قد لا يعلم المرء أن مشاعر الحب والعشق يمكن أن تمتد إلى الجوامد والأشياء المادية التي قد تحظى باهتمام بالغ من لدن بعض الأشخاص ورعايتهم
قد يستنكر البعض الفكرة، لكنها أمر وارد وقد يعني عامة القوم وخاصتهم، كما قد يحدث مع الكثيرين، والملك محمد السادس واحد من أولئك الذين يكنون عشقا خاصا للسيارة.
الملك محمد السادس رجل زمانه، وهواياته مرتبطة بجيله وبوضعه الاعتباري كملك ورئيس دولة، إنه يعشق السيارات وسباقات "الفورمولا وان".
حسب المهتمين بعالم السيارات وجمع النادر والعتيق منها، تعتبر بلادنا على رأس البلدان الإفريقية التي تحتضن أندر السيارات وأغلاها قاريا.
وترجع أسباب هذا الامتياز على المستوى الإفريقي إلى اهتمام ملوك المغرب بالسيارات ووجود القواعد الأمريكية في ستينات القرن الماضي ووضعية مدينة طنجة الدولية سابقا، حيث فضل الكثير من أثرياء العالم إما المقام بها او اقتناء إقامات ثانوية لقضاء فترة من السنة بها.
وحسب أحد المقربين من البلاط، يعتبر الملك محمد السادس مجموعة من سياراته الخاصة كنزا يجب الحفاظ عليه، منها سيارات اقتناها واختارها بنفسه وأخرى ورثها عن أبيه وجده.
السيارات، من بين هوايات الملك محمد السادس، وإذا كانت هذه الهواية مشتركة بين الملك الأب والملك الابن، فإن درجة عشق الابن فاقت بكثير درجة عشق الأب حسب المقربين.
كان الملك الراحل الحسن الثاني مولعا بالسيارات منذ نعومة أظافره، لكن ولع وارث سره، الملك محمد السادس، فاقه وتعداه.
عشق محمد السادس للسيارات عشق خاص، يحميها عن الأنظار وقناصي "السكوبات" في مجال الصور. حرص على اقتناء الكثير منها بنفسه، وانتقل إلى محل عرضها، بل عاين سلسلة صناعتها عن قرب، وقام بتجريبها وإدلاء ملاحظات فيما يجب تغييره من إكسسواراتها وأحيانا بخصوص تصميمها الداخلي والخارجي.
اخترنا في ملف هذا العدد سبر أغوار عالم محمد السادس الخاص بالسيارات والتساؤل حول عشقه لها وكيفية الاهتمام بها وتتبع شؤون "أسطول" سياراته الخاصة وعلاقته بالسيارات الموروثة وخلفيات اهتمام الملوك الثلاثة، الابن والأب والجد، وكيف كانت البداية بمتابعة، استعراض عدد من السيارات الملكية الخاصة خلسة من مكان صيانتها والعناية بها لجعلها مستعدة لإشباع رغبات مالكها في أي وقت وحين.
"معرض غير متوقع" عايناه خلسة
لم يعد مشهد الملك محمد السادس وهو يقود سيارته بنفسه، متجولا بين حواري وشوارع الرباط، الدار البيضاء، أكادير، تطوان ومدن أخرى، يثير في النفوس تلك الدهشة، التي كان نفس المشهد يثيرها مع بداية استئناس ملك الفقراء بالحكم، إذ أصبح بمقدور المغاربة، خاصة سكان العاصمة الاقتصادية ملاقاة الملك، وهو يتجول على متن سيارته بشوارع آنفا، الزرقطوني، الجيش الملكي، أو شوارع منطقة عين الذئاب، التي أضحى البعض هناك، يلامسون مزاج الملك من خلال نوع السيارة التي يقودها، فمثلا، يقول شاب ألف رؤية الملك بعين الذئاب كلما حل بالدار البيضاء، "عندما أشاهده على متن سيارة (مرسيدس سبور سوداء)، أدرك أن الملك يسعى من خلال جولته، الإنصات إلى نبض المجتمع البيضاوي، الذي يعتبر نواة المجتمع برمته".
"إنه ملك رحالة" يقول الصحافي تييري أوبيلي، بجريدة (لوفيكارو) عن الملك محمد السادس، في إشارة إلى تنقلاته الكثيرة بين المدن المغربية، سواء عبر سيارته الرسمية أو تلك التي اقتناها من أعرق شركات صناعة السيارات الفاخرة في العالم، قصد التجول على متنها بين شوارع المدن المغربية بكل أريحية، ويضيف أوبيلي قائلا " يريد أن يكون قريبا من الحياة العامة للمغاربة، لذلك يحب أن ينضم إلى جموع الناس لابسا قندورته، راكبا سيارة الليموزين غير المغطاة، ملوحا بأصابعه للناس"، وحسب مصدر مقرب من حاشية الملك، إن محمد السادس الذي تحتم عليه ظروف الاشتغال الانضباط التام لقواعد البروتوكول الملكي، عادة ما يسارع بعد إنهاء زياراته التفقدية أو تلك التي يعنى فيها بالتدشينات أو افتتاح المشاريع التنموية إلى التخلص من عبء بروتوكول ثقيل، لطالما قيده، هو الذي اعتاد دائما الإفلات من حراسة أمنية شديدة تطوقه إلى حد الالتصاق، لذلك فإن أول ما يبادر به الملك يقول مصدرنا، هو الارتماء بين أحضان سياراته الفاخرة التي يفضل سياقتها بمفرده.. إذ غالبا ما يختار أحد المقربين لمؤانسته خلال جولاته تلك غير المبرمجة سلفا.
وإذا كانت العائلة الحاكمة بالمملكة السعودية، تملك حسب مصدر من الرياض، أزيد من 15 ألف سيارة فاخرة، موزعة بين الملك عبد الله بن عبد العزيز وباقي الأمراء، فإن عدد السيارات التي بحوزة العائلة الملكية بالمغرب، يظل مجهولا، كما لو أنه يندرج في خانة أسرار الدولة، غير أنه مقابل ذلك، هناك رقما تقريبيا حصر على الأقل سيارات الملك محمد السادس في عدد معين، ولو ظل سوى مجرد رقم تقريبي للعدد الهائل من السيارات التي يقتنيها الملك حسب رغباته وأذواقه، فقد طفا مؤخرا إلى سطح التداول، أن الملك محمد السادس الذي دخل لأول مرة سنة 2007 بورصة أغنى ملوك ورؤساء دول العالم، المنظمة من طرف مجلة "فوربس" الأمريكية، والتي احتل فيها المرتبة السابعة متقدما على أمير دولة قطر وأمير دولة الكويت وملوك الدول الأوروبية، يمتلك أزيد من 800 سيارة فاخرة، لينتقل الرقم حسب مصدر آخر إلى 600 سيارة، غير انه انطلاقا مما أفصح عنه مصدر مقرب من القصر، إن الملك محمد السادس يمتلك لوحده حوالي 500 أو ما يزيد عن ذلك من السيارات الفاخرة، الرياضية منها أو رباعية الدفع أو حتى النادرة، بيد أن الرقم مرشح للارتفاع، سيما وأن الملك يعد من هواة اقتناء آخر الصيحات في عالم السيارات.
