هكذا، قام جلالة الملك بزيارة ورش ترميم سور المدينة القديمة، وكذا ورشي الميناء الترفيهي الجديد والميناء المستقبلي للصيد.
ويروم مشروع إعادة توظيف المنطقة المينائية لطنجة- المدينة، الممتد على مساحة إجمالية تناهز 84 هكتارا من الأراضي المسطحة، والذي انطلقت أولى أشغاله في مارس 2011، تعزيز موقع مدينة طنجة كوجهة رائدة لسياحة الرحلات البحرية والترفيه على الصعيد الدولي عموما وبالحوض المتوسطي على وجه الخصوص، عبر تطوير مجموعة من الأقطاب (الرحلات البحرية، ترفيه، الصيد، الفندقة، الثقافة والتظاهرات، التجارة والتنشيط، الإقامات السكنية والمكاتب).
وتنفيذا للتعليمات السامية لصاحب الجلالة، حفظه الله، سيمكن هذا المشروع الذي يرتقب الانتهاء من إنجازه في متم سنة 2016، من ضمان إعادة توظيف أمثل للموقع عبر إيجاد فضاء للعيش يأخذ بعين الاعتبار التاريخ الغني لطنجة، وإدماج الميناء في المدينة، وتحفيز تنمية رفيقة بالبيئة.
وستوفر المنطقة المينائية الجديدة بنيات تحتية مهمة موجهة لاستقبال أكبر سفن الرحلات البحرية في العالم، مع تهيئة ثلاثة أرصفة لهذا النشاط، سيبلغ طول أكبرها 360 مترا، في أفق استقطاب 300 ألف سائح في 2016 و750 ألف سائح في 2020.
ويرتقب الانتهاء من أشغال الشطر الأول لتوسيع رصيف رسو سفن الرحلات البحرية، المقام عند المصب الرئيسي، والتي انطلقت في فبراير 2013، في متم السنة الجارية، حيث بلغ معدل الإنجاز 50 في المائة.
وسيصبح ميناء طنجة- المدينة، ميناء البوغاز الذي يوفر أحد أفضل عروض الخدمات الخاصة بالملاحين والقوارب الترفيهية، مع حوضين ترفيهيين بطاقة إجمالية قوامها 1610 أماكن لرسو القوارب. وسيوفر الميناء بعد إعادة تهيئته عرضا مندمجا يشمل إصلاح السفن، والرسو، وبيع قوارب الرحلات البحرية، فضلا عن مدارس في عدد من التخصصات البحرية (الملاحة الشراعية، وقيادة اليخوت ...).
وبلغت أشغال إنجاز البنيات التحتية ذات الصلة بالميناء الترفيهي الجديد، التي انطلقت في ماي 2011، معدل إنجاز بلغ 80 في المائة، فيما سجلت تلك المرتبطة بالشطر الأول من إعادة توظيف ميناء الصيد الحالي وتحويله إلى ميناء ترفيهي، والتي انطلقت في أكتوبر 2011، ما نسبته 40 في المائة. وسيتم الشروع في إنجاز أشغال تجديد وتجهيز الميناء الترفيهي الجديد في يناير 2014، على أن يشرع في استغلاله جزئيا مع متم سنة 2014.
ومن بين أهم محاور برنامج إعادة توظيف المنطقة المينائية لطنجة- المدينة، مشروع بناء ميناء جديد للصيد يروم تحسين ظروف اشتغال مهنيي القطاع، من خلال وضع رهن إشارتهم، بالموقع نفسه، تجهيزات حديثة تستجيب لحاجياتهم، وتحفز الاستثمارات، وتمكن من إحداث مناصب للشغل في قطاع الصيد البحري.
وسيشتمل ميناء الصيد المستقبلي، المشيد غرب الميناء الحالي، على 1167 مترا طوليا من منشآت للحماية، و2337 مترا طوليا من أرصفة للرسو، و11 هكتارا من الأحواض و12 هكتارا من الأراضي المسطحة.
كما سيتم تزويده ببنيات تحتية ضخمة ضرورية لاشتغال الميناء (طرق وشبكات مختلفة) وملحقات ترتبط باستغلال الميناء الجديد (باحة لبيع السمك، وحدات لإنتاج الثلج، مستودعات للتبريد، محلات تجارية لأرباب القوارب وباعة السمك، ومرفأ للرسو، وورشة لصناعة السفن، وورشات لإصلاح السفن، ومرافق إدارية).
وسيكون لميناء الصيد المستقبلي وقع اقتصادي واجتماعي مهم جدا، اعتبارا لكونه سيوفر للمهنيين بنيات تحتية عصرية، وأرصفة مخصصة للصيد في أعماق البحار، وموقعا لإصلاح وحدات الصيد التقليدي، الساحلي وفي الأعالي.
وأنجزت أشغال البنيات التحتية الخاصة بالميناء، والتي أعطيت انطلاقتها رسميا من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أيده الله، في 6 دجنبر 2011، بنسبة 65 في المائة، ومن المرتقب أن تنتهي في يونيو 2014.
وتنفيذا للتعليمات الملكية السامية، يجري إنجاز أشغال إعادة توظيف المنطقة المينائية طنجة- المدينة في احترام تام للبيئة المحيطة والطابع المعماري للمدينة. وهكذا، يتم حاليا إنجاز دراسات أركيولوجية وهندسية وتقنية لإعادة ترميم سور المدينة القديمة. وقد تم الشروع في أشغال إعادة ترميم الشطر الأول الذي يمتد من "برج دار البارود" إلى "برج الحجوي" على طول 600 متر، في أكتوبر 2012، حيث أنجزت أشغاله بنسبة 70 في المائة، فيما توجد الدراسات المرتبطة بإعادة ترميم الشطر الثاني، الذي يمتد من "قصر يورك" إلى "برج النعام"، في طور الإنجاز.
وبالموازاة مع ذلك، وبهدف فتح الميناء على المدينة، تم هدم جزء من الأسوار والبنايات القديمة الواقعة عند مدخل الميناء الجديد والتي لا تشملها أشغال إعادة التوظيف.
ويتضمن برنامج إعادة توظيف المنطقة المينائية لطنجة- المدينة، أيضا، بناء عدد من الفنادق (3 و4 و5 نجوم)، وقصر للمؤتمرات يتسع لـ1500 مقعد، ومحلات تجارية، ومركز تجاري كبير، وبنايات سكنية ومكاتب، إلى جانب النقل عبر الكابل (تيليفريك) الذي سيمكن من ربط أفضل بين المدينة القديمة، والمحطة البحرية، والميناء الترفيهي، ووسط المدينة الجديدة (ساحة فارو).
وسيمكن هذا البرنامج الطموح من إعادة توظيف الميناء، الذي يعد مشروعا ضخما يروم إعطاء نفس جديد لميناء طنجة- المدينة، مدينة البوغاز، من تعزيز التوجه السياحي لجوهرة الشمال، كما أنه ينضاف لمختلف المشاريع المهيكلة التي أطلقها خلال السنوات الأخيرة، صاحب الجلالة الملك محمد السادس ، نصره الله، إن على مستوى هذه الجهة أو بباقي جهات المملكة.
منقول