شهد الاسبوع الماضي إقحاما غير مسبوق للملك من قبل شخصيات عامة بعضها متابع في قضايا فساد وتبذير أموال عمومية.
خالد عليوة المدير العام السابق للقرض السياحي والعقاري والمتهم بتبذير الملايير والمتابع في حالة اعتقال، سمح له بحضور جنازة والدته لمدة اربعة وخرج من السجن يوم الثلاثاء الماضي، لكن هذا المتهم بتبذير أموال عمومية، عوض ان يتلقى التعازي ويشكر من منحه تلك الرخصة رغم انه في الاعتقال الاحتياطي، خرج خرجات إعلامية وحاول ان يظهر نفسه مظهر المواطن الصالح، أكثر من ذلك أقحم الملك في تلك الخرجات ليهاجم وزير العدل، فقال ان العفو حصل عليه بأمر ملكي، وجعل من برقية تعزية من الملك لعائلته سلاحا يدافع به عن نفسه في قضية تهم تبدير المال العام لم يقل القضاء بعد كلمته.
عليوة لم يلتزم الحياد والاكتفاء بالعزاء وواجب التحفظ، بل قال انه تلقى رسائل ملكية. هذا التوظيف للملك يحاول به عليوة ان يؤثر على مجريات الأحداث.
على منواله سار معتقل اخر متهم بتهمة مشابهة وينتمي الى نفس الحزب وهو عبدالحنين بنعلو المدير السابق لمكتب المطارات، إذ ذهب في دفاعه الى القول ان الملك سبق وان وشحه بوسام وان هذا كاف لمتابعته في حالة سراح.
سيدة أخرى وظفت الملك ومحيطه بشكل مبالغ فيه، يتعلق الامر بسميرة سيطايل نائبة مدير القناة الثانية دوزيم ومديرة مديرية الأخبار، إذ زعمت في حوار من جزءين نشر بيومية "اخبار اليوم" انها صديقة الملك منذ كان ولياً للعهد، كما كشفت تفاصيل عن تلك الصداقة، وتحدثت عن علاقتها بفؤاد عالي الهمة وقالت انها تمتد لأزيد من 25 عاما وان تلك الصداقة تشرفها. سيطايل لم تنس ان تبعث رسائل سياسية تهاجم فيها بنكيران وتتهمه بمحاولة الهيمنة على الإعلام العمومي.
عبد العزيز افتاتي صرح ان هذا التوظيف للملك خطير وما كان له ان يكون لانه فوق الجميع، فيما رأى فيها يونس دافقير، الصحافي في جريدة الأحداث المغربية في عموده "تسريبات مسمومة"، وقال انه يجب ان تنجنب تمرير "السموم السياسية" وان الأوسمة الملكية او رسائل التعزية او الإشادة الملكية بتقارير "ليست حصانة ضد المساءلة او دليل اثبات براءة فيما خفي منها".
في دولة مثل المغرب يحتل فيها الرمز مكانته ودلالته السياسية، هذا ما يجعل توظيف إشارات ملكية مقبول، سياسيا، لان المغاربة اعتادوا على ذلك ولسنوات طويلة.
منقول