"رولز رويس" "الرانج روفر" "الهامر" "الفيراري" وسيارات أخرى للملك بطريق زعير
بإحدى فضاءات العاصمة الإدارية للمملكة، وتحديدا بطريق زعير، تصطف السيارات الملكية الفاخرة لعاهل البلاد في فضاء واسع مستعدة للانطلاق، بعضها كما قيل صنعت خصيصا للملك محمد السادس، أو تعتبر الرقم (1) في سلسلة أرقام ماركتها المسجلة.
لقد تحدث البعض عن أزيد من 400 سيارة من مختلف الأنواع والأحجام "ترقد" بمرآب تابع للقصر، في حين شاع على نطاق واسع، أن الملك محمد السادس، جمع مئات السيارات الفاخرة، التي يفوق سعر بعضها مليون ونصف المليون درهم.
يوظف المرآب حسب مصادر رباطية، مئات العمال، بعضهم مكلف بالصيانة والميكانيك، وآخرون، يشتغلون في الحراسة والسياقة، هؤلاء حسب نفس المصدر، يعتبرون موظفون تابعون لإحدى أجهزة القصر الملكي بالرباط، حيث تقتصر وظيفتهم على صيانة سيارات الملك محمد السادس، وكذا الحفاظ على لياقتها من خلال تشغيلها على الأقل أربع مرات في الشهر، أي بمعدل مرة كل أسبوع.
ذات صباح باكر من سنة 2008، وقف جموع الناس ـ مارة وسائقين ـ أزيد من عشرين دقيقة في انتظار خروج سيارات الملك محمد السادس للقيام باستعراضها الخيالي غير المعلن عنه، حيث توقفت حركة السير بالمحيط الدائر حوله، غير أن هذا التوقف الاضطراري لم يدفع المواطنين المتجهين نحو عملهم أو لقضاء مآربهم إلى التذمر والاحتجاج، مثلما كان يحصل عادة خلال بعض زيارات الملك الراحل الحسن الثاني وكذا محمد السادس مع بداية استئناسه بالحكم، حيث تُشلُّ حركة المرور نهائيا لأزيد من ساعة ونصف ريثما يمر الموكب الملكي، لكن خلافا لذلك، لم يتذمر المارة والسائقون كما كان يحدث من قبل، لكون توقفهم ذاك، سيمكنهم من الاطلاع، أو بالأحرى التفرج على عرض "خيالي" أبدعته سيارات الملك، التي تعتبر آخر ما جادت به التكنولوجيا الصناعية الحديثة في عالم السيارات.
من بعيد، تبدو السيارات الراكنة على الساحة الإسفلتية، كما لو أنها صنعت للتو قصد عرضها بمعرض خاص بالسيارات الفاخرة، كل الأنواع الموجودة ماثلة أمام الأعين في ذاك الصباح المشمس، ولو أن بعضها، والتي تفوق حسب مصدر من عين المكان، أزيد من 500 سيارة، موزعة بمرائب أخرى بالعاصمة، لم يتردد أحد الواقفين ـ الذي يبدو من خلال حديثه إلى صديقه أنه يفقه في "علم السيارات"ـ عن التعليق، وهو يشير إلى السيارات الراكنة "والله ما تقول غير الميريكان هاذي، ما شي الرباط"، وأضاف بعدما رمق سيارة سوداء تستعد للانطلاق "انظر إلى تلك السيارة السوداء، إنها من نوع (رولز رويس) البريطانية"، وحسب هذا الأخير، فقد اعتاد الملك محمد السادس أن يستخدمها للقيام بجولات خفيفة بضواحي مدينة الرباط، حتى تظل محركاتها في كامل لياقتها، بينما رد عليه صديقه " لا يمكن للملك في ظل انشغالاته واهتماماته أن يسوق هذا الكم الهائل من السيارات الفاخرة، ربما إن لوعة العشق بـ (الطوموبيلات الكلاس والسبور)، هي التي تدفع محمد السادس لاقتنائها لا غير"، وحسب أحد المقربين من محيط القصر، هناك سيارات فخمة، لم يستعملها الملك إلا مرة واحدة أو مرتين فقط، إذ قال بهذا الخصوص، على أن الملك محمد السادس في علاقته بالسيارات "عشاق وملال"، حيث تظل بعض هذه السيارات تنتظر دورها في انتزاع شرف قيادتها من طرف الملك، وحسب نفس المصدر، يضع محمد السادس بعض سياراته الفاخرة، رهن إشارة بعض زوار المملكة، من ملوك وأمراء ورؤساء بعض الدول، كدليل على حسن كرمه وضيافته.
في تلك الصبيحة، استمتع المتوقفون عنوة على قارعة الطريق بمشهد أقل ما يقال عنه إنه استعراضي مائة بالمائة، وحدهما منظما حركة خروج السيارات إلى الشارع بلباسهما المدني، من يمتلكان سلطة تنظيم السير داخل الفضاء الإسفلتي، شخصان قويا البنية، انسجام حركتهما ينم على أنهما من الأمن أو الدرك.. في البدء انطلقت سيارة مرسيدس سوداء رياضية واطئة، يقودها شاب قمحي البشرة، إذ تعتبر هذه السيارة، إحدى الأيقونات التي أبدعتها شركة مرسيدس الألمانية سنة 2003، وهي من نوع (SL 500) بنزين، ثم تلتها سيارة أخرى من نفس النوع ـ فضية اللون ـ حيث تفوق سرعتها 400 كيلومتر في الساعة، وقد شوهد الملك محمد السادس وهو يقود سيارة المرسيدس (SL 500) السوداء ـ مرارا بشوارع الدار البيضاء، خلال سنتي (2004-2005)، كما التقطت له صورة، وهو يسوقها رفقة أحد المقربين، رافعا يده لتحية المارة بكورنيش عين الذئاب.
ضمن السيارات التي غادرت الباحة ذاك الصباح، سيارة سوداء من نوع " رولز رويس"، التي تعتبر آخر ابتكارات الشركة البريطانية، إذ تم تقديمها أول مرة سنة 2006، وهي من أفخر السيارات على الإطلاق، خاصة وأن تجهيزاتها مصنوعة من أفضل أنواع الأخشاب والجلود والمعادن، حيث تأتي في الرتبة الثانية، بعد أن صممت تلك الشركة، سيارة " رولز رويس" الكوبية، إذ بمجرد ما انطلقت هذه السيارة التي يفضلها الملك محمد السادس عن باقي سياراته، والتي هي موديل (EX101)، ومرصعة بإطار (كرومي)، حتى بدت علامات الدهشة على المارة والسائقين، المتوقفين على قارعة الطريق، بل منهم من أخذ لها صورة بواسطة هاتفه النقال، كما تابع الحضور، سيارات الملك، وهي تخرج تباعا قصد "ترويضها" واختبار محركاتها، حيث انطلقت العديد من سيارات المرسيدس مختلفة الموديلات والألوان والأحجام، كـ (مرسيدس MCLAREN) و (مرسيدس MAYBACH 57W240)، و(مرسيدس CLXW219)، وقد أعقبتها سيارات أخرى من النوع الأقرب إلى الشاحنات، ونقصد هنا سيارة (كات كات رباعية الدفع) التي تحمل العلامات التجارية لشركة (مرسيدس ـ أودي ـ نيسان - BMW فولز فاكن- شيفرولي ..) هذا وتابعنا أيضا مرور سيارات أخرى من نوع (BMW) سوداء اللون وأخرى بيضاء، وكذا سيارات الفيراري الرياضية ذات اللون الأزرق المائل للسواد من نوع (612 SCALILIETT) و (Ferrari 599 GTB Fiorano)، إضافة إلى سيارتين "بنتلي كونتينوطال" سوداويتين، وكذا العديد من سيارات "الهامر" التي يعشقها الملك كثيرا حسب بعض المصادر، ثم سيارات أخرى من فصيلة الليموزين، والرانج روفر، هذه الأخيرة التي تغري هواة ومحترفي سباق السيارات بالصحاري والأراضي الوعرة، استعملها الملك محمد السادس أثناء زيارته لمدينة الحسيمة بعد تضررها بفعل الزلزال، وحسب مصادر مطلعة، فقد تم اقتناؤها بحوالي مليون درهم.
