الدارالبيضاء (و م ع) - تعتبر المبادرة الملكية "مليون محفظة"، التي دخلت هذا الموسم سنتها السادسة على التوالي، تجسيدا بليغا لدور الدعم الاجتماعي والعمل التضامني في النهوض بأداء قطاع التعليم بالمملكة بشكل عام، وتعميم التعليم الأساسي على جميع الأطفال الذين بلغوا سن التمدرس، على وجه الخصوص.
فمن خلال تمكينها العديد من التلاميذ، المنتمين للفئات المعوزة عبر ربوع المملكة، خاصة في الوسطين القروي وشبه الحضري، من اقتناء المقررات والكتب وباقي اللوازم المدرسية، تواصل هذه المبادرة، التي انطلقت في الموسم الدراسي 2008/ 2009، مساهمتها في التقليص من نسب الهدر المدرسي، وبالتالي تكريس تعميم التعليم الأساسي وإلزاميته.
ويعكس ترؤس صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، أمس الأربعاء، بالدارالبيضاء، عملية انطلاقة هذه المبادرة برسم الموسم الدراسي 2013/ 2014، العناية الفائقة التي ما فتئ جلالته يوليها لقطاع التعليم، وسعي جلالته المتواصل إلى تمكين الأطفال المحتاجين من الظروف الملائمة للولوج إلى مقاعد الدراسة، من خلال مساعدة الأسر المعوزة التي تواجهها خلال فترة الدخول المدرسي تكاليف إضافية قد لا تستطيع توفيرها.
وكما أعلن عن ذلك جلالة الملك في خطابه السامي الموجه إلى الأمة بمناسبة الذكرى الخامسة والخمسين لثورة الملك والشعب، فإن هذه المبادرة، التي تنبع من إرادة ملكية راسخة للنهوض بأداء المدرسة وتخفيف أعباء الفئات الأكثر احتياجا، تندرج "ضمن توجه تضامني، يقوم على دعم البعد الاجتماعي للإصلاحات العميقة، في عدة قطاعات أساسية ذات الصلة المباشرة بالحياة اليومية للمواطن" بما فيها قطاع التعليم.
وإضافة إلى بعدها الاجتماعي، فإن هذه المبادرة تشكل أيضا تجليا من تجليات ما أعرب عنه جلالة الملك في خطابه السامي بمناسبة الذكرى الستين لثورة الملك والشعب، من حرص على جعل المواطن المغربي في صلب عملية التنمية والسياسات العمومية والعمل على تمكين المدرسة من الوسائل الضرورية للقيام بدورها في التربية والتكوين.
وتوضح الأرقام المرتطبة بهذه المبادرة أن الأمر يتعلق بعملية ذات وقع اجتماعي إيجابي كبير، حيث تبلغ الكلفة الإجمالية لهذه المبادرة برسم الموسم 2013/2014 حوالي 344 مليون درهم، فيما يبلغ عدد المستفيدين منها ما يفوق ثلاثة ملايين و996 ألف تلميذ وتلميذة، (من بينهم مليون و84 ألف مستفيدة ومستفيد من محفظة كاملة، أي الكتب واللوازم المدرسية كلها).
ويتوزع المستفيدون من هذه العملية، حسب الوسط، إلى 38 في المائة بالوسط الحضري، و62 في المائة بالوسط القروي، فيما تبلغ نسبتهم حسب السلك الدراسي 87 في المائة في السلك الابتدائي و13 في المائة في السلك الإعدادي.
أما مساهمات الشركاء في هذه المبادرة برسم الموسم الدراسي الحالي فتتوزع بين وزارة الاقتصاد والمالية (250 مليون درهم)، ووزارة الداخلية في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية (40 مليون درهم)، ومؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين (5 ملايين درهم)، وصندوق الإيداع والتدبير (5 ملايين درهم)، والقرض الفلاحي (5 ملايين درهم)، والمكتب الوطني للماء والكهرباء (3 ملايين درهم)، ووكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية للأقاليم الجنوبية للمملكة (2 مليون درهم)، ووزارة التنمية الاجتماعية والتضامن والأسرة (0,5 مليون درهم)، إلى جانب شركاء آخرين (33,5 مليون درهم).
وفي واقع الأمر، فإن مبادرة "مليون محفظة" تشكل جزءا من الدعم الاجتماعي المخصص للموسم الدراسي الحالي، الذي رصد له غلاف مالي بقيمة مليار و910 ملايين درهم يتوزع على المبادرة، وعلى الدعم المالي المباشر (برنامج تيسير بـ 713 مليون درهم)، والنقل المدرسي (66 مليون درهم)، والإطعام والداخليات (787 مليون درهم).
وتعكس هذه المعطيات بجلاء مدى أهمية الدعم الاجتماعي المخصص للموسم الدراسي الحالي، الذي تشكل المبادرة الملكية "مليون محفظة" أحد مكوناته، في تكريس البعد التضامني للنهوض بقطاع التعليم، وكذا تحقيق الهدف الأصيل لهذه المبادرة والمتمثل في إعطاء دفعة قوية لتعميم وإلزامية التعليم الأساسي، ضمانا لتكافؤ الفرص ومحاربة للانقطاع عن الدراسة.
منقول