الجديدة (و م ع) ـ يشكل معرض الفرس بالجديدة، الذي بلغ هذه السنة دورته السادسة، محطة أساسية للتأكيد على الأهمية التي تحتلها تربية الخيول في النهوض بقطاع الخيل، وتكريس دورها كركيزة أساسية للاستراتيجية الوطنية لقطاع الخيل، التي اعتمدتها المملكة سنة 2011.
ويعتبر هذا المعرض، الذي ترأس صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفل افتتاحه أمس الثلاثاء، مناسبة فريدة لتعزيز سوق تربية الخيول بالمملكة، والمساهمة في تقريب الزوار وتحسيس الفاعلين في القطاع بالاستراتيجية الوطنية ذات الصلة.
وتعتبر تربية الخيول الرهان الأساسي للاستراتيجية الوطنية لقطاع الخيل التي تهدف إلى مضاعفة مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي في أفق سنة 2020، و يقدر هذا الناتج حاليا بـ4,7 ملايير درهم (0,5 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي). ويستوعب هذا القطاع 11 ألفا و500 منصب شغل مباشر وغير مباشر.
ولبلوغ هذا الهدف، تحرص الوزارة الوصية ومختلف المتدخلين على تجاوز العوائق التي تعترض تطور قطاع تربية الخيول بالمملكة، وعكس منحنى الانخفاض الذي تسجله أعداد الخيول في المغرب.
وتشكل هيمنة الضيعات الصغيرة أبرز عائق يواجه قطاع تربية الخيول، حيث إن 4 في المائة فقط من المربين يمتلكون ثلاثة خيول فأكثر، مقابل 19 في المائة في فرنسا و 50 في المائة في ايرلندا، رغم أن هذا المعطى لا ينطبق على بعض المناطق مثل الرباط وبوزنيقة والجديدة ومكناس.
وكان عدد الخيول بالمملكة يقدر سنة 2011 بـ160 ألف رأس، وينحو هذا الرقم نحو الانخفاض بسبب ندرة المستعملين. وحسب تقارير الشركة الملكية لتشجيع الفرس، فإن منحنى الولادات يعرف استقرارا رغم وجود عوامل غير ملائمة كمكننة قطاع تربية الخيول.
وتشكل المهرجانات والتظاهرات الخاصة بالفروسية، التي يعتبر معرض الفرس للجديدة أبرزها، أداة فعالة في توسيع وتشجيع تربية الفرس، والتحسيس والتوعية بالطرق السليمة لهذه الممارسة، وتعميم التوجيهات اللازم اتباعها في مجال تناسل الخيول.
يشار إلى أن معرض الفرس بالجديدة، المنظم بحلبة الفروسية " الأميرة للا مليكة"، على مساحة 9 هكتارات، تشمل مساحة مغطاة تفوق 20 ألف متر مربع، يتميز هذه السنة بمشاركة حوالي مائة من العارضين الذين يمثلون مهنيي القطاع، والمؤسسات الوطنية والدولية والجمعيات المهنية.
ويروم المعرض، الذي يشكل مناسبة للاحتفاء بالحصان في مختلف تجلياته وإبراز مكانة هذا الموروث، إن على المستويين الوطني أو الدولي، الارتقاء بالمغرب إلى مصاف الأمم الكبرى في عالم الفروسية، وذلك من خلال الحرص على تحفيز انفتاح المملكة سعيا إلى جعلها أرضية لتبادل الخبرات في مجالات تربية الخيول والرياضة وفنون الفروسية.
وسيمكن المعرض من تأكيد المكانة المحورية للفرس في التاريخ والهوية الثقافية الوطنية وفي الذاكرة الجماعية، فضلا عن البعد السوسيو- اقتصادي البارز الذي يكتسيه قطاع الخيول.
منقول