طلية الـ 20 دقيقة، انطلقت من الفضاء الإسفلتي، بطريق زعير، ما يناهز 140 سيارة أغلبها لم تستعمل بعد وحسب مصدر مقرب، إن باقي سيارات الملك، تركن بمرآب خاص داخل القصر الملكي، حيث تحظى بعناية مركزة، اعتبارا لولع محمد السادس الشديد بها، إذن أن الملك، رغم انشغالاته الكثيرة، سواء تلك المتعلقة به كملك، أو كرجل أعمال، لا يتوانى عن تتبع أخبار السيارات وآخر أنواعها، إذ حسب هذا الأخير، غالبا ما يكلف الملك أحد المقربين باقتناء السيارات التي يقع عليها اختياره، إذ من المرجح يقول مصدرنا، إن كاتبه الخاص منير الماجدي، هو أبرز الذين يفاوضون شركات السيارات التي تحظى بشرف إدراج عاهل المملكة المغربية كزبون من نوع خاص لها، كما يتوفر على مصلحة خاصة في هذا الشأن بديوانه.
"أسطول" سيارات الملك
إذا كان الابن والأب يشتركان بخصوص الاهتمام بالسيارات، فإن الملك الراحل الحسن الثاني يميل إلى السيارات القديمة والسيارات الضخمة (الليموزين)، في حين اختار الملك محمد السادس سيارات السباق فائقة السرعة و"الكابريولي" مع شيء من تفضيل إلى الفيراري والمرسيدس، ومؤخرا الـ "رانج روفر" الرياضية.
حسب المعلومات المتوفرة يتكون أسطول سيارات الملك محمد السادس من مئات السيارات، مختلفة الأنواع والأشكال والأحجام ومن "جنسيات" متباينة، وأكثرها تعد "جواهر" في عيون المولعين بالسيارات، حيث أن أغلبها صُممت استنادا إلى هيكل يعتمد على بابين فقط، وهو أصعب في الإنجاز والصنع من الهيكل ذي الأربعة أبواب. وتصنع بكميات محدودة، مما يجعلها نادرة نسيبا وباهظة الثمن كما أنها مكلفة الصيانة.
إن سيارات الملك كثيرة ومتنوعة أحصتها بعض المصادر بـ 800 سيارة، وذهبت مصادر أخرى كما أسلفنا إلى تقليص هذا الرقم إلى 600 أو 700 سيارة. في حين اعتبرت بعض المصادر أن عدد السيارات الخاصة بالملك محمد السادس يتجاوز 400 سيارة.
وصنعت سيارات الملك في بلدان مختلفة، منها البريطانية، كالجاكوار والروفر، والإيطالية كالفيراري وألفا روميو، والألمانية كمرسيدس و"بيم دوبل في" والأمريكية والسويدية، وكذلك يتضمن "أسطول" سيارات الملك سيارات مغربية، "فوركاط" و"البوارق" من صنع مؤسسة العراقي.
الواحدة تنسيك الأخرى
يتكون "أسطول" سيارات الملك من:
- السيارات الخاصة بالملك.
- السيارات الرسمية.
- السيارات الموروثة عن والده.
- السيارة الموروثة عن جده.
- بعض السيارات العتيقة ظلت قابعة في بعض القصور، حيث يعود تاريخها إلى ما قبل تولي الراحل محمد الخامس الملك بالمغرب.
وحسب أكثر من مصدر فإن مجموع هذه السيارات يفوق الألف، أما السيارات الخصوصية للملك محمد السادس، حسب أكثر من مصدر، فيتراوح عددها بين 450 و600 سيارة.
تعتبر كل هذه السيارات "جواهر" في نظر المولعين بالسيارة ومنها:
- سلسلة من سيارات المرسيدس من مختلف الموديلات، العادية منها والرياضية.
- مجموعة من سيارات "بيم دوبل في" الألمانية.
- سلسلة سيارات "الفيراري" و"ألفا روميو" الإيطالية.
- مجموعة سيارات "رولز رويس" و"الجاكوار" البريطانية.
- بعض السيارات من نوع "الأوستين" الانجليزية.
- سيارات من نوع "البورش" الألمانية.
- سيارات "بينترلي".
- سيارات "كورفيت" و"شيفرولي" و"كريزلير" الأمريكية.
- سيارات "موستونغ" الأمريكية.
- سيارات "الهامر" الكبيرة والصغيرة.
- سيارات "رانج روفر".
- سيارات من إنتاج مؤسسة "العراقي" التي قامت بتصنيع أول سيارة مغربية سريعة.
- سلسلة سيارات الدفع الرباعي وتضم عددا كبيرا من السيارات من مختلف الأنواع والجنسيات.
هذه هي المعالم الكبرى لـ "أسطول" سيارات الملك محمد السادس.
لسيارة "الفيراري" مكانة خاصة
يعتبر الملك محمد السادس أهم زبناء "الفيراري"، يتوصل بانتظام بـ "كاتالوجات" خاصة به، كما يزوره مبعوثون خاصون من الشركة الإيطالية كلما ظهر موديل جديد، وطرأت مستجدات في عالم السيارات، لعرضها عليه أو اقتراح تجريبها بنفسه. وقد سبق للملك محمد السادس أن اقتنى بعض سيارات "الفيراري" إثر زيارة ممثلي الشركة، وقد حدث وأن كان أول من اقتنى هذا الموديل أو ذاك قبل أي جهة أخرى في العالم.
وخلال زيارته للديار الإيطالية في غضون سنة 2000، اتجه الملك محمد السادس إلى منطقة "مورانيلو" حيث تستقر مصانع سيارات "الفيراري"، وخلال هذه الزيارة قام شخصيا بتجريب، إحدى السيارات السريعة بمضمار المصنع، (يعتقد أن تكون "فيراري 550 م مارانيلو") و"فيراري 360 مودينا" من سيارات "الفيراري" التي يتضمنها "أسطول" سيارات الملك، وكذلك سيارة "فيراري" سبور سوداء، الواطئة ذات بابين، "فيراري 612 سكالي لييتي"، "فيراري كاليفورنيا" "فيراري سبيدر" وربما "فيراري سكوديريا" وموديلات أخرى. ويمكن مصادفة موديل واحد من "الفيراري" لكن بألوان مختلفة.
