وسواء كان سفره داخل المملكة أو خارجها، فإن حراسه الخاصين يرافقونه باستمرار.. ثلاثة منهم فقط هم الذين يستأثرون بعطف خاص من طرف الملك محمد السادس أثناء أسفاره، وهم ينحدرون من مدن فاس والرباط والدار البيضاء، وجميعهم يرافقونه في الخرجات الرسمية.
أهم حراس الملك خالد فكري، وهو من مواليد الرباط ومن أقرب المقربين إلى الملك، تعرض لإصابة بكسر في يده في أحد التداريب، بينما الحارس الثاني هو محمد مارسوهو من أبناء الدار البيضاء، وينحدر من درب السلطان، وكان هو الآخر من مرافقي الملك حين كان وليا للعهد.
ثالث الحراس الشخصيين هو عزيز الجعايدي، وهو من أبناء فاس، انتقل إلى مراكش وأقام في منزل خالته، حيث بدأ يمارس كرة السلة بالكوكب المراكشي ليعينه محمد المديوري مفتشا بالأمن الوطني، ثم نقله في ما بعد إلى الأمن الملكي، واستفاد من دورات تدريبية بالداخل والخارج، إلى أن أصبح حارسا لإحدى الأميرات، ثم حارسا لولي العهد، ثم بعد ذلك حارسا للملك بعد وفاة الملك الحسن الثاني.
ويعمل إلى جانب هؤلاء 26 حارسا آخرين، مدربين على الرماية والمناورة والسياقة وإصابة الهدف بسرعة وتضليل العدو والتغطية الأمنية. لكن حضور هؤلاء لا يمنع محمد السادس من التخلص من قيود الإجراءات الأمنية في العديد من المناسبات، حيث يفضل التجول بمفرده داخل شوارع مدينة معينة، أما بخصوص كثرة تنقلاته، فقد اعترف أحد الوزراء بأن نمط الملك الشاب لم يتغير بشكل كبير، إذ يتحرك كثيرا داخل المغرب إلى درجة تجعل من الصعب تحديد مكان وجوده، فقد سبق أن عقد محمد السادس العديد من اجتماعات العمل والمجالس الوزارية في مختلف المدن المغربية بعيدا عن الرباط: من مراكش إلى الدار البيضاء مرورا بتطوان أو أكادير...
وقبل تنقل الملك إلى أية مدينة، يسبقه مدير الأمن الملكي لمراقبة الإقامة الملكية ومحيطها والاجتماع بالأفراد العاملين بها والتنسيق مع والي الجهة ووالي الأمن وقائد الدرك الملكي بالمنطقة المعنية دون أن يكشف لهم التفاصيل.
يخصص الملك قصر الحبوس بالدار البيضاء للأنشطة الرسمية، ويفضل الإقامة بفيلته بآنفا وتلك المطلة على الكورنيش. أما في الشمال، يقيم الملك بالمضيق في فيلا مطلة على البحر، لتتحول بعدها قرية الصيادين من الوجهات المفضلة للمحيط الملكي، ويفضل الاشتغال بمكتبه بقصر مرشان بطنجة. لكن الأسفار لا تعني دائما الاسترخاء في القاموس الملكي، وعندما يقرر الملك زيارة مدينة ما فهو لا يقوم فقط بإطلاق المشاريع، بل ينقل معه كذلك محيط العمل الخاص به، ويوضح مسؤول بوزارة الداخلية أن الداخلية بهذا الشكل تحافظ على تقاليدها في الحكم بسلاسة بغض النظر عن تغيير المكان.
حسب المقربين منه، يبتدئ يوم محمد السادس بحصة من الرياضة أو حمام من المياه المعدنية. وتتوفر الإقامات الملكية بأكادير وتطوان على صالات رياضية كاملة التجهيز يستعملها بشكل منتظم، خاصة عندما يطول مقامه بتلك المدن، وهو يفضل، حسب المقربين منه، مزاولة كرة السلة مع مرافقيه.
أما في فصل الشتاء، فيفضل محمد السادس قضاء عطلته بكورشوفيل أشهر محطات التزلج بفرنسا، هناك قد تشاء الصدف أن يقابل الأمير السعودي الوليد بن طلال أو أحد نجوم الارنبي (أحد الأنماط الموسيقية التي يفضلها الملك)، حيث تمكن المصورون من التقاط صور للأميرة للاسلمى وهي تمارس رياضة التزلج.
في أقل من ستة أشهر، زار الملك باريس حيث تقطن والدته الأميرة للالطيفة، وتستمتع الأسرة الملكية بممارسة عاداتها في التسوق.. وقد سافر الملك أشهرا بعد وفاة الحسن الثاني إلى فرنسا للتخلص من الضغوط التي تعرض لها أثناء إعداده للمرحلة الانتقالية التي عرفها المغرب في تلك الفترة، عندها التقطت الصحافة الفرنسية صورا لملك شاب متحرر بسروال جينز وسترة جلدية وهو يهم بمغادرة فندق باريسي رفقة منير الماجدي وعدد من حرسه الخاص، بعد أن تعود، عندما كان وليا للعهد، على الظهور ليلا بباريس في أماكن اللهو والسمر. الوجهة الثانية المفضلة لمحمد السادس هي آسيا، حيث أمضى رحلة شهر العسل بجزيرة بوكيت بالتايلاند، وعاد ليزور إمبراطورية الشمس المشرقة في زيارة رسمية استقبله فيها إمبراطور اليابان. يرى المتتبعون أن ما يميز محمد السادس عن والده هو صعوبة التمييز بين زياراته الخاصة والرسمية، كما أنه يقرر في بعض الأحيان تمديد إقامته أياما قد تمتد لتصبح أسابيع.. تكرر هذا الأمر عندما حل بالجزائر سنة 2005 لحضور أشغال القمة العربية، حيث مدد في آخر لحظة إقامته لمدة خمسة أيام واستقبل في إقامته الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة. قبلها بأشهر، قام الملك بزيارة رسمية إلى أمريكا اللاتينية، رافقه خلالها مجموعة من الوزراء ورجال الأعمال الذين أمضوا أوقاتا ممتعة حسب ما أكده أحد الحاضرين الذي أضاف:«قرر الملك تمديد فترة إقامته دون أن يخبر أحدا، واعتقد بعض رجال الأعمال أنه يتعين عليهم الانتظار بدورهم، واضطروا مقابل ذلك أن يدفعوا من جيوبهم مصاريف تلك الأيام الإضافية». عند العودة إلى المغرب، كانت هناك مفاجأة في انتظارهم بعد أن خصص لهم محمد السادس منحة خاصة.
منقول