونا من العرب لا يحصلون على خدمات الطاقة والكهرباء، وتشكل صادرات الهيدروكاربون 36 في المائة من الناتج المحلي العربي، إذ يصل إلى 33 في المائة من الإمارات العربية.
واعتبر بدران الدعم الحكومي يصل إلى 90 في المائة من الدول العرب، بسبب عدم استخدام الطاقة البديلة.
وفي كلمته بالمناسبة، نوَّه وزير البيئة والمياه في الإمارات الدكتور راشد أحمد بن فهد بتقرير "أفد"، خصوصاً ما أورده حول تنويع مزيج الطاقة وكفاءة استخدامها والترابط بين قضايا الطاقة والمياه والغذاء. وأشار إلى اعتماد الإمارات خيار الطاقة المتجددة، فتم هذه السنة افتتاح محطة شمس 1 بطاقة 100 ميغاواط وافتتاح المشروع الأول في مجمع الشيخ محمد بن راشد للطاقة الشمسية بطاقة 13 ميغاواط. كما تبنت خيار الطاقة النووية للأغراض السلمية وبدأت العمل لإنشاء أربع محطات سيبدأ تشغيلها تباعاً بين عامي 2017 و2020، وستوفر ربع احتياجات البلاد الى الكهرباء. وتعمل الإمارات حالياً على استكشاف أشكال من الطاقة المتجددة بما فيها تحويل النفايات إلى طاقة.
وتحدث الوزير عن التحديات والانعكاسات الكاربونية الناجمة عن الطاقة وارتفاع درجة الحرارة.
يشار إلى أنه إضافة إلى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، حاكم الشارقة، حضر المؤتمر وزراء سابقون وخبراء في المجال البيئي والطاقة، كما شهد المؤتمر حضور 52 بلدا، و90 مؤسسة، و40 وسيلة إعلامية.
يذكر أن المؤتمر نظمه المنتدى العربي للبيئة والتنمية ببيروت، وتستمر فعاليته على مدى يومين، أمس الاثنين واليوم الثلاثاء.
منقول