علاقة خاصة بـ "المرسيدس"
عاين الكثير من المغاربة بكورنيش الدار البيضاء، الملك محمد السادس يقود سيارته "مرسيدس سبور" وولي العهد المولى الحسن على ركبتيه، عندما كان صغير السن، أو بجانبه وهو طفل. وكان شارع الزرقطوني بالدار البيضاء مسرحا لأكثر من حكاية، كانت سيارة "مرسيدس سبور" بطلتها، والتي كان الملك يفضل استعمالها، دون سواها، خلال فترة من الفترات بالعاصمة الاقتصادية.
آنذاك اهتم المواطنون بالسيارة الملكية التي يركبها الملك بالدار البيضاء، وبحثوا عن اسمها ونوعها واجتهدوا في معاينتها على الصور، للاحتفاظ بها في ذاكرتهم للتمكن من التعرف عليها من بعيد، استعدادا لاصطياد الفرصة المواتية للحديث معه أو تسليم رسالة استعطاف، أو التماس معونة.
وأضحى الكبير والصغير على علم أنها "مرسيدس سبور" (MERCEDES SL 500).
يرجع البعض ولع الملك محمد السادس بسيارات مرسيدس منذ فترة شبابه المبكر لسمعتها العالمية وأناقتها، وربما لأن صانعها هو من أنتج أول سيارة في العالم، ولأنها أكدت أيضا قوتها على امتداد سنوات في عالم السيارات والسرعة ومضمار الجوائز الكبرى.
ويحكى انه في غضون سنة 2008، طلب الملك محمد السادس سيارة "مرسيدس سبور" غير موجودة بالسوق المغربي، إلا أنه علم أن النسخة الوحيدة من الموديل المطلوب التي خصصت للسوق المغربية اقتناها أحد المواطنين بالدار البيضاء.
وتحتل سيارات "المرسيدس" موقعا هاما ضمن "أسطول" سيارات الملك، باعتبار أن عددها يفوق الأنواع الأخرى، سواء ضمن السيارات الخصوصية للملك أو السيارات الملكية الرسمية. ومنها "مرسيدس س ل 600" التي كان يستعملها كثيرا الملك الراحل الحسن الثاني وموديلات 1964 و1980 و1993 و1997 و1999 و2002 و2004.
رانج روفر جلبت انتباه الملك
تعتبر السيارات من طراز "رانج روفر" الرياضية، الأمريكية الصنع، من السيارات التي جلبت اهتمام الملك محمد السادس، وهي السيارة التي ظهر الملك وهو يقودها بالحسيمة، بعد الزلزال الذي أصابها في فبراير 2004، ومنذئذ ارتفعت مبيعات هذا النوع من السيارات بالمغرب رغم غلاء سعرها (ما بين 730 ألف وأكثر من مليون درهم) حسب الطراز والموديل.
إن سيارة "رانج روفر" ممثلة بأكثر من سيارة في "أسطول" سيارات الملك، من حيث الموديل واللون. علما أن أول سيارة من هذا الطراز ظهرت سنة 1994، وقد تناسلت موديلات جديدة حتى حدود سنة 2002.
سيارات أخرى نادرة يعشقها الملك
من السيارات التي أثارت انتباه الكثير من المغاربة، سيارة "الهامر" البيضاء التي ظهر على متنها الملك محمد السادس بالديار الغامبية، وبعد شهور قليلة بدأت تظهر سيارة "الهامر" بالمدن المغربية الكبرى.
و"الهامر" كذلك ممثلة بأكثر من سيارة في "أسطول" سيارات الملك، هناك الكبيرة والصغيرة بألوان موديلات مختلفة. وهناك سيارة أثارت بعض الجدل في المجلات العالمية المتخصصة في السيارات، إنها سيارة "رينسبيد" (RINSPEED)، وهي سيارة راقية من صنع سويسري، قيل إنها صنعت خصيصا للملك محمد السادس، لكن لم يسبق أن تم الكشف عن معاينة الملك وهو يقودها إلى حد الآن. إنها سيارة فاخرة بكل المقاييس، تتوفر على مواصفات الفخامة والقوة والسرعة.
ومن سيارات الملك الخاصة، "الكورفيت"، الخارقة المتوفرة على 620 حصان والقادرة على الخسف بمنافساتها عند الدعسة الأولى، ويبدأ تفوقها عند الدورة 2000، وتبلغ سرعتها ما بين 340 و370 كيلومتر في الساعة.
ومن مكونات مجموعة سيارات الملك الخاصة سيارة "الأوستين" الانجليزية، والتي نالت إعجاب محمد السادس خلال فترة شبابه المبكرة، وظل يحن إليها من حين إلى آخر رغم مرور ما يزيد على نصف قرن من وجودها، ويتضمن "أسطول" سيارات الملك أيضا مجموعة من سيارات "الأوستين" بألوان وموديلات مختلفة.
كما تتضمن السيارات الملكية الخاصة "الفوركات" و"البوراق"، وهما سيارتان من صنع شركة "العراقي" التي يديرها المهندس المغربي عبد السلام العراقي. وقد سعى الملك محمد السادس إلى تشجيع صناعة أول سيارة سريعة مغربية، مائة في المائة، وعندما قاد الملك سيارتي "الفوركات" و"البوراق" لأول مرة ازداد حماسا لدعم، المشروع ليرقى ويتسع في ظل منافسة شرسة، وحسب المعلومات المتوفرة، تم صنع 99 سيارة فقط من طراز "الفوركات" وقد عرضت للبيع بـ 300 ألف أورو (3438450.00 درهم)، وطبعا كان الملك محمد السادس من الأوائل الذين قاموا باقتناء السيارتين التي صنّعهما مغربي.
السيارات الخصوصية وأماكن تواجدها
من العسير التعرف بدقة على عدد السيارات الخاصة التي اقتناها الملك لاستعمالاته الشخصية أو لإشباع رغبات عشقه لها، غير أنه حسب المعلومات المتفرقة هنا وهناك، وبعض المعاينات الجزئية واستنادا إلى معطيات تسربت بمقدار من طرف هذه الجهة أو تلك، ومعلومات من مصادر حرصت على عدم الإشارة إليها، واستنادا إلى ما سبق وأن نشرته بعض وسائل الإعلام الوطنية والأجنبية، استقر الرأي إلى حد الآن على مجموعة سيارات الملك محمد السادس الخاصة وتضم أكثر من 450 سيارة، دون احتساب السيارات الملكية الرسمية والسيارات الموروثة، مع العلم أن الملك يمتلك سيارات من نفس النوع والطراز، لكن بألوان مختلفة وأكسسوارات وديكور داخلي يميز الواحدة عن الأخرى.
