نستحضر، بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، الذي يصادف 8 مارس من كل سنة، ما حققته المرأة المغربية، وما أحرزته من تقدم في العديد من المجالات.
ولا بد، في هذا الإطار، من الإشارة إلى القرارات العديدة، التي اتخذها المغرب لإنصاف المرأة وإشراكها في أوراش البناء والإصلاح والتغيير، إذ شكل الخطاب الملكي في 9 مارس 2011، ثورة جديدة في مغرب جديد، حيث أعلن فيه صاحب الجلالة الملك محمد السادس عن مراجعة دستورية عميقة، تهدف إلى ترسيخ الديمقراطية وتعزيزها، وشدد جلالته بالمناسبة على أهمية تحقيق المساواة بين الرجل والمرأة وضرورة مأسستها.
وبهذا الخصوص، يكون الدستور الجديد للمملكة أحدث قفزة جديدة في مجال تعزيز وضعية وحقوق النساء، من خلال المساواة بين الرجل والمرأة في الحقوق والحريات ذات الطابع المدني والسياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي البيئي، مع التزام دستوري للدولة المغربية بالعمل على تحقيق المساواة والمناصفة بين الرجال والنساء.
كما تضمن الدستور إمكانية اتخاذ، من خلال القانون، تدابير للميز الإيجابي لفائدة النساء في مجال الولوج إلى الوظائف المنتخبة، علاوة على إحداث هيئة للمساواة ومحاربة كافة أشكال التمييز.
هكذا، شكلت مقتضيات دستور فاتح يوليوز 2011 قاطرة مهمة في ترسيخ الديمقراطية
ومبادئ حقوق الإنسان في شموليتها. فمضامين الوثيقة الدستورية تكرس مبدأ المساواة والمناصفة والعدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص بين الجنسين.
واستجاب الفصل التاسع عشر لمطالب عديدة للحركة النسائية والمرأة المغربية عموما، إذ فتح آفاق مرحلة جديدة، بتنصيصه على أن الدولة تسعى إلى تحقيق مبدأ المساواة بين الرجال والنساء، وإقرار إحداث هيئة للمناصفة ومكافحة كل أشكال التمييز.
ورغم اعتبار تعيين امرأة واحدة في الحكومة الحالية تراجعا عن مكاسب المرأة المغربية وعن مضمون الدستور، إلا أن ذلك لم يضعف الصف النسائي المغربي، بقدر ما يشكل حافزا لبذل المزيد من الجهود لتحتل المرأة المغربية مراتب أخرى موازية ومهمة. ومن هذا المنطلق، شكلت 2012 سنة محفزة ونقطة تحول إيجابية للنساء المغربيات من أجل تفعيل وتنزيل مقتضيات الدستور الجديد.
ويحق لنا اليوم، ونحن نحتفل بهذه المناسبة، أن نفتخر بالمرأة المغربية التي قطعت أشواطا مهمة، فحصلت على حقوقها السياسية عبر المراحل التاريخية، وساهمت في الإنتاج مساهمة فعالة، وفتحت أمامها أبواب لم تفتح بالأمس، ودخلت كل الميادين التي تتناسب مع إمكانياتها واختصاصاتها، وهكذا استطاعت انتزاع مكاسب لائقة بكرامتها كامرأة، وكعضو فاعل في مجتمع يخطو خطوات ثابتة في طريق بناء الديمقراطية وإنجاز التنمية.
منقول