فخلاصة أسلوب محمد السادس كما لخصه أحد أقرب أصدقائه هو مقولة «تازة قبل غزة»، أي إعطاء الأولية للملفات الداخلية. وأمام وعيه بالتحديات المطروحة على المملكة، فإن جميع أسفاره قد تتحول إلى ورشات عمل في كثير من الأحيان، لهذا لم يعد مفاجئا أن يعقد الملك لقاءاته الرسمية بأي مدينة كان متواجدا بها، سواء أكان في مهمة رسمية أو فترة استراحة، ولا حتى استقبال ضيوفه من خارج المملكة.
«أعتقد أن عدم الاكتراث، سواء كان المرء ملكا أم لا، يختفيمع بلوغ سن معينة، وتحل محله الرصانة التي تجعلك قويا في وجه الأحداث، تلك الرصانة التي تقودك إلى عدم نسيان مسؤولياتك المهنية أبدا، ولتفكر فيها طوال الوقت. فليس لدي لا توقيت ولا يوم محدد للراحة، ولا حتى عطل مخطط لها منذ وقت طويل بشكل مسبق. وهنا تكمن خصوصية مهنة الملك»، يشرح.
وقد سبق أن صرح أحد الصحفيين، الذين رافقوا الملك خلال سنوات حكمه الأولى، أنه كان يفضل أن يكون بحارا، أشهرا بعد توليه الحكم. وردد البعض أنه ينام في ورزازات ليستيقظ في طنجة، حيث زار العديد من المدن المغربية، وهو ما علقت عليه الصحافة الدولية بأن عاصمة المغرب توجد حيثما حل الملك.
لكنه رغم كل شيء يحتاج إلى قسط من الراحةّ، وإلى عطلة تمنحه حيوية جديدة لمواصلة مهمته.
فبعد عودته من سفره الأخير، صرح أحد رجال الأعمال بالدار البيضاء: «لقد أمضى الملك وقتا ممتعا بفرنسا وأفادته تلك الزيارة كثيرا».
أمام جميع الالتزامات، فإن محمد السادس يعشق السفر بشكل كبير، يقابله تكتم حول أسفاره المرتبطة بالعطلة، إذ لا يفصح البروتوكول الملكي عن الأسفار الخاصة التي يقوم بها الملك، إلا أنه تم خرق هذا النظام عندما استدعى الأمر ذلك في فبراير 2008، بعدما أنهى محمد السادس زيارة خاصة لفرنسا استغرقت 30 يوما، وذلك ردا على ما نشره موقع إلكتروني إسباني بخصوص خضوع الملك لعملية جراحية دقيقة وقضائه لفترة نقاهة، ليرد وزير الاتصال في سابقة من نوعها وينفي الخبر.
وحتى قبل أن يعود محمد السادس من زيارته الخاصة لآسيا وفرنسا الأسبوع الماضي، كان هناك سؤال واحد يؤرق بال الإعلام المغربي: «ألم يعد الملك بعد من جولته خارج البلاد؟»، فلا يمكن لأي كان أن يستخف بتفاصيل الحياة الخاصة للملك بحكم ارتباطها، كما يصرح هو بنفسه، بتدبير الشأن العام. وقد أكد البعض أنهم قد شاهدوا محمد السادس وهو يتجول بشارع «مونتين» الباريسي رفقة عدد قليل من حراسه الشخصيين، فيما يقسم آخرون على أن فؤاد عالي الهمة يرافق الملك في نصف رحلاته، مفندين بذلك الادعاءات التي تقول إن منير الماجدي لم يفارق الملك لحظة واحدة منذ أن سافر إلى الخارج قبل أسابيع. وإذا كانت شخصية الملك تجذب إليها الانتباه، فإن أسفاره شكلت موضوعا يجذب فضول شريحة واسعة من المغاربة.
فما إن تم الإعلان رسميا عن خبر سفر الملك، بدأ المبحرون في شبكة الأنترنت بتتبع أخبار رحلته الأسيوية والتي شملت الفيتنام والصين، وقامت الصحافة الصينية الفرانكفونية بتغطيتها. وعندما استقبل الملك في إقامته الخاصة بباريس الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وزوجته كارلا بروني، تناقلت الصحف المغربية الصورة التي جمعت الأسرة الملكية الصغيرة، وانضافت إلى الصور الرسمية الخاصة بالملك.
منقول