وإذا كانت أغلب السيارات الخاصة للملك متواجدة بالمرآب الملكي بالعاصمة الرباط أو بالدار البيضاء، فإن عددا منها يقبع ببعض القصور بطنجة وتطوان ومراكش وفاس وإفران وأكادير وبوزنيقة بجانب السيارات الموروثة، علما أن كل إقامة ملكية في كل من سلا وتمارة ودار بوعزة، توجد بها إحدى السيارات الخصوصية للملك أو أكثر.
إن أكبر جزء منها يوجد بالمرآب الملكي الكائن بطريق زعير قرب القنطرة المؤدية إلى حي اليوسفية، الذي لا يبعد عن موقف الحافلات العاملة في خط اليوسفية. وهو المرآب الذي تم تحويله قرب فندق "هيلتون" على الطريق المؤدية إلى حي "الرياض" قبالة الغابة.
هناك طريق صاعدة محروسة على الدوام ليل نهار، من طرف عناصر الشرطة، تؤدي إلى محل إيداع السيارات الملكية الخاصة.
صيانة السيارات الملكية
من الطبيعي ان يعتني الملك بسياراته الخاصة ويتابع حالتها وصيانتها، لذلك هناك مصالح خاصة بالبلاط، وأناس شغلهم الوحيد هو السهر على المحافظة وتتبع أحوال سيارات الملك.
لكن هل المصاريف المرتبطة بـ "أسطول" سيارات الملك تغطى من ماله الخاص ومال العائلة الملكية أم من الميزانية العامة؟
قبل محاولة الإدلاء ببعض العناصر المساعدة على الإجابة وجب التمييز بين:
1- السيارات الخصوصية للملك.
2- السيارات الموروثة.
3- السيارات الرسمية.
لأن عبء صيانة كل نوع منها قد يرتبط بمصادر مختلفة لتمويلها وتحمل مصاريفها.
قد لا تتوفر معلومات كافية لإشفاء غليل الجواب عن السؤال المطروح بدقة، لكن هذا لا يمنع من طرح جملة من المعلومات والمعطيات من شانها أن تساعد على التوجه نحو أجوبة غير مجانبة للحقيقة كليا وقريبة منها، رغم أن هذه المحاولة ستظل محفوفة بالمخاطر ما دامت هناك صعوبات جمة للولوج إلى معلومات من هذا القبيل.
بالرغم من أن المعلومات والمعطيات الرسمية المتعلقة بميزانية البلاط، لم تكن محجوبة على ممثلي الأمة، إلا أنها لا تتضمن تدقيقات حول المصاريف المرتبطة بـ "أسطول" سيارات الملك، فمنذ سنة 1984، كان ممثلو الأمة يتوصلون بالمستندات المرتبطة بميزانية البلاط والخاصة بالعائلة الملكية ومحافظي القصور الملكية، وصندوق السيادة، ومعطيات حول أجر الملك والأمراء والأميرات منذ سنة 1988.
ورغم ذلك يظل من العسير جدا الوقوف على الميزانية المرصودة لتدبير شؤون "أسطول" سيارات الملك وصيانتها وتحديد مصادر تمويلها بدقة، لكن يمكن تقديم صورة تقريبية بهذا الخصوص اعتمادا على جملة من المعطيات الرسمية، على رأسها الغلاف المالي المقتطع من الميزانية العامة، المرصودة لهذا "الأسطول" أو لجزء منه.
إن الميزانية العمومية المرصودة لهذا الغرض تقدر منذ سنة 2004 ما بين 18 و35 مليون درهم، خصصت سنويا للصيانة والإصلاح، علما أن هناك بنودا أخرى من الميزانية العامة (اللائحة المدنية وأقسام أخرى من قانون المالية مرتبطة بميزانيات التسيير في مختلف القطاعات) يمكن أن ترصد أجزاء منها لهذه الغاية تحت مسميات ودواعي مختلفة ومتعددة. هذا علاوة على المبالغ المالية التي تصرف، في هذا المجال، من المال الخاص للملك والأسرة الملكية.
كل المصاريف المرتبطة بـ "أسطول" سيارات الملك تمر على مكتب كاتبه الخاص، منير الماجدي، وتدار بإجراءاتها بمساعدة القيمين على المرآب الملكي المركزي بالرباط ومحافظي القصور والإقامات الملكية.
حسب أحد المصادر، يتوفر المرآب الملكي على كميات هائلة من قطاع الغيار المتنوعة للاستجابة لحاجيات ومتطلبات وتنوع اختلاف السيارات المكونة لـ "أسطول" سيارات الملك والتي تحمل كلها لوحة مكتوب عليها (M6).
ويضيف أن هناك سيارات تبعث أحيانا إلى دول أجنبية لغرض الصيانة أو الإصلاح أو المراقبة. وغالبا ما يتم إحضار قطع الغيار من الخارج مباشرة أو عبر وكلاء ووسائط بالمغرب، وعند الضرورة يتم توليف قطع غيار خاصة أو الأمر بتصنيعها في حالة عدم تداولها، كلما ارتبط الأمر بصيانة السيارات النادرة، إلا أن القاعدة تظل هي طلب قطاع الغيار مباشرة من الشركات المصنعة للسيارة المعنية.
في السابق كان البلاط يعتمد على ممون واحد ويتعامل مع إحدى الشركات للإشراف على الصيانة والإصلاح، أما اليوم فقد أصبح المرآب الملكي يتوفر على كفاءات عالية التأهيل، وفي حالة الضرورة يتم اللجوء إلى مساعدة بعض الكفاءات الأجنبية.
ففي العقدين الأخيرين من عهد الملك الراحل الحسن الثاني، كان "مارسيانو" ـ الذي ارتبط اسمه بملف النزاع حول ثروة أحمد رضا كديرة ـ الممون الرسمي للبلاط وللعائلة الملكية بخصوص السيارات وقطع الغيار والإصلاحات وصيانة السيارات ومختلف وسائل النقل المستخدمة من طرق القصر.
ولم يخل تدبير شؤون بعض السيارات الملكية في بعض القصور من تلاعب بعض المسؤولين، وفي هذا الصدد برزت نازلة محافظ قصر أكادير، والتي ارتبطت بكشف مجموعة من الفواتير المفبركة أو المنفوخ في مبالغها، منها ما بلغت قيمتها الإجمالية 14 مليون درهم، و105 مليون سنتيما همت الوقود المرصود لبعض السيارات المحسوبة على "أسطول" السيارات الملكية المتواجدة آنذاك بقصر أكادير.
"أسطول" سيارات محمد السادس
السيارات الموروثة
ورث الملك محمد السادس عشرات السيارات عن والده الملك الراحل الحسن الثاني، وعن جده الملك الراحل محمد الخامس، ويولي الملك اهتماما خاصا بمجموعة من هذه السيارات الموروثة لما تحمله من ذكريات عزيزة، سيما وأنها رافقت أباه وجده، فلا يكاد مرآب قصر من القصور الملكية أن يخلو من إحدى هذه السيارات الموروثة.
ترك كل من الملكين الراحلين، الملك محمد الخامس، جد محمد السادس، والملك الحسن الثاني والده، مجموعة من السيارات الملكية الحديثة والقديمة، مختلفة الأنواع والموديلات، متباينة في تواريخ صنعها وظهورها في الأسواق.
وقد طالبت بعض الجهات خلق متحف ملكي لعرض تلك السيارات النادرة، سيما وأن بعضها ظل راسخا في الذاكرة الجماعية، إذ احتلت سيارات منها موقعا بارزا في جملة من الأحداث التاريخية المهمة وذات دلالة خاصة في تاريخ المغرب، سواء الرسمي منه أو الشعبي. إلا أن هذا الاقتراح لم يترك أي صدى، وما زالت تلك السيارات محجوبة عن مختلف أجيال المغاربة.
لم يسبق ان تم عرض السيارات الملكية القديمة في مناسبات خاصة أو عامة، علما أن المغاربة يمكنهم استقبال مثل هذه المبادرة بإعجاب شديد، خصوصا وأن أغلب تلك السيارات لقيت عناية خاصة وتمت المحافظة عليها كما لو كانت تستعمل حتى أنها لم تفقد شيئا من رونقها وجمالها وجاذبيتها.
ومما يبين الأهمية الخاصة لعدد منها ندرتها، وأن بعض الشركات التي صنعتها التمست من القصر الملكي اقتناءها لإدماجها في معارضها حسب مصدر مطلع. لكن طلباتها قوبلت دائما بالرفض، بل منها سيارات تعتبر حاليا من أندر السيارات في العالم.
من السيارات التي ورثها محمد السادس، سيارة جده الراحل محمد الخامس، والتي عرفت في وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية وقتئذ، بـ "الديكابوطابل". إنها السيارة التي دأب جده على استعمالها خصوصا بمدينة الدار البيضاء، خلال الصيف، لتنقلاته الرسمية، ولا زال بعض ساكنة شارع مولاي يوسف القدامى يحتفظون بذكريات عديدة لهذه السيارة.
ومن السيارات الموروثة، السيارة التي باعها "أبراهام إسرائيل"، اليهودي من أصل مغربي، لجده. كان أبراهام صديقا حميما للملك الراحل محمد الخامس، وقيل إنه باعها للملك بثمنها الأصلي (انظر الصورة) حيث تسلمها الملك بنفسه بميناء طنجة، وكانت أول سيارة لشركة "جنرال موتورز" من نوع "بويك" دخلت المغرب، وقد حدث ذلك يوم 12 أبريل 1947.
كان أبراهام إسرائيل وكيل الشركة الأمريكية المذكورة ببلادنا، وممون القصر بالسيارات ووسائل النقل وقطع غيارها على امتداد عهد الملك الراحل محمد الخامس. وبعد أن توطدت علاقته مع الملك الراحل، أصبح أبراهام إسرائيل مستشارا له وللأسرة الملكية لمدة سنوات.
إن أغلب السيارات التي ورثها محمد السادس امتطاها والده الراحل الحسن الثاني عندما كان شابا، وكان يوليها جده اهتماما خاصا.
حسب عمر بكاري، أحد المقربين من البلاط في عهد الملك الراحل الحسن الثاني، إن هذا الأخير كان يملك أكثر من 200 سيارة من أندر السيارات، التي ورثها الملك محمد السادس، ومنها سيارة "أوريكا" (EUREKA RYPE EK 10)، التي كان ولي العهد آنذاك (الحسن الثاني طفلا) يملك نسخة مطابقة لها، لكن دون محرك (سيارة أطفال). يحركها بقدميه، وقد التقطت له صورة وهو يمتطيها بجانب سيارة والده الحقيقية.
من السيارات الموروثة كذلك، نجد سلسلة من سيارات "المرسيدس" ضمنها " س ل SL 600"، وهي سيارة ملكية كان كثيرا ما يستعملها الملك الراحل السحن الثاني خلال تنقلاته الرسمية، كما تضم مجموعة السيارات الموروثة سيارات "شيفرولي" (منها "شيفرولي كورفيت" لسنوات الخمسينات)، وسيارات "دودج" (الثلاثينات) وسيارات "رولز رويس" (سيما موديلات العشرينات والثلاثينات)، ومجموعة من سيارات "المرسيدس" (موديلات الأربعينات والخمسينات والستينات والسبعينات).
سيارات مصفحة جد متطورة تنْضمُّ إلى سيارات محمد السادس
تحظى سيارات العائلة الملكية بعناية مركزة تبتدئ بالصيانة والاختبار، وتنتهي حسب مصادرنا بتفتيش دقيق كإجراء احترازي من شانه تأمين سلامة الملك محمد السادس وأفراد أسرته، كما تخضع أيضا لحراسة أمنية مشددة، قد تمتد طيلة 24 ساعة، وذلك درءا لأي خطر قد يهدد حياة أفراد الأسرة الملكية، من ثم فإن أغلب سيارات الملك والأمراء، حسب مصادرنا، تتوفر على مناعة خاصة، ضد ما يمكن وصفه بالأخطار الخارجية، حيث إن جل السيارات التي يستعملها الملك والأمراء، تندرج في خانة السيارات المصفحة المضادة للرصاص والحرائق، لكن ذلك لم يمنع الأجهزة الأمنية العليا بالمغرب من البحث عن أحد الوسائل والمعدات وكذا آخر التقنيات والتكنولوجيات التي من شأنها تعزيز الإجراءات الأمنية الخاصة بتحركات الملك محمد السادس.
في هذا الإطار، تقول بعض المصادر، تم وضع بعض الأجهزة الحديثة رهن إشارة الأمن الملكي، لتقوية الذرع الأمني المحيط بالملك، كما أنه خلال هذه السنة (2009)، تم اقتناء العديد من السيارات المصفحة، ذات المحركات العالمية، أغلبها صنع تحت الطلب، إضافة إلى اقتناء أجهزة استشعار جد متطورة، "ذكية"، متخصصة في رصد كل ما يمكن أن يشكل خطرا على حياة محمد السادس، خاصة أثناء تنقلاته الكثيرة في إطار المهام الرسمية، التي تستدعي مرور الموكب الملكي بشكل علني، عبر الساحات المفتوحة، التي تظل رقابتها المطلقة خارجة عن سيطرة الأمن الملكي، وحسب نفس المصادر، أشرف الملك محمد السادس شخصيا، على اختبار هذه السيارات وضمها إلى موكبه، كما تلقى شروحات حول كيفية اشتغال أجهزة الاستشعار ومدى فاعلتيها، حيث وضعت رهن إشارة العديد من الأجهزة الأمنية المرافقة للموكب الملكي، وحسب ذات المصدر، يجهل إلى حدود الآن ما إذا كان الملك محمد السادس سيعزز سياراته الخاصة بأجهزة الرصد تلك، خاصة وأن خروجه المتكرر على متن بعضها، يظل أكثر خطورة من خروجه في إطار المواكب الرسمية الخاضعة لحراسة أمنية سميكة.
سيارة "الباكار" هدية مواطن للحسن الثاني
من السيارات الموروثة، سيارة "الباكار" (PACKARD) (صنع أربعينات القرن الماضي)، وكانت من السيارات العزيزة على الملك الراحل محمد الخامس، وهي من السيارات التي ورثها الملك محمد السادس.
شاءت الظروف أن تعود هذه السيارة إلى حيازة القصر الملكي بعد أن ضاعت مع سيارات أخرى. فحسب رواية، تم التفريط في هذه السيارة في ظروف غامضة، ويحتمل أن تكون قد بيعت مع سيارة "فورد تونتربي" (1956)، في المزاد العلني في فجر الاستقلال شهورا قليلة بعد عودة الأسرة الملكية من منفاها. وسيارة فورد المذكورة كان يستعملها السلطان المزور محمد بن عرفة.
بعد سنوات عثر أحد المواطنين الطنجويين على سيارة "الباكار" في نهاية ثمانينات القرن الماضي في محلات بيع الخردة (لافيراي)، تعرف عليها، فقرر اقتناءها وعمل على إعادة إصلاحها وصيانتها وترميها. وتطلبت هذه العملية تدخل مجموعة من الأشخاص وبعض الحرفيين المتخصصين في الميكانيك وكهرباء السيارات والمطالة والهياكل والصباغة، والجلد والنجارة، كما استدعت سفريات إلى الخارج للبحث عن قطع الغيار النادرة، وقد طلب تصنيع بعضها نظرا لافتقادها من السوق، حيث استغرقت بضع سنوات من العمل إلى أن أصبحت السيارة كما لو أنها صنعت لأول مرة، فقام بإهدائها للملك الراحل الحسن الثاني رفقة نسخة منها، طبق الأصل معدة للأطفال خصصت لأحد الأمراء.
الملك ونشوة السرعة
منذ ريعان شبابه اهتم الملك محمد السادس كثيرا بسيارات السباق والسيارات الراقية الفارهة.
دفعه عشق السيارات إلى زيارة المصانع الإيطالية وغيرها لمعاينة وتجريب سيارات لاقتنائها أو لطلب تصينع سيارة خاصة به. وغالبا ما كانت رحلات خاصة لم يرافقه فيها سوى حارسين أمنيين اثنين.
برز تفضيل الملك للسيارات السريعة منذ الثمانينات، إذ كثيرا ما كان يصادف المغاربة ولي العهد على متن سيارته "مرسيدس سبور" الخضراء بالعاصمة أو بمدينة سلا، سيما بشارع الجزائر بالرباط، وغالبا ما كان يمر بسرعة فائقة حسب شهود عيان.
عندما علم والده، الملك الراحل الحسن الثاني، بالأمر أبعده عن السيارة بضعة أسابيع وحرمه منها، وقد ذهبت المصادر إلى القول إن الملك الراحل أمر بسحب رخصة السياقة من ولي عهده الشاب وقتئذ.
لكن اليوم أضحى الملك يقود سيارته الخاصة بالسرعة المسموح بها قانونيا، حسب المكان والمجال، ويقف عند إشارات المرور "الضوء الأحمر وعلامات قف وإعطاء الأسبقية"، وعندما تمتلكه رغبة السياقة بسرعة يشبعها في مضمار حقيقي للسباق وعلى متن سيارات سباق حقيقية فائقة السرعة،
كلما قادت الزيارات الرسمية والخاصة الملك محمد السادس نحو دول المشرق العربي، إلا وزار حسب البعض أمير دولة البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة، الذي حول دولته إلى ما يشبه حلبة للسباق "الفورمولا وان"، حيث حسب مصادر بحرينية، تمتد عقدة استضافة هذا السباق، الموقع بين البحرين والشركة الإيطالية إلى سنة 2016؛ في هذا السياق، يغتنم الملك محمد السادس الفرصة كلما حل بالبحرين، لممارسة هوايته المفضلة، "سباق السيارات"، حيث تستهويه سيارات الفراري التي تفوق سرعتها أربعمائة كيلومتر في الساعة، وقد شوهد الملك محمد السادس مرارا حسب مصادر بحرينية وهو يسوق سيارة الفيراري بسرعة جنونية في مضمار فسيح أعد لسباق "الفورمولا وان"، إذ ينجذب إلى السيارات الخاصة بالسباق، وهو ما يفسر حسب البعض عزمه في وقت سابق على إنشاء مضمار خاص لسباق "الفورمولا وان" بالمغرب، إضافة إلى دعمه الخاص لبعض الأبطال المغاربة المتخصصين في سبــاق السيارات أمثال البطل المهدي بناني، الذي خاض تدريبا وتكوينا على نفقة الملك بشركة BMW)) لمدة سنة، سيما بعد فوزه بجائزة محمد السادس الكبرى لسباق السيارات.
وقد سبق للسرعة أن تسببت للملك عندما كان وليا للعهد، في بعض حوادث السير، منها حادثة طريق عكراش وحادثة أخرى بطريق غابة المعمورة بمدينة سلا.
ففي غضون التسعينات، وقعت للملك محمد السادس (ولي العهد آنذاك)، في طريقه إلى إقامته بـ "الرميلات" ضواحي مدينة سلا، على طريق المعمورة، حادثة سير وهو يقود سيارته، "مرسيدس سبور". عندما حاول تجنب صدم إحدى العربات المجرورة، حيث أصيبت سيارته بأعطاب دون أن يصاب الملك بسوء، لحظتئذ أمر الملك الراحل الحسن الثاني بتشييد سور إسمنتي لمنع قطع الطريق على امتداد المسافة المحاذية لقرية أولاد موسى الآهلة بالسكان من الفئات الفقيرة.
عشق محمد السادس للسيارة
لم يعد يخفى على أحد عشق الملك محمد السادس للسيارات الراقية والسيارات السريعة، ولاحظ الكثيرون أن اختياره اتجه نحو بعض الأنواع لكن دون أن يقل اهتمامه بالأنواع الأخرى.
لم ينطلق عشقه للسيارات من فراغ، إذ منذ طفولته المبكرة عاين عن قرب اهتمام والده بالسيارات النادرة وعنايته البالغة بها. كما سمع الكثير عن اهتمام جده، الملك الراحل محمد الخامس بالسيارات. وقد قيل إنه كان يقوى على التمييز بين أنواع ومواصفات سيارات أبيه وهو طفل صغير، ولم يكن أحد من أقرانه يتفوق عليه في هذا المضمار.
ظل جميع المقربين من الملك محمد السادس، منذ كان وليا للعهد يعرفون جيدا عشقه للسيارات، بل منهم من عاين ردة فعله لحظة معاينة أو مصادفة سيارة تعجبه.
يعشق الملك محمد السادس السيارات ويستحسن استبدالها، وخلال كل مرحلة أو فترة أو ظرف يرتبط بإحداها.
وحسب بعض من رافقوا الملك في رحلات اقتناء أو معاينة السيارات، أو شاءت الظروف أن يكونوا حاضرين حين اتخاذ قرار شرائها استنادا إلى "كاتالوج" أو عرض يقدمه ممثل الشركة أو وسيط كلفه بالتقصي حول هذه السيارة أو تلك؛ حسب هؤلاء، كان يقع محمد السادس في غرام سيارة أعجبته منذ معاينتها لأول مرة أو متابعته لعرضها الأول، وهذا ما حدث بخصوص سيارات "فيراري" التي وقع في حبال عشقها من أول نظرة كما يقال.
كيف لا ينمو ويترعرع عشق أمير، منذ كان وليا للعهد، للسيارات وهو الذي قال عنه والده في إحدى استجواباته مع مجلة "إكسبريس" الفرنسية في نهاية السبعينات :"[..] اعتقد شخصيا أن للشباب حقوقا ونزوات، عليهم أن يتمتعوا بتلك الحقوق وأن يجتازوا تلك النزوات بأقل ما يمكن من العثرات وحتى إذ أصبحوا أمام المسؤولية سواء الزوجية أو السياسية يكونون قد عرفوا الدنيا من جميع زواياها [..] فمن الأحسن ألا يبقى في نفسه [أي ولي العهد] مركب حرمان لأنه أمير أو ولي العهد، وعليه أن يمر بأكثر ما يمكن من التجارب...".
وقد وصل عشق الملك محمد السادس للسيارات إلى حد أخذ سيارة أو اثنتين من سياراته الخاصة في بعض الزيارات الخاصة إلى بعض البلدان الأجنبية، يختارها حسب البلد، سيما في إجازاته المبرمجة.
وقد شوهد الملك محمد السادس في بعض الدول الأجنبية، خلال سفرياته الخاصة يقود سيارته بنفسه، لاسيما في غضون سنتي 2005 و2006. حيث كانت البداية بالنيجر ثم البحرين، واليابان والمملكة السعودية سنة 2005، ثم غامبيا والكونغو والغابون سنة 2006.
فنادرا جدا ما تغيب السيارة الخصوصية في إجازات الملك، سواء داخل البلاد أو خارجها، سواء كان يقضي عطلته وحده أو رفقة زوجته، الأميرة لالة سلمى وولي عهده، مولاي الحسن وشقيقته الأميرة لالة خديجة.
أكدت مصادر متعددة، أن الملك محمد السادس يقود سيارته بنفسه خلال إجازاته، وقد عاينه الكثيرون وهو يقود سيارته لوحده أو رفقة عائلته الصغيرة، أو بمعية صديقه فؤاد عالي الهمة، في شوارع الرباط والدار البيضاء وطنجة وتطوان والناظور وأكادير ومراكش، دون بروتوكول، لا تتبعه إلا سيارة واحدة أو اثنتين للحراس الشخصيين عن بعد، دون هرج ولا إثارة انتباه. وقليلا ما يشعر بوجودهم أحد. وحتى عندما تقف سيارة الملك وينزل منها ليتمشى يظل الحراس الشخصيون على مسافة منه.
لحراس الملك الشخصيين قصص متعددة مع محمد السادس عندما يمسك المقود. فحين كان وليا للعهد، دأب على محاولة التخلص منهم، سواء بالعاصمة الرباط أو خارجها. لقد ذاق حراسه الشخصيون الأمرين أحيانا، إذ كان الملك دائما ينجح بامتياز في مراوغتهم والتخلص منهم كلما أمسك بمقود سيارته الخاصة خلال تحركاته غير الرسمية. علاوة على عشقه للسيارات الحديثة السريعة، يعتبر الملك محمد السادس من المولعين بجمع السيارات النادرة، وهي هواية من الهوايات المحببة إلى قلبه.
ويقول بعض المولعين بجمع السيارات، بأن شكل السيارة يعجبهم في البداية، ويبطنون في دواخلهم بأن تكون هذه السيارة أو تلك من نصيبهم. وغالبا ما تكون البداية مجرد إعجاب ورغبة في الامتلاك لشيء نراه ونعزم على اقتنائه. وتظل نفس القاعدة سارية المفعول حتى بالنسبة للملوك والأمراء، مع فارق توفر الإمكانيات المادية، وإمكانية تحقيق الرغبة توا دون انتظار أو حساب.
ويقول العارفون بالمجال، تزداد قمة الولع بالسيارة إذ تم صنعها من أجل الشخص الذي اقتناها، ولا يمكن لأحد غيره امتلاكها .
لكل منا سيارة أحلامه، قد يصادفها بإحدى الشوارع وقد تمر بجانبه، على حين غرة، فيقف ليتأملها أو يدور حولها ويلمس سطحها وسعادة عارمة تعتريه لحظة معاينتها، أما بالنسبة للملوك والأمراء، فبمجرد العلم بوجودها أو نية صنعها أو عرضها يحسم الأمر فتعرف طريقها إلى أسطول سياراته الخاصة أو الرسمية.
سباق السيارات الجائزة الكبرى للمغرب 1957
قليلون هم الذين يعرفون أن بلادنا تربطها علاقة مع سباق السيارات وسيارات "الفيراري" منذ أكثر من خمسة عقود. حيث لم تكن بلادنا بعيدة عن رياضة سباق السيارات. ففي خمسينيات القرن الماضي، نظم المغرب سباقا عالميا، شارك فيه أشهر أبطال هذه الرياضة، نذكر منهم "خوان مانويل" و"مانويل فانجيو" و"توني بروكسي" و"موريس تريتينيون" و"جان بيهرا". كانت المرة الأولى التي احتضنت فيها بلادنا سباق الجائزة الكبرى لـ "الفورمولا وان"، دارت أطوارها بالدار البيضاء، يوم 27 أكتوبر 1957.
سجلت "الفيراري" حضورا قويا في هذا السباق العالمي استعدادا لبطولة 1958. آنذاك كانت شركة "الفيراري" تستعد لتعويض سياراتها المستخدمة في سباق "الفورمولا وان" ـ "فيراري لانسيا 50" و"فيراري دينو 226" ـ بأخرى جديدة جُرِّبت في سباق المغرب في خريف 1957.
كما جُرِّبت، على أرض المغرب وقتئذ، أنواع جديدة من الوقود والتي كان من المنتظر استعمالها في السباقات اللاحقة.
ففي سباق أكتوبر 1957 استخدم لأول مرة في منافسات "الفورمولا وان" وقود الكيروزين (المستعمل في الطائرات) عوض الكحول.
قام النادي الملكي للسيارات بالمغرب
(ROYAL AUTOMOBILE CLUB)
بالاضطلاع بمختلف الترتيبات والإجراءات التنظيمية والتقنية والأمنية تحت إمرة رئيسه حينئذ محمد الزيزي ابن أحد أعيان "بور اليوطي" (القنيطرة) بمعية "ريمون روش"، الذي كان قيما على تنظيم السباقات الكبرى بفرنسا آنذاك.
وقام الراحل محمد الخامس رفقة ولي عهد آنذاك، الملك الراحل الحسن الثاني، بتدشين حلبة (مضمار) السباق. شاركت ضمن هذه المنافسة 16 سيارة سباق، منها 7 في ملكية "ماسيراتي". أعطيت الانطلاقة صباح يوم 27 أكتوبر 1957 بحضور ما يناهز 50 ألف متفرج أغلبيتهم الساحقة من المغاربة، وكان على المتسابقين قطع مسافة 261 ميلا (55 دورة للمضمار المار بجانب كورنيش الدار البيضاء.
من الأحداث التي ظلت عالقة بأذهان القيمين على سباقات "الفورمولا وان" والمولعين بالسيارات السريعة، نازلة الخطأ الفادح الذي وقع فيه أحد مراقبي السباق